ضرورة فهم حركة الزمن وصيرورة العصر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
محمد العليوات
قد نجد كثيرا من الناس في مختلف المجتمعات , يعيشون العصر بأجسادهم فقط ,
بيد أنهم حقيقة ليس لهم صلة بزمانهم وإنهم منفصلون عنه , غافلون عن مجرى
التغيرات فيه , بعيدون عن قضاياه المختلفة , وفي نفس الوقت يعيشون الماضي
بكل تفاصيله , المجسمة في نمط تفكيرهم وسلوكهم وأذواقهم , حتى إذا أدركتهم
مشكلات العصر المختلفة , وباغتتهم موجاته الثقافية العاتية , فوجئوا بعالم
جديد يحمل إليهم المهولات من كل حدب وصوب , وقبل أن يعدوا العدة اللازمة
لمواجهته , فعندئذ يصبحون ضحايا الجديد المفاجئ ...ضحايا الحياة الجديدة ,
وقد يعيشون صراعا حادا في تكييف أنفسهم مع حياة جديدة و لم يحسبوا لها
حسابا معقولا من قبل , فتتوقف حياتهم , وتنكمش عطاءاتهم , وتتجمد الحياة
في عقولهم ...
لكل أولئك المتفاجئين بحركة الزمن , وما تحمل من موجات فكرية وسلوكية ,
ترسم كلمات اهل البيت (ع) منهجا واقيا من متغيرات الزمن , وترشد إلى ضرورة
فهم حركة الزمن , وصيرورة العصر كي يتعامل معه برشد وحكمة .
يقول الإمام الصادق (ع) :
(العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس) .
أي أن : من عرف زمانه وفهمه وأدرك خفاياه و لم تفاجئه الأمور المستجدة ,
والقضايا والتحولات الإجتماعية المحيرة , إنه يدرك كل ذلك وبالتالي فهو
على أهبة الإستعداد , لمواجهة العصر الجديد , بالخطط الحكيمة , والأفكار
الرشيدة , للتعامل المرن مع متغيرات العصر ....
إن من مقتضيات العلم بالزمان , إستخدام الوسائل والأساليب الجديدة , لأنتاج مجمع حيوي متجدد .
يقول الأستاذ الشيخ مطهري : قد يكون شئ ما وسيلة للهداية , ثم قد يصبح الشئ نفسه في مكان آخر وسيلة للضياع والضلالة .
إن المنطق الذي يجعل من عجوز إمرأة مؤمنة , قد يضل المثقف , ورب كتاب
متناسب مع ذوق عصر من العصور , ومنسجم مع مستواه الفكري وكان وسيلة في
حينه لهداية الناس , ثم كان في وقت آخر سببا لضلالهم ..., فبإستثناء
الكتاب السماوي ,وأقوال المعصومين الحقيقية , نجد أن كل كتاب آخر رسالة
لفترة محدودة , فإذا إنقضت تلك المدة إنتفت الرسالة ....) .
وبمعنى آخر فإن العلم بالزمان , كفيل بإحداث قناعات جديدة , ورؤى جديدة ,
تبعث الحياة من جديد , وتمنع من تدميرها , عندما تتوفر أ>وات ووسائل
التجديد , التي تقود إلى الصلاح والرشد .
وبمفهوم مخالف لهذا القول , فإن من غفل عن زمانه , تهجم عليه لوابس الزمان
, ثم لا يجد لها حلا في الوقت المناسب , لأنه يعيش في زمان غير إن فهم
الزمان يقتضي إعادة برمجة الفكر بما يضمن إنتصار الإنسان على الظروف
الجديدة , التي تتولد من حركة الزمن , وتتكيف الحياة بما فيها من أشياء ,
طباق للقيم والميادئ و وهذا هو المعنى الحيوي للتجدد .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
محمد العليوات
قد نجد كثيرا من الناس في مختلف المجتمعات , يعيشون العصر بأجسادهم فقط ,
بيد أنهم حقيقة ليس لهم صلة بزمانهم وإنهم منفصلون عنه , غافلون عن مجرى
التغيرات فيه , بعيدون عن قضاياه المختلفة , وفي نفس الوقت يعيشون الماضي
بكل تفاصيله , المجسمة في نمط تفكيرهم وسلوكهم وأذواقهم , حتى إذا أدركتهم
مشكلات العصر المختلفة , وباغتتهم موجاته الثقافية العاتية , فوجئوا بعالم
جديد يحمل إليهم المهولات من كل حدب وصوب , وقبل أن يعدوا العدة اللازمة
لمواجهته , فعندئذ يصبحون ضحايا الجديد المفاجئ ...ضحايا الحياة الجديدة ,
وقد يعيشون صراعا حادا في تكييف أنفسهم مع حياة جديدة و لم يحسبوا لها
حسابا معقولا من قبل , فتتوقف حياتهم , وتنكمش عطاءاتهم , وتتجمد الحياة
في عقولهم ...
لكل أولئك المتفاجئين بحركة الزمن , وما تحمل من موجات فكرية وسلوكية ,
ترسم كلمات اهل البيت (ع) منهجا واقيا من متغيرات الزمن , وترشد إلى ضرورة
فهم حركة الزمن , وصيرورة العصر كي يتعامل معه برشد وحكمة .
يقول الإمام الصادق (ع) :
(العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس) .
أي أن : من عرف زمانه وفهمه وأدرك خفاياه و لم تفاجئه الأمور المستجدة ,
والقضايا والتحولات الإجتماعية المحيرة , إنه يدرك كل ذلك وبالتالي فهو
على أهبة الإستعداد , لمواجهة العصر الجديد , بالخطط الحكيمة , والأفكار
الرشيدة , للتعامل المرن مع متغيرات العصر ....
إن من مقتضيات العلم بالزمان , إستخدام الوسائل والأساليب الجديدة , لأنتاج مجمع حيوي متجدد .
يقول الأستاذ الشيخ مطهري : قد يكون شئ ما وسيلة للهداية , ثم قد يصبح الشئ نفسه في مكان آخر وسيلة للضياع والضلالة .
إن المنطق الذي يجعل من عجوز إمرأة مؤمنة , قد يضل المثقف , ورب كتاب
متناسب مع ذوق عصر من العصور , ومنسجم مع مستواه الفكري وكان وسيلة في
حينه لهداية الناس , ثم كان في وقت آخر سببا لضلالهم ..., فبإستثناء
الكتاب السماوي ,وأقوال المعصومين الحقيقية , نجد أن كل كتاب آخر رسالة
لفترة محدودة , فإذا إنقضت تلك المدة إنتفت الرسالة ....) .
وبمعنى آخر فإن العلم بالزمان , كفيل بإحداث قناعات جديدة , ورؤى جديدة ,
تبعث الحياة من جديد , وتمنع من تدميرها , عندما تتوفر أ>وات ووسائل
التجديد , التي تقود إلى الصلاح والرشد .
وبمفهوم مخالف لهذا القول , فإن من غفل عن زمانه , تهجم عليه لوابس الزمان
, ثم لا يجد لها حلا في الوقت المناسب , لأنه يعيش في زمان غير إن فهم
الزمان يقتضي إعادة برمجة الفكر بما يضمن إنتصار الإنسان على الظروف
الجديدة , التي تتولد من حركة الزمن , وتتكيف الحياة بما فيها من أشياء ,
طباق للقيم والميادئ و وهذا هو المعنى الحيوي للتجدد .