اللهم لك الحمد أنت القوي فلا قوي يدانيك .. اللهم لك الحمد أنت العزيز فلا عزيز يضاهيك.. اللهم لك الحمد أنت العظيم فلا عظيم يساويك .. وجهك أكرم الوجوه ، وجاهك أعظم الجاه ، العزيز من أعززت .. والذليل من أذللت .. والكريم من أكرمت .. والمهين من أهنت .. أشهد أن لا إله حق إلا أنت .. أشهد أن لا إله حق إلا أنت .. أشهد أن لا إله حق إلا أنت .. معاذٌ وربي من أنت معاذَه .. آمن والله من أنت ملاذه . وأشهد أن شمس الدنيا ونورَها محمد صلى الله عليه وسلم عبدك طاهر الأطهار .
أشهد أن شمس الدنيا ونورَها محمد صلى الله عليه وسلم رسولك المختار .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد وعلى أتباع محمد ما أشرقت شمس الدنيا واستبان النهار ، وما أسفر قمر الدنيا واستنار .
إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحـــي = وأرواحُ الأئمةِ والدُّعــــاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي = وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ
ويا علم الهدى يفديك عمري = ومالي.. يا نبي المكرماتِ!!
فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا = فما للناس دونك من زكاةِ..
ولو جحد البريّةُ منك قــولاً = لكُبّوا في الجحيم مع العُصاةِ
وعرضُك عرضُنا ورؤاكَ فينا = بمنزلة الشهادةِ والصــلاةِ
رُفِعْتَ منازلاً.. وشُرحت صدرا = ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ
وذكرُكَ يا رســـولَ اللهِ زادٌ = تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَــاةِ
وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع ٍ = وهديُكَ مُشرقٌ في كلِّ ذاتِ
ومَا لِجنان ِ عَدنٍ من طريقٍ = بغيرِ هُداكَ يا علمَ الهُــداةِ
وأعلى اللهُ شأنكَ في البَرَايا = وتلكَ اليومَ أجلى المُعجزاتِ
فمنكَ شريعتي.. وسكونُ نفسي = ومنكَ هويتي.. وسمو ذاتي
وفيك هدايتي.. وشفاءُ صدري = بعلمكَ أو بحلمكَ والأناةِ
ومنك شفاعتي في يومِِ عَرْض ٍ = ومن كفيّكَ إرواءُ الظُّماةِ
ومنك دعاءُ إمسائي وصحوي = وإقبالي وغمضي والتفاتي
رسولَ اللهِ قد أسبلتُ دَمْعــي = ونزَّ القلبُ من لَجَجِ ِ البُغَاةِ
عليك صلاةُ ربِّكَ ما تجلـّـــى = ضياءٌ .. واعتلى صوتُ الهُداةِ
ولو سُفكــتْ دمــانا ما قضينا = وفاءك والحقوقَ الواجبــاتِ....
نعم..ولو سفكت دمانا ما قضينا وفاءك والحقوق الواجبات
ها هو عظيم الأكوان كلها يتكلم عن عظيم البشر بل ويقسم عليه { وَالنّجْمِ إِذَا هَوَىَ } يقسم فيزكي عقله { مَا ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىَ } يقسم فيزكي لسانه { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ } يقسم فيزكي شرعه { إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَىَ } يقسم فيزكي معلمه { عَلّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىَ * ذُو مِرّةٍ فَاسْتَوَىَ } يقسم فيزكي قلبه { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىَ } يقسم فيزكي بصره { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىَ } .. وبالصفتين العظيمتين يصفهُ { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ } بل ويزكيه كلَّه { وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ } .
شرح الله له صدره ، ووضع عنه وزره ، ورفع له ذكره ، وأتم أمره ، وأكمل دينه، وبرَّ يمينه..
ما ودعه ربه وما قلاه .. بل أرسله وهداه ، وبارك له مسعاه ، وخيره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فأعلنها شوقاً لمولاه ( بل الرفيق الأعلى ) ( بل الرفيق الأعلى ).
ويأتي هذا الزمان ليأتي فيه أقوامٌ ما عرفوا الله طرف ساعة ، وما أعدوا لقيام الساعة يعيدون التاريخ بصورة أخرى . تأتي صحيفة " جلاندز بوستن " الدنمركية لترسم في صحيفتها رسوما كاريكاتيرية ساخرة بهذا العظيم الذي عظمه أهل السموات وأهل الأرض ، رسوماً يسخرون فيها بالحبيب صلى الله عليه وسلم ، يصورونه في صور وقحة آثمة في إحدى هذه الرسومات يصورونه عليه عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه .. وفي صورة أخرى يظهرونه إرهابياً يلوح بسيفه ومعه سيدات يرتدين البرقع ، وصورٌ ثمان أخرى ليست بأقل وقاحة من تلك .
ثم في هذه الأيام وفي يوم عيد الأضحى بالتحديد وإمعانا في العداء تأتي جريدة " ماجزينت " النرويجية ، لتعيد نشر تلك الرسوم الوقحة { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } تباً لهم { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } قبحاً فعلوه { قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّىَ يُؤْفَكُونَ } .
أيها المسلمون .. أيها المصلون .. يا أحباب المصطفى هكذا يفعل النصارى الحاقدون مع نبينا صلى الله عليه وسلم .. هكذا يفعل عباد الصليب بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. بل ويرفضون أن يعتذرون أو يتراجعون ويقولون هذه حريات لا نملك اعتراضها ..
حريات أن تجرح مشاعر أمة المليار المسلم ، . فلا لهم يأبهون ولا لجنابهم يراعون.
أين بلاد العدل والحرية والمحبة للعالم التي ينادون بها ، وبحت حلوقهم حلوق الدجل يوم أن صاحت بها .
أعداؤنا أبدوا إلينا حبهم *** ولربما أبدى الإخاء لئامُ
رفعوا شعارات السلام دعاية *** وسلامهم ألا يكون سلامُ
تلكم جرائمهم وهذا غدرهم *** شهدت بذلك كله الأيامُ
أو محمد صلى الله عليه وسلم كما زعموا وهو الذي ناءت بعظمته النبوية صدور الرواة روو ثم روو حتى ملأوا أسفاراً بعد سفر ، وجفت أحبارٌ فيها بعد حِبر .
أو محمد صلى الله عليه وسلم كما زعموا وهو الذي سرت دعوته وكلماته في كل قُطر ، وتناقلتها العصور عَصر بعد عصر ، وكتُب لها الخلود أبد الدهر .
أو محمد صلى الله عليه وسلم كما زعموا وهو الذي أرسل رحمة للمسلمين بل وربي للكافرين بل وربي للعالمين بل وربي للخلائق أجمعين رحمة للطير وللحيوان وللدنيا كلها .
ألا والله كذبوا .. ألا والله كذبوا .. إنه محمد بن عبد الله سموٌ لا يُسامى وعلو لا يدانى .. أوفر الناس عقلاً ، وأسخى القوم يداً ، وأجودهم نفساً ، يبيت على الطوى وقد وهب المئين، ينادي صاحبه : ( أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ) ، أرحب الناس صدرا ، وأوسعهم حلماً ، يمسك بغرة النصر وينادي أسراه في كرم وإباء ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .
أعظم الناس تواضعاً يُخالط الفقير والمسكين ، يُجالس الشيخ والأرملة ، تذهب به الجارية إلى أقصى سكك المدينة فيذهب معها ويقضي حاجاتها .
ألين الناس عريكة وأسهلهم طبعاً ، ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن محرماً ، لا يغضب لنفسه ، فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء .
أعف الناس لساناً وأوضحهم بياناً ، أعدل الناس حكماً ، وأعظمهم إنصافاً ، يقسم وهو الصادق (والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
أينكم يا عباد الصليب عن عظيمكم .. عن جدكم الأكبر ها هو هرقل ملك النصارى يسأل أبا سفيان عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ، هل كنتم تتهمونه بالكذب ؟ قال : لا ، قال هرقل : لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله .
ويسأل هرقل أبا سفيان هل يغدر ؟ قال : لا ، قال هرقل : وكذلك الرسل لا تغدر ، ويسأل هرقل أبا سفيان : عما يأمركم ؟ قال أبو سفيان : أن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً وينهانا عن عبادة الأوثان ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف ، قال هرقل لأبي سفيان : إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولكن لم أكُن أظنُّ أنه منكم ، فلو أني أعلمُ أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه !!
هذه شهادة هرقل ملك النصارى إبان زمانه وحياته .
وهذه شهادة الغربيين من المنصفين عندما اطلعوا على سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول شبرك النمساوي " إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها ، إذ أنه رغم أمُيته ، استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع ، سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون ، إذا توصلنا إلى قمته ".
ويقول جوتة الأديب الألماني " إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد ، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي محمد " .
وقالت الدكتورة زيجرد " إن محمد والإسلام شمس الله على الغرب " .
وغيرهم كثير من شهادات الحق في نبي الحق .
عبـاد الله : -
أجمع العلماء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله ، قال تعالى { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنّ إِنّمَا كُنّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } .
ثم اعلموا يا رعاكم الله أن الله عز وجل يغار على دينه ، ويغار على نبيه ، وينتقم ممن آذى رسوله ؛ لأن من آذى رسوله فقد آذى الله ، قال تعالى { إِنّ الّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَأَعَدّ لَهُمْ عَذَاباً مّهِيناً } وقد أعلن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم عصمته له من الناس { وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ } وأخبر أنه سيكفيه المستهزئين { إِنّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } قال ابن سعدي رحمه الله : " وقد فعل تعالى فما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتله".
وصدق والله هؤلاء هم عتاة الاستهزاء في زمان النبي صلى الله عليه وسلم : الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث السهمي والعاص بن وائل ، ويوم اشتد أذاهم واستهزاءهم بالحبيب صلى الله عليه وسلم يقول ابن عباس : " شكاهم رسول الله إلى جبريل فقال جبريل لرسول الله أرني إياهم، فأراه كل واحد منهم ، وجبريل يشير إلى كل واحدٍ منهم في موضعٍ من جسده ويقول : كفيتُكه ، فأما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً فأصاب أكحله فقطعها ، وأما الأسود بن المطلب فسقط تحت شجرة وهو يصيح لأبنائه ألا تدافعون عني فأتوا وقالوا له لا نرى شيئاً فقال هلكت طعنت بالشوك في عيني، فجعلوا يقولون ما نرى شيئاً حتى عميت عيناه ، وأما الأسود بن عبد يغوث فخرجت في رأسه قروح فمات منها ، وأما الحارث السهمي فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج غائطه من فيه فمات منه ، وأما العاص فركب إلى الطائف فربض على شبرقة وشاكته بشوكها حتى قتلته " .
وهذا أنس بن مالك يحدث عن رجل أسلم وكان نصرانياً فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ما لبث أن ارتد وتنصر مرة أخرى وجلس يسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض ، فحفروا له وأعمقوا وأصبحوا وقد لفظته الأرض ، فحفروا له وأعمقوا كثيراً في الأرض ما استطاعوا فأصبحوا وقد لفظته الأرض ، فبقي على ظهرها حتى تعفن وأكلت منه الكلاب والسباع . والحديث في الصحيحين .
هذه عاقبة المستهزئين بالحبيب صلى الله عليه وسلم في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأقوى ، ولأغلال في جهنم أقسى وأنكى .
ولي ولكم أستغفر الله فاستغفروه إنه كان غفارا .
الخطبـة الثانيــة
الحمد لله على إحسانه ....
بشراكم يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، بشراكم يا أحباب محمد صلى الله عليه وسلم ، والله ما أقدم المستهزئون على ما أقدموا إلا يوم أن شرقوا بالإسلام ، إلا يوم أن رأوا منائره تتعالى في سماء ديارهم ، إلا يوم أن رأوا كثرة الداخلين فيه وهم قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم صدوداً وتشويهاً ، وتلبيساً وتشويشاً ، لكن أنىَّ لليد أن تسُد الشمس هيهات هيهات { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَىَ اللّهُ إِلاّ أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } .
ثم أملوا يا عباد الله خيراً واستبشروا فتحاً مبيناً ، ونصراً مكينا فإن والله من أمارات النصر ما أقدموا عليه واجترحوا ، إن من أمارات النصر ما لاكته أفواههم ورسمته أيديهم واقترفوا ، إليكم البشرى بذاك من شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله يقول : " وإن الله منتقم لرسوله ممن طعنِ عليه وسبَّه ، ومظهر لدينه ولكذب الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد ، ونظير هذا ما حدثناه أعدادُ من المسلمين العُدُول ، أهل الفقه والخبرة عمَّا جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية ، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا : كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه ، حتى إذا تعرض أهلُهُ لسب رسول الله والوقيعة في عرضه ، تعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ، ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون فيهم ملحمة عظيمة ، حتى إننا كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه، وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب – يعني المغرب – حالهم مع النصارى كذلك " انتهى كلامه رحمه الله في الصارم المسلول .
إخـوة الإسلام :
إن الله عز وجل يقول { فَالّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُواْ النّورَ الّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .
حقيق وربي بنا أن ننصره ، حقيق وربي بنا أن نجلي الحق ونظهره ،
وكيف لا ؟ وهو حبيبنا وتفديه قلوبنا وأرواحنا .
كيف لا ؟ وهو نورنا وما كانت الدنيا قبله إلا ظلاماً سرمدياً على أهلها .
كيف لا ؟ وهو الذي عارضوه وقاتلوه ، وسبوه وشتموه وسحروه ، وجرحوه ، ومع ذلك يأبى إلا أن يوصل النور لنا .
كيف لا ؟ وهو الذي طالما دعا لنا وبكى من أجلنا وكافح ونافح بلاغا لقومنا.
كيف لا ؟ وهو الذي ماصلينا ولا سبحنا وصمنا ولا حججنا ولا تصدقنا ولا لخير قدمنا إلا وهو الذي إياه علمنا ودلّنا .
كيف لا ؟ وهو الذي ما تآخينا ولا أتلفنا ولا اجتمعنا ولا اعتززنا إلا بهداه يوم أن ربانا وإلى المعالي دعانا .
اللهم صل وسلم عليه .. اللهم صل وسلم عليه .. اللهم صل وسلم عليه .
اللهم أجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته .. اللهم أجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته .. اللهم أجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته .
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت *** مثل الرسول نبي الأمة الهادي
من الذي كان فينا يستضاء به *** مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد
عباد الله حقاً علينا أن ننصر الحبيب صلى الله عليه وسلم أفراد وجماعات وعلى كافة الأصعدة والمستويات.
ننصُره أولاً : في أنفسنا في حياتنا في بيوتنا في شوارعنا في أعمالنا بحسن الاقتداء وعظيم الاقتفاء ، نحيي سنته ، نتمثل طريقته ، نسير سيرته فذاك ورب الكعبة نصره في النفوس والصدور والذي يتبعه نصر الأرض والثغور .
ثانياً : نعلم أبناءنا وصغارنا حبه ، نعلمهم قصصه ، بل نعلم الناس كلهم دقائق حياته، وتفاصيل أيامه ، وجانب من هذا على أئمة المساجد وطلبة العلم أن يحيوا تلك السيرة العطرة في مساجدهم .
ثالثاً : الاحتجاج على الصعيد الرسمي على ما اقترفته أيدي الساخرين في الدنمارك والنرويج وغيرهم ، واستنكار تهجمهم على حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، وقد أبلى ولاة الأمر في هذه البلاد خيراً فكان لهم جهد وإنكار ، وكان للعلماء كلمةٌ ووقفة وهذه وقفة حق واجبة للمصطفى المختار .
نعم لابد من الاحتجاج على مستوى المؤسسات الإسلامية ، وكذلك على المستوى الفردي وإرسال الرسائل الإلكترونية والبريدية احتجاجاً واستنكاراً ورداً على ذلك ترسل لسفارتهم ولصحفهم والمسؤولين عندهم ، وليعلموا أن لهذا الدين أفئدة له تئن وتغار ، لابد أن نطالبهم بالاعتذار العلني للمسلمين وتأديب المتسببين ، والأمر يسير لاسيما عن طريق الإنترنت يسهل توصيل ذلك لهم ، وهنا لفتة شكر تسجل لأولئك الغيورون على حياة حبيبهم صلى الله عليه وسلم والتي ما فتأت رسائل الجوال ترسل منهم في الذود والاستنكار فلا حرمهم الله أجر ما أرسلوا ، وجهدوا وكتبوا.
رابعاً : عظيم لو تجتهد مكاتب دعوة الجاليات ، ومعلمي اللغة الإنجليزية فيستثمروا الحدث في التعريف بالحبيب صلى الله عليه وسلم بحياته بأخلاقه بدعوته بلغة القوم وفي مواقع الإنترنت الغربية، وتراسل بهذا صحفهم .
خامساً : دعم المجلات الإسلامية الرائدة التي توزع في ديار الغرب هناك بلغتهم ولدعوتهم ، دعمها مادياً وصحفياً لتزداد وتنتشر .
سادساً : نحثُّ أنفسنا والمسلمين على مقاطعة المنتجات الدنمركية والنرويجية ، ونحث إخواننا المهتمين بالأسهم بمقاطعة تداول أسهم الشركات العاملة في توريد وبيع ونقل منتجاتهم .
وهذه كلمة شكر تسجل لأولئك التجار وعدد من موردي المواد الغذائية الذين سحبوا منتجات هؤلاء وقاطعوها ، وجميل حث البقية الآخرين ، ووالله إن خسائر هؤلاء من مثل هذه المقاطعة بالمليارات فلا تهنوا في جهد ذلك ولا تألوا .
وليعلم الصليب وأبناء الصليب أن هنا أمة تثأر للحبيب .
وليعلم الصليب وأبناء الصليب أن هنا أمة تفدي بروحها ودمها ومالها الحبيب .
اللهم صل وسلم عليه .. اللهم صل وسلم عليه .. اللهم صل وسلم عليه .
نصرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
الشيخ فيصل الشدي
أشهد أن شمس الدنيا ونورَها محمد صلى الله عليه وسلم رسولك المختار .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد وعلى أتباع محمد ما أشرقت شمس الدنيا واستبان النهار ، وما أسفر قمر الدنيا واستنار .
إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحـــي = وأرواحُ الأئمةِ والدُّعــــاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي = وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ
ويا علم الهدى يفديك عمري = ومالي.. يا نبي المكرماتِ!!
فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا = فما للناس دونك من زكاةِ..
ولو جحد البريّةُ منك قــولاً = لكُبّوا في الجحيم مع العُصاةِ
وعرضُك عرضُنا ورؤاكَ فينا = بمنزلة الشهادةِ والصــلاةِ
رُفِعْتَ منازلاً.. وشُرحت صدرا = ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ
وذكرُكَ يا رســـولَ اللهِ زادٌ = تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَــاةِ
وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع ٍ = وهديُكَ مُشرقٌ في كلِّ ذاتِ
ومَا لِجنان ِ عَدنٍ من طريقٍ = بغيرِ هُداكَ يا علمَ الهُــداةِ
وأعلى اللهُ شأنكَ في البَرَايا = وتلكَ اليومَ أجلى المُعجزاتِ
فمنكَ شريعتي.. وسكونُ نفسي = ومنكَ هويتي.. وسمو ذاتي
وفيك هدايتي.. وشفاءُ صدري = بعلمكَ أو بحلمكَ والأناةِ
ومنك شفاعتي في يومِِ عَرْض ٍ = ومن كفيّكَ إرواءُ الظُّماةِ
ومنك دعاءُ إمسائي وصحوي = وإقبالي وغمضي والتفاتي
رسولَ اللهِ قد أسبلتُ دَمْعــي = ونزَّ القلبُ من لَجَجِ ِ البُغَاةِ
عليك صلاةُ ربِّكَ ما تجلـّـــى = ضياءٌ .. واعتلى صوتُ الهُداةِ
ولو سُفكــتْ دمــانا ما قضينا = وفاءك والحقوقَ الواجبــاتِ....
نعم..ولو سفكت دمانا ما قضينا وفاءك والحقوق الواجبات
ها هو عظيم الأكوان كلها يتكلم عن عظيم البشر بل ويقسم عليه { وَالنّجْمِ إِذَا هَوَىَ } يقسم فيزكي عقله { مَا ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىَ } يقسم فيزكي لسانه { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ } يقسم فيزكي شرعه { إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَىَ } يقسم فيزكي معلمه { عَلّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىَ * ذُو مِرّةٍ فَاسْتَوَىَ } يقسم فيزكي قلبه { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىَ } يقسم فيزكي بصره { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىَ } .. وبالصفتين العظيمتين يصفهُ { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ } بل ويزكيه كلَّه { وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ } .
شرح الله له صدره ، ووضع عنه وزره ، ورفع له ذكره ، وأتم أمره ، وأكمل دينه، وبرَّ يمينه..
ما ودعه ربه وما قلاه .. بل أرسله وهداه ، وبارك له مسعاه ، وخيره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فأعلنها شوقاً لمولاه ( بل الرفيق الأعلى ) ( بل الرفيق الأعلى ).
ويأتي هذا الزمان ليأتي فيه أقوامٌ ما عرفوا الله طرف ساعة ، وما أعدوا لقيام الساعة يعيدون التاريخ بصورة أخرى . تأتي صحيفة " جلاندز بوستن " الدنمركية لترسم في صحيفتها رسوما كاريكاتيرية ساخرة بهذا العظيم الذي عظمه أهل السموات وأهل الأرض ، رسوماً يسخرون فيها بالحبيب صلى الله عليه وسلم ، يصورونه في صور وقحة آثمة في إحدى هذه الرسومات يصورونه عليه عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه .. وفي صورة أخرى يظهرونه إرهابياً يلوح بسيفه ومعه سيدات يرتدين البرقع ، وصورٌ ثمان أخرى ليست بأقل وقاحة من تلك .
ثم في هذه الأيام وفي يوم عيد الأضحى بالتحديد وإمعانا في العداء تأتي جريدة " ماجزينت " النرويجية ، لتعيد نشر تلك الرسوم الوقحة { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } تباً لهم { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } قبحاً فعلوه { قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّىَ يُؤْفَكُونَ } .
أيها المسلمون .. أيها المصلون .. يا أحباب المصطفى هكذا يفعل النصارى الحاقدون مع نبينا صلى الله عليه وسلم .. هكذا يفعل عباد الصليب بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. بل ويرفضون أن يعتذرون أو يتراجعون ويقولون هذه حريات لا نملك اعتراضها ..
حريات أن تجرح مشاعر أمة المليار المسلم ، . فلا لهم يأبهون ولا لجنابهم يراعون.
أين بلاد العدل والحرية والمحبة للعالم التي ينادون بها ، وبحت حلوقهم حلوق الدجل يوم أن صاحت بها .
أعداؤنا أبدوا إلينا حبهم *** ولربما أبدى الإخاء لئامُ
رفعوا شعارات السلام دعاية *** وسلامهم ألا يكون سلامُ
تلكم جرائمهم وهذا غدرهم *** شهدت بذلك كله الأيامُ
أو محمد صلى الله عليه وسلم كما زعموا وهو الذي ناءت بعظمته النبوية صدور الرواة روو ثم روو حتى ملأوا أسفاراً بعد سفر ، وجفت أحبارٌ فيها بعد حِبر .
أو محمد صلى الله عليه وسلم كما زعموا وهو الذي سرت دعوته وكلماته في كل قُطر ، وتناقلتها العصور عَصر بعد عصر ، وكتُب لها الخلود أبد الدهر .
أو محمد صلى الله عليه وسلم كما زعموا وهو الذي أرسل رحمة للمسلمين بل وربي للكافرين بل وربي للعالمين بل وربي للخلائق أجمعين رحمة للطير وللحيوان وللدنيا كلها .
ألا والله كذبوا .. ألا والله كذبوا .. إنه محمد بن عبد الله سموٌ لا يُسامى وعلو لا يدانى .. أوفر الناس عقلاً ، وأسخى القوم يداً ، وأجودهم نفساً ، يبيت على الطوى وقد وهب المئين، ينادي صاحبه : ( أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ) ، أرحب الناس صدرا ، وأوسعهم حلماً ، يمسك بغرة النصر وينادي أسراه في كرم وإباء ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .
أعظم الناس تواضعاً يُخالط الفقير والمسكين ، يُجالس الشيخ والأرملة ، تذهب به الجارية إلى أقصى سكك المدينة فيذهب معها ويقضي حاجاتها .
ألين الناس عريكة وأسهلهم طبعاً ، ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن محرماً ، لا يغضب لنفسه ، فإذا انتهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء .
أعف الناس لساناً وأوضحهم بياناً ، أعدل الناس حكماً ، وأعظمهم إنصافاً ، يقسم وهو الصادق (والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
أينكم يا عباد الصليب عن عظيمكم .. عن جدكم الأكبر ها هو هرقل ملك النصارى يسأل أبا سفيان عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ، هل كنتم تتهمونه بالكذب ؟ قال : لا ، قال هرقل : لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله .
ويسأل هرقل أبا سفيان هل يغدر ؟ قال : لا ، قال هرقل : وكذلك الرسل لا تغدر ، ويسأل هرقل أبا سفيان : عما يأمركم ؟ قال أبو سفيان : أن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً وينهانا عن عبادة الأوثان ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف ، قال هرقل لأبي سفيان : إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولكن لم أكُن أظنُّ أنه منكم ، فلو أني أعلمُ أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه !!
هذه شهادة هرقل ملك النصارى إبان زمانه وحياته .
وهذه شهادة الغربيين من المنصفين عندما اطلعوا على سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول شبرك النمساوي " إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها ، إذ أنه رغم أمُيته ، استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع ، سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون ، إذا توصلنا إلى قمته ".
ويقول جوتة الأديب الألماني " إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد ، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي محمد " .
وقالت الدكتورة زيجرد " إن محمد والإسلام شمس الله على الغرب " .
وغيرهم كثير من شهادات الحق في نبي الحق .
عبـاد الله : -
أجمع العلماء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله ، قال تعالى { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنّ إِنّمَا كُنّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } .
ثم اعلموا يا رعاكم الله أن الله عز وجل يغار على دينه ، ويغار على نبيه ، وينتقم ممن آذى رسوله ؛ لأن من آذى رسوله فقد آذى الله ، قال تعالى { إِنّ الّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَأَعَدّ لَهُمْ عَذَاباً مّهِيناً } وقد أعلن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم عصمته له من الناس { وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ } وأخبر أنه سيكفيه المستهزئين { إِنّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } قال ابن سعدي رحمه الله : " وقد فعل تعالى فما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتله".
وصدق والله هؤلاء هم عتاة الاستهزاء في زمان النبي صلى الله عليه وسلم : الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث السهمي والعاص بن وائل ، ويوم اشتد أذاهم واستهزاءهم بالحبيب صلى الله عليه وسلم يقول ابن عباس : " شكاهم رسول الله إلى جبريل فقال جبريل لرسول الله أرني إياهم، فأراه كل واحد منهم ، وجبريل يشير إلى كل واحدٍ منهم في موضعٍ من جسده ويقول : كفيتُكه ، فأما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً فأصاب أكحله فقطعها ، وأما الأسود بن المطلب فسقط تحت شجرة وهو يصيح لأبنائه ألا تدافعون عني فأتوا وقالوا له لا نرى شيئاً فقال هلكت طعنت بالشوك في عيني، فجعلوا يقولون ما نرى شيئاً حتى عميت عيناه ، وأما الأسود بن عبد يغوث فخرجت في رأسه قروح فمات منها ، وأما الحارث السهمي فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج غائطه من فيه فمات منه ، وأما العاص فركب إلى الطائف فربض على شبرقة وشاكته بشوكها حتى قتلته " .
وهذا أنس بن مالك يحدث عن رجل أسلم وكان نصرانياً فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ما لبث أن ارتد وتنصر مرة أخرى وجلس يسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض ، فحفروا له وأعمقوا وأصبحوا وقد لفظته الأرض ، فحفروا له وأعمقوا كثيراً في الأرض ما استطاعوا فأصبحوا وقد لفظته الأرض ، فبقي على ظهرها حتى تعفن وأكلت منه الكلاب والسباع . والحديث في الصحيحين .
هذه عاقبة المستهزئين بالحبيب صلى الله عليه وسلم في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأقوى ، ولأغلال في جهنم أقسى وأنكى .
ولي ولكم أستغفر الله فاستغفروه إنه كان غفارا .
الخطبـة الثانيــة
الحمد لله على إحسانه ....
بشراكم يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، بشراكم يا أحباب محمد صلى الله عليه وسلم ، والله ما أقدم المستهزئون على ما أقدموا إلا يوم أن شرقوا بالإسلام ، إلا يوم أن رأوا منائره تتعالى في سماء ديارهم ، إلا يوم أن رأوا كثرة الداخلين فيه وهم قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم صدوداً وتشويهاً ، وتلبيساً وتشويشاً ، لكن أنىَّ لليد أن تسُد الشمس هيهات هيهات { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَىَ اللّهُ إِلاّ أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } .
ثم أملوا يا عباد الله خيراً واستبشروا فتحاً مبيناً ، ونصراً مكينا فإن والله من أمارات النصر ما أقدموا عليه واجترحوا ، إن من أمارات النصر ما لاكته أفواههم ورسمته أيديهم واقترفوا ، إليكم البشرى بذاك من شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله يقول : " وإن الله منتقم لرسوله ممن طعنِ عليه وسبَّه ، ومظهر لدينه ولكذب الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد ، ونظير هذا ما حدثناه أعدادُ من المسلمين العُدُول ، أهل الفقه والخبرة عمَّا جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية ، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا : كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه ، حتى إذا تعرض أهلُهُ لسب رسول الله والوقيعة في عرضه ، تعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ، ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون فيهم ملحمة عظيمة ، حتى إننا كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه، وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب – يعني المغرب – حالهم مع النصارى كذلك " انتهى كلامه رحمه الله في الصارم المسلول .
إخـوة الإسلام :
إن الله عز وجل يقول { فَالّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُواْ النّورَ الّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .
حقيق وربي بنا أن ننصره ، حقيق وربي بنا أن نجلي الحق ونظهره ،
وكيف لا ؟ وهو حبيبنا وتفديه قلوبنا وأرواحنا .
كيف لا ؟ وهو نورنا وما كانت الدنيا قبله إلا ظلاماً سرمدياً على أهلها .
كيف لا ؟ وهو الذي عارضوه وقاتلوه ، وسبوه وشتموه وسحروه ، وجرحوه ، ومع ذلك يأبى إلا أن يوصل النور لنا .
كيف لا ؟ وهو الذي طالما دعا لنا وبكى من أجلنا وكافح ونافح بلاغا لقومنا.
كيف لا ؟ وهو الذي ماصلينا ولا سبحنا وصمنا ولا حججنا ولا تصدقنا ولا لخير قدمنا إلا وهو الذي إياه علمنا ودلّنا .
كيف لا ؟ وهو الذي ما تآخينا ولا أتلفنا ولا اجتمعنا ولا اعتززنا إلا بهداه يوم أن ربانا وإلى المعالي دعانا .
اللهم صل وسلم عليه .. اللهم صل وسلم عليه .. اللهم صل وسلم عليه .
اللهم أجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته .. اللهم أجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته .. اللهم أجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته .
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت *** مثل الرسول نبي الأمة الهادي
من الذي كان فينا يستضاء به *** مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد
عباد الله حقاً علينا أن ننصر الحبيب صلى الله عليه وسلم أفراد وجماعات وعلى كافة الأصعدة والمستويات.
ننصُره أولاً : في أنفسنا في حياتنا في بيوتنا في شوارعنا في أعمالنا بحسن الاقتداء وعظيم الاقتفاء ، نحيي سنته ، نتمثل طريقته ، نسير سيرته فذاك ورب الكعبة نصره في النفوس والصدور والذي يتبعه نصر الأرض والثغور .
ثانياً : نعلم أبناءنا وصغارنا حبه ، نعلمهم قصصه ، بل نعلم الناس كلهم دقائق حياته، وتفاصيل أيامه ، وجانب من هذا على أئمة المساجد وطلبة العلم أن يحيوا تلك السيرة العطرة في مساجدهم .
ثالثاً : الاحتجاج على الصعيد الرسمي على ما اقترفته أيدي الساخرين في الدنمارك والنرويج وغيرهم ، واستنكار تهجمهم على حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، وقد أبلى ولاة الأمر في هذه البلاد خيراً فكان لهم جهد وإنكار ، وكان للعلماء كلمةٌ ووقفة وهذه وقفة حق واجبة للمصطفى المختار .
نعم لابد من الاحتجاج على مستوى المؤسسات الإسلامية ، وكذلك على المستوى الفردي وإرسال الرسائل الإلكترونية والبريدية احتجاجاً واستنكاراً ورداً على ذلك ترسل لسفارتهم ولصحفهم والمسؤولين عندهم ، وليعلموا أن لهذا الدين أفئدة له تئن وتغار ، لابد أن نطالبهم بالاعتذار العلني للمسلمين وتأديب المتسببين ، والأمر يسير لاسيما عن طريق الإنترنت يسهل توصيل ذلك لهم ، وهنا لفتة شكر تسجل لأولئك الغيورون على حياة حبيبهم صلى الله عليه وسلم والتي ما فتأت رسائل الجوال ترسل منهم في الذود والاستنكار فلا حرمهم الله أجر ما أرسلوا ، وجهدوا وكتبوا.
رابعاً : عظيم لو تجتهد مكاتب دعوة الجاليات ، ومعلمي اللغة الإنجليزية فيستثمروا الحدث في التعريف بالحبيب صلى الله عليه وسلم بحياته بأخلاقه بدعوته بلغة القوم وفي مواقع الإنترنت الغربية، وتراسل بهذا صحفهم .
خامساً : دعم المجلات الإسلامية الرائدة التي توزع في ديار الغرب هناك بلغتهم ولدعوتهم ، دعمها مادياً وصحفياً لتزداد وتنتشر .
سادساً : نحثُّ أنفسنا والمسلمين على مقاطعة المنتجات الدنمركية والنرويجية ، ونحث إخواننا المهتمين بالأسهم بمقاطعة تداول أسهم الشركات العاملة في توريد وبيع ونقل منتجاتهم .
وهذه كلمة شكر تسجل لأولئك التجار وعدد من موردي المواد الغذائية الذين سحبوا منتجات هؤلاء وقاطعوها ، وجميل حث البقية الآخرين ، ووالله إن خسائر هؤلاء من مثل هذه المقاطعة بالمليارات فلا تهنوا في جهد ذلك ولا تألوا .
وليعلم الصليب وأبناء الصليب أن هنا أمة تثأر للحبيب .
وليعلم الصليب وأبناء الصليب أن هنا أمة تفدي بروحها ودمها ومالها الحبيب .
اللهم صل وسلم عليه .. اللهم صل وسلم عليه .. اللهم صل وسلم عليه .
نصرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
الشيخ فيصل الشدي