السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في بعض الاحيان تصلني رسائل الكترونيه من بعض الزميلات , وعلى غرار الاجر
والثواب يقمن بنشر هذه الاكاذيب التي قيلت ,,, وحتما انا لا اعلم مامدى
معرفتهن بصحه هذه الرسائل التي ينشرونها ,,,
ولكن لاني اميل وبشده الى المقوله التي قيلت : لاتصدق كل ماترى او نصف ماتسمع ,, فإني اسعى جاهده الى التأكد بنفسي اما عن طريق البحث العنكبوتي او سؤال اهل العلم ,,,
اخواني واخواتي الكرام: في الآونه الاخيره انتشرت وبشكل ملحوظ احدايث
ومقولات على لسان الرسول عليه الصلاه والسلام , او الصحابه او حتى خالقنا
العظيم ,, والبعض منهم صدق والبعض الاخر لم يكلف نفسه قط في البحث عن
مصداقيه الموضوع ,, والبعض منهم قام بالبحث ,,,
اخواني جميعا :
نستطيع ان نحصل على الخير والاجر بالكلمه الطيبه ,,
النيه الصالحه ,, وهناك الكثير الكثير من الطرق التي تجعل من موازيننا
مليئه بالحسنات يوم الدين ,, لذا لا تتسرعوا ابدا في نشر مايخص الدين بهذا
الشكل ,, نعوذ با الله من الاثم والسيئات ,,,
اليوم موضوعي يتكلم عن هذا الجانب , وبعون الله تعالى اذا اطال الله بعمري
بالخير سأقوم بتكمله هذا الموضوع حتى يصبح كموسوعه الاخطاء التي تتداولها
المنتديات والشبكه العنكبوتيه بشكل عام , واذا اخطأت او سهوت فأرجو منكم ا
لتكرم بإبلاغي ,, فأنا لست من المعصومين ,,,,
ف بسم الله الرحمن الرحيم ابدأ ,,,
________________________
عشرة تمنع عشرة
قال الرسول صلى الله علية وسلم :- (( عشرة تمنع عشر ))
سورة الفاتحة ... تمنع غضب الله
سورة يس ... تمنع عطش يوم القيامه
سورة الدخان ... تنمع أهوال يوم القيامة
سورة الواقعة ... تمنع الفقر
سورة الملك ... تمنع عذاب القبر
سورة الكوثر ... تمنع الخصومة
سورة الكافرون ... تمنع الكفر عند الموت
سورة الإخلاص ... تمنع النفاق
سورة الفلق ... تتمنع الحسد
سورة الناس ... تمنع الوسواس
فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله:
كما زعم هذا الكاذب عشرة تمنع عشرة الفاتحة تمنع غضب الرب الى آخره وهذا أيضا حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم:
بالنسبة لهذه العشر سردا لم أرها في شيء من كتب السنة
وثبتت معاني بعضها .
فثبت الحديث في فضل سورة الملك وأنها تمنع عذاب القبر
قال صلى الله عليه وسلم : سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر . رواه الحاكم وغيره ، وحسّنه الألباني .
و قال صلى الله عليه وسلم : إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى
غفر له ، وهي سورة تبارك الذي بيده الملك . رواه أهل السنن وقال الترمذي :
هذا حديث حسن .
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ سورة تبارك وسورة
السجدة ، كما في المسند والأدب المفرد للبخاري وسُنن النسائي ، وهو حديث
صحيح.
والأحاديث الواردة في فضل سورة ( يس ) لا يصح منها شيء .
والحديث الوارد في فضل سورة الواقعة وأنها تمنع الفقر فلا يصح .
وقد ورد بلفظ : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا
رواه البيهقي في الشعب ، وضعفه الألباني في الضعيفة .
وأما المعوذات فقد ورد في فضلها أحاديث صحيحة ، فمن ذلك
ما رواه أبو داود عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أسير مع رسول الله لى
الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ ب أعوذ برب الفلق و أعوذ برب الناس ، ويقول
: يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما . قال : وسمعته يؤمنا بهما في
الصلاة . وحسنه الألباني.
والأحاديث التي وضعها الوضـّـاعون في فضائل السور كثيرة حتى وضع بعضهم لكل سورة حديث في فضلها
______________________
حديث الرسول وابليس
معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله في بيت رجل من الانصار
في جماعة فنادى منادِ : يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعلمون من المنادي؟
فقالوا : الله ورسوله أعلم
فقال رسول الله : هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
فقال النبي : مهلاً يا عمر .. أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت
المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور ، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا
منه ما يحدثكم
قال ابن عباس رضي الله عنهما : فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ
أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير ، وأنيابه خارجة كأنياب
الخنزير وشفتاه كشفتي الثور
فقال : السلام عليك يا محمد .. السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال النبي : السلام لله يا لعين ، قد سمعت حاجتك ما هي
الخ ..
قال : ثم من؟
فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة
قال : ثم من؟
فقال : فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره
فقال : وما يدريك أنه صبور؟
فقال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
فقال : ثم من؟
فقال : غني شاكر
فقال النبي : وما يدريك أنه شكور؟
فقال : إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال النبي : كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟
فقال : فإذا تصدقوا؟
فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين
فقال له النبي : وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟
فقال : إن في الصدقة أربع خصال .. وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله
البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه
العاهات والبلايا
فقال له النبي : فما تقول في أبي بكر؟
فقال : يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام
فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب؟
فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه
فقال : فما تقول في عثمان بن عفان؟
الخ ...
فقال : ومن هم المخلصون عندك؟
فقال : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى ،
وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه
مخلص لله تعالى فتركته ، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق
بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم!
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد ، أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر ، وإن التكبر من أكبر الكبائر
يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد ، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان
فمنهم من قد وَكّلتُه بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته
بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز ، أما الشبّان فليس بيننا وبينهم خلاف
وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا ، ومنهم من قد وكلته بالعُبّاد ومنهم
من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي
باب حتى يسبّوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى
بغير إخلاص وما يشعرون
أما علمت يا محمد أن الكذب منّي وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي ، ومن
حلف بالله كاذباً فهو حبيبي ، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله
إني لكما لمن الناصحين .
يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة .. كلما يريد أن يقوم إلي
الصلاة لَزِمته فأوسوس له وأقول له الوقت باقٍ وأنت في شغل ، حتى يؤخرها
ويصليها في غير وقتها فَيُضرَبَ بها في وجهه ،
الخ ...
فقال النبي : يا لعين من جليسك؟
فقال : آكل الربا
فقال : فمن صديقك؟
فقال : الزاني
فقال: فمن ضجيعك؟
فقال : السكران
فقال : فمن ضيفك؟
فقال : السارق
فقال : فمن رسولك؟
الخ
فقال : سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك
قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان
إلا غروراً ، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه
الربا والحرام ، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان الرجيم ، وكل من لا
يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد
سامعاً ومطيعاً ، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه
لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
الخ
فقال النبي : لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال : يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على
عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله
تعالى لك ما سألت ، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة ، وإن من معي أكثر
ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة ، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة
الخ ...
ثم قال النبي يا أبا مُرّة : هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال : يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم
القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها
وخَصّكَ واصطفاك ، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود ،
وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه
وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
________________________
سئـل ( شيخ الإسلام ابن تيمية ) في مجموع فتـاوى ص 350 ج 18 ... عن
قصة إبليس وإخباره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد مع جماعة من
أصحابه ، وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم له عن أمور كثيرة ، والناس
ينظرون إلى صورته عياناً ، ويسمعون كلامه جهراً ، فهل ذلك حديث صحيح أم
كذب مختلق ؟ وهل جاء ذلك في شيء من الصحاح والمسانيد والسنن أم لا ؟ وهل
يحل لأحد أن يروي ذلك ؟ وماذا يجب على من يروي ذلك ويحدثه للناس ويزعم أنه
صحيح شرعي ؟
فأجاب :
الحمد لله . بل هذا حديث مكذوب مختلق ليس هو في شيء من
كتب المسلمين المعتمدة ، لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد . ومن علم أنه
كذب على النبي صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يرويه عنه ، ومن قال : إنه
صحيح فإنه يعلم بحاله ، فإن أصر عوقب على ذلك ، ولكن فيه كلام كثير قد جمع
من أحاديث نبوية ، فالذي كذبه واختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب وبعضها
صدق ، فلهذا يوجد فيه كلمات متعددة صحيحة؛ وإن كان أصل الحديث وهو مجيء
إبليس عياناً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة أصحابه وسؤاله له كذباً
مختلقاً لم ينقله أحد من علماء المسلمين ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
يتبع ,,,,
في بعض الاحيان تصلني رسائل الكترونيه من بعض الزميلات , وعلى غرار الاجر
والثواب يقمن بنشر هذه الاكاذيب التي قيلت ,,, وحتما انا لا اعلم مامدى
معرفتهن بصحه هذه الرسائل التي ينشرونها ,,,
ولكن لاني اميل وبشده الى المقوله التي قيلت : لاتصدق كل ماترى او نصف ماتسمع ,, فإني اسعى جاهده الى التأكد بنفسي اما عن طريق البحث العنكبوتي او سؤال اهل العلم ,,,
اخواني واخواتي الكرام: في الآونه الاخيره انتشرت وبشكل ملحوظ احدايث
ومقولات على لسان الرسول عليه الصلاه والسلام , او الصحابه او حتى خالقنا
العظيم ,, والبعض منهم صدق والبعض الاخر لم يكلف نفسه قط في البحث عن
مصداقيه الموضوع ,, والبعض منهم قام بالبحث ,,,
اخواني جميعا :
نستطيع ان نحصل على الخير والاجر بالكلمه الطيبه ,,
النيه الصالحه ,, وهناك الكثير الكثير من الطرق التي تجعل من موازيننا
مليئه بالحسنات يوم الدين ,, لذا لا تتسرعوا ابدا في نشر مايخص الدين بهذا
الشكل ,, نعوذ با الله من الاثم والسيئات ,,,
اليوم موضوعي يتكلم عن هذا الجانب , وبعون الله تعالى اذا اطال الله بعمري
بالخير سأقوم بتكمله هذا الموضوع حتى يصبح كموسوعه الاخطاء التي تتداولها
المنتديات والشبكه العنكبوتيه بشكل عام , واذا اخطأت او سهوت فأرجو منكم ا
لتكرم بإبلاغي ,, فأنا لست من المعصومين ,,,,
ف بسم الله الرحمن الرحيم ابدأ ,,,
________________________
عشرة تمنع عشرة
قال الرسول صلى الله علية وسلم :- (( عشرة تمنع عشر ))
سورة الفاتحة ... تمنع غضب الله
سورة يس ... تمنع عطش يوم القيامه
سورة الدخان ... تنمع أهوال يوم القيامة
سورة الواقعة ... تمنع الفقر
سورة الملك ... تمنع عذاب القبر
سورة الكوثر ... تمنع الخصومة
سورة الكافرون ... تمنع الكفر عند الموت
سورة الإخلاص ... تمنع النفاق
سورة الفلق ... تتمنع الحسد
سورة الناس ... تمنع الوسواس
فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله:
كما زعم هذا الكاذب عشرة تمنع عشرة الفاتحة تمنع غضب الرب الى آخره وهذا أيضا حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم:
بالنسبة لهذه العشر سردا لم أرها في شيء من كتب السنة
وثبتت معاني بعضها .
فثبت الحديث في فضل سورة الملك وأنها تمنع عذاب القبر
قال صلى الله عليه وسلم : سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر . رواه الحاكم وغيره ، وحسّنه الألباني .
و قال صلى الله عليه وسلم : إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى
غفر له ، وهي سورة تبارك الذي بيده الملك . رواه أهل السنن وقال الترمذي :
هذا حديث حسن .
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ سورة تبارك وسورة
السجدة ، كما في المسند والأدب المفرد للبخاري وسُنن النسائي ، وهو حديث
صحيح.
والأحاديث الواردة في فضل سورة ( يس ) لا يصح منها شيء .
والحديث الوارد في فضل سورة الواقعة وأنها تمنع الفقر فلا يصح .
وقد ورد بلفظ : من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا
رواه البيهقي في الشعب ، وضعفه الألباني في الضعيفة .
وأما المعوذات فقد ورد في فضلها أحاديث صحيحة ، فمن ذلك
ما رواه أبو داود عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أسير مع رسول الله لى
الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ ب أعوذ برب الفلق و أعوذ برب الناس ، ويقول
: يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما . قال : وسمعته يؤمنا بهما في
الصلاة . وحسنه الألباني.
والأحاديث التي وضعها الوضـّـاعون في فضائل السور كثيرة حتى وضع بعضهم لكل سورة حديث في فضلها
______________________
حديث الرسول وابليس
معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله في بيت رجل من الانصار
في جماعة فنادى منادِ : يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعلمون من المنادي؟
فقالوا : الله ورسوله أعلم
فقال رسول الله : هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
فقال النبي : مهلاً يا عمر .. أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت
المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور ، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا
منه ما يحدثكم
قال ابن عباس رضي الله عنهما : فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ
أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير ، وأنيابه خارجة كأنياب
الخنزير وشفتاه كشفتي الثور
فقال : السلام عليك يا محمد .. السلام عليكم يا جماعة المسلمين
فقال النبي : السلام لله يا لعين ، قد سمعت حاجتك ما هي
الخ ..
قال : ثم من؟
فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة
قال : ثم من؟
فقال : فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره
فقال : وما يدريك أنه صبور؟
فقال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
فقال : ثم من؟
فقال : غني شاكر
فقال النبي : وما يدريك أنه شكور؟
فقال : إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال النبي : كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟
فقال : فإذا تصدقوا؟
فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين
فقال له النبي : وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟
فقال : إن في الصدقة أربع خصال .. وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله
البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه
العاهات والبلايا
فقال له النبي : فما تقول في أبي بكر؟
فقال : يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام
فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب؟
فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه
فقال : فما تقول في عثمان بن عفان؟
الخ ...
فقال : ومن هم المخلصون عندك؟
فقال : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى ،
وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه
مخلص لله تعالى فتركته ، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق
بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم!
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد ، أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر ، وإن التكبر من أكبر الكبائر
يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد ، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان
فمنهم من قد وَكّلتُه بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته
بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز ، أما الشبّان فليس بيننا وبينهم خلاف
وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا ، ومنهم من قد وكلته بالعُبّاد ومنهم
من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي
باب حتى يسبّوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى
بغير إخلاص وما يشعرون
أما علمت يا محمد أن الكذب منّي وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي ، ومن
حلف بالله كاذباً فهو حبيبي ، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله
إني لكما لمن الناصحين .
يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة .. كلما يريد أن يقوم إلي
الصلاة لَزِمته فأوسوس له وأقول له الوقت باقٍ وأنت في شغل ، حتى يؤخرها
ويصليها في غير وقتها فَيُضرَبَ بها في وجهه ،
الخ ...
فقال النبي : يا لعين من جليسك؟
فقال : آكل الربا
فقال : فمن صديقك؟
فقال : الزاني
فقال: فمن ضجيعك؟
فقال : السكران
فقال : فمن ضيفك؟
فقال : السارق
فقال : فمن رسولك؟
الخ
فقال : سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك
قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان
إلا غروراً ، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه
الربا والحرام ، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان الرجيم ، وكل من لا
يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد
سامعاً ومطيعاً ، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه
لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك
وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً
وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق
الخ
فقال النبي : لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك
فقال : يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على
عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة .. فقال الله
تعالى لك ما سألت ، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة ، وإن من معي أكثر
ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة
وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة ، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة
الخ ...
ثم قال النبي يا أبا مُرّة : هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال : يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم
القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها
وخَصّكَ واصطفاك ، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود ،
وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه
وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
________________________
سئـل ( شيخ الإسلام ابن تيمية ) في مجموع فتـاوى ص 350 ج 18 ... عن
قصة إبليس وإخباره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد مع جماعة من
أصحابه ، وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم له عن أمور كثيرة ، والناس
ينظرون إلى صورته عياناً ، ويسمعون كلامه جهراً ، فهل ذلك حديث صحيح أم
كذب مختلق ؟ وهل جاء ذلك في شيء من الصحاح والمسانيد والسنن أم لا ؟ وهل
يحل لأحد أن يروي ذلك ؟ وماذا يجب على من يروي ذلك ويحدثه للناس ويزعم أنه
صحيح شرعي ؟
فأجاب :
الحمد لله . بل هذا حديث مكذوب مختلق ليس هو في شيء من
كتب المسلمين المعتمدة ، لا الصحاح ولا السنن ولا المسانيد . ومن علم أنه
كذب على النبي صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يرويه عنه ، ومن قال : إنه
صحيح فإنه يعلم بحاله ، فإن أصر عوقب على ذلك ، ولكن فيه كلام كثير قد جمع
من أحاديث نبوية ، فالذي كذبه واختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب وبعضها
صدق ، فلهذا يوجد فيه كلمات متعددة صحيحة؛ وإن كان أصل الحديث وهو مجيء
إبليس عياناً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة أصحابه وسؤاله له كذباً
مختلقاً لم ينقله أحد من علماء المسلمين ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
يتبع ,,,,