المرأة و الإبداع
لقد أتى الإسلام بتشريعاته الحكيمة ونصوصه المبينة بالتكريم الإلهي لبني
الإنسان عمومًا، وللمرأة خصوصًا، بما حباها الإله –تعالى- من نعم جليلة
وصفات جميلة ومشاعر فياضة عميمة، فشهدت المرأة تحولات واقعية في المجتمعات
التي تعيش فيها خلال تقلب الأزمان والأماكن، فمن الحضارات الإنسانية من
أعلى شأن المرأة ومنها ما أهانها ،وجعلها كسقط المتاع،حتى جاء الإسلام
والمرأة في أشد حالاتها انتكاسة وجهلاً وتضييعًا وذلة، فرفع شأنها وأدبها
وخاطبها بما خاطب به الرجال العقلاء، وجعلها مؤهلة للتكاليف الشرعية
والتصرفات المالية والواجبات الاجتماعية والثقافة الإنسانية.
وتنقلت المرأة في العصور الإسلامية ما بين الزوجة العالمة والأم المربية
والمثقفة الأديبة والطبيبة الحكيمة والنسابة الشريفة، وكل ذلك وهي تتدثر
بدثار الإسلام وتتحلى بأخلاقه وآدابه، حتى نبتت نابتة الاستعمار في وطننا
الإسلامي؛ فتغيرت أحوال المرأة المصونة إلى المرأة المتبذلة المتبرجة التي
تبحث عن قضيتها من بين القضايا لتخالط الرجال بكل وقاحة وتستعرض مفاتنها
بكل جراءة وخناعة،حتى أصبحت المرأة العصرية هي المرأة التي خلعت ثياب
الحياء والدين وأسلمت زمام نفسها لأهل الأهواء وإخوان الشياطين.
ولئن ساغ للمرأة المسلمة – في أزمان خلت وظروف مرت- حينما كانت منعزلة في
باديتها، أو مزرعتها، أو قريتها المحدودة، أو وظيفتها المغلقة، أن تكتفي
بقدر باهت من الأمور الثقافية والمعرفة الذاتية، فإن هذا الزمان مع كثرة
المتغيرات والنوازل الملمات اخترقت السهام ثقافة المرأة القريبة والبعيدة
سواء المنغلقة في البيت أم المنفتحة في الوظيفة والتجمعات النسائية،فأصبحت
المرأة المسلمة محطة استقبال لصنوف الثقافات البشرية والمطامع الأجنبية ،
فكان لزامًا على المرأة المسلمة الواعية أن تواجه التحديات بالأصالة
الشرعية والثقافة العميقة الواقعية، وتتكفل بوضع الحلول للمشكلات العارضة
، وتفجير الطاقات الأنثوية الكامنة ،مع الاستقامة الشرعية الكاملة،
والإيجابية الفعالة المؤثرة.
وهذا هو الإبداع الحقيقي للمرأة عندما تضع يديها الناعمتين على الداء، وتبدأ بالتشخيص الصحيح وصرف الدواء .
فما هو الإبداع بالنسبة للمرأة؟ وهل نحن بحاجة إلى الإبداع؟ وما هي مقومات
الإبداع؟ وكيف تكونين مبدعة؟ أسئلة متناثرة.. حاولت جاهدة الإجابة عنها
خلال هذه الورقة.
أولا:ما هو الإبداع؟
لغة : من مادة (بدع) أي أنشأه وبدأه،قال تعالى ( بديع السموات والأرض)
[البقرة:117] فالبديع من أسماء الله تعالى ويعني : إيجاد الشيء وإحداثه
على غير مثال سابق.
فقد خلق الله تعالى البديع الكون آية في الجمال والكمال والحسن، وغاية في
الإحكام والإتقان، فرفع السماء بغير عمد ترونها وجعلها سقفًا مرفوعًا
محفوظًا، وخلق الأرض ومد فيها الرواسي الشامخات، وفجر أنهارها، وأخرج
ثمراتها، وألبس الليل النهار فجعله ساكنًا، وألبس النهار الليل فجعله
مضيئًا معاشًا، وكذا كل مخلوقات الله تعالى.. البديع.. ذي الجلال والإكرام.
اصطلاحًا: الإبداع والابتكار والاختراع مصطلحات مترادفة يراد بها: عملية
بشرية تراكمية مرنة، لتطوير فكرة قديمة، أو إيجاد فكرة جديدة، مهما كانت
الفكرة صغيرة، لتحقيق إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله. [علي
الحمادي- الإبداع1].
وقيل:هو القدرة على إيجاد علاقات بين أشياء لم يسبق النظر فيها ،لاستحداث
طريقة جديدة لعمل شيء ما أو استبدال طريقة قديمة. [عبد الإله الحيزان-
تنمية التفكير الإبداعي].
محترزات التعريف:
عملية بشرية: أي أن الإبداع عمل مستمر يقوم على أسس عقلية؛ لأن العقل مناط التكليف للإنسان وتكريمه بين المخلوقات.
تراكمية: أي هي القدرة على التحليل والتركيب من الأفكار القديمة فكرة
جديدة ولو كانت صغيرة، وهذا يعني الإفادة من مجهودات السابقين وأفكارهم
والبناء عليها، فالإبداع لا وطن له ولا قومية ولا احتكار فيه.
مرنة: أي لديها القدرة على التكيف مع الظروف والمتغيرات.
لتحقيق إنتاج متميز غير مألوف، وهذه صفات المنتج الإبداعي أن يكون فيه
الجدة والأصالة وملائم للهدف المراد تحقيقه من الفكرة ونافع غير ضار،
ومحكم في تركيبه وقوي في جاذبيته للآخرين.
يمكن تطبيقه واستعماله: أي ليس خيالاً فلا يمكن الإفادة منه، ولا مستحيلاً فلا يمكن الوصول إليه.
وهذه خلاصة تنمية التفكير الإبداعي الأنثوي في جميع المجالات الحيوية والهامة.
ثانيا- الفرق بين الإبداع والابتداع:
الأفكار حق بشري مشاع ، بينما الدين حق إلهي مطاع، فلا يمكن تغييره ولا
تبديله، قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الإسلام دينا)[ المائدة:3] فالبدعة هي: كل محدثة في الدين ليس لها أصل في
الشرع ، ولم يأذن بها الله ولا رسوله، وقد أحسن الإمام النووي عندما عقد
في كتابه الجامع رياض الصالحين، باب في النهي عن البدع ومحدثات الأمور،
وذكر فيه حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود عليه.
قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى
الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه؛ فهو ضلالة، والدين بريء منه،
وسواء ذلك في مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة.
ثالثا:مقومات الإبداع:
تمتلك النفس البشرية طاقات كامنة من المواهب والقدرات التي تؤهلها لبلوغ
درجة المبدعين والمبدعات، فالشاعرة المجيدة، والمعلمة الفعالة، والإدارية
الناجحة، والأم الماهرة، والمربية الفاضلة، والداعية المؤثرة..؛ يستخدمون
قدراتهم الإبداعية بطريقة معينة لتشمل عدة مناحي واتجاهات؛ فالطاقة
الإبداعية لعقولنا مصدر غني بالطاقات الخام التي لا تنضب، فضلا عن
المهارات الإبداعية التي يمكن أن نتعلمها ونتدرب عليها.
فالمرأة مأسورة –غالبًا- لنمطية معينة في التفكير، تكاد تتجمد عليها،
فينضب التفكير وتشح الموارد، فتتراكم المشاكل اليومية والمسائل التربوية
التي مجموعة الحل فيها خالية من الحلول، فالإبداع في التفكير ضرورة ملحة
لمواجهة التيارات المتلاطمة والأمواج العالية من الفتن والأزمات ، وأصبح
أسلوب الإجابة الواحدة الصحيحة ركامًا من الماضي التليد لأن مجموعة الحل
مليئة بأنواع الحلول التي يمكن استغلالها بطرق التفكير الإبداعية.
ويمكن إجمال مقومات التفكير الإبداعي بعدة أمور كالتالي:
1- الصحة النفسية للمبدع : يرى علماء النفس التربويون أن المبدع شخصية
تمتلك مجموعة من القدرات الظاهرة والسمات الباطنة المنعكسة على السلوك
منها:
- التفاؤل: وهي النظرة الطيبة للأمور، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
"ويعجبني الفأل : قالوا : وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الطيبة"،
فالتفكير الإبداعي يحتاج إلى هذه الكلمة الطيبة ليندفع بحماس وحكمة نحو
الهدف المراد تحقيقه، مع إيمانه اليقيني بالقضاء والقدر خيره وشره.
- المرونة في التفكير: وهي القدرة على التكيف السريع مع المواقف والمشاكل
الطارئة، وذلك بأن يمتلك المبدع سيلاً كبيرًا من الأفكار المتنوعة،
ويساعده في ذلك طلاقته في التعبير عن هذه الأفكار وتصويرها واقعيًا،
فيستطيع تصنيع الحلو من الليمون الحامض، وهذا ما حدث –فعلاً- مع النساء
الأوليات المؤمنات المهاجرات اللاتي استجبن لأمر الله ورسوله ، واستطعن
التخلص من ركام الجاهلية والانطلاق في فضاء الدين الجديد، فهذه امرأة سعد
بن عبادة بعد أن استشهد زوجها بـ"أحد" استولى عم بناتها على ميراثهن ،
فأتت رسول الله تسأله عن ذلك، فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فنزل قوله
تعالى (يوصيكم الله في أولادكم.. )..الآية[ النساء:11]؛ فيقسم النبي -صلى
الله عليه وسلم- ميراث البنتين ، وحق الزوجة ، والباقي للعم. [الحديث في
الصحيحين]. فسؤال تلك المرأة الجليلة كان سببًا لفصل الحكم في قضية ميراث
النساء إلى قيام الساعة
لقد أتى الإسلام بتشريعاته الحكيمة ونصوصه المبينة بالتكريم الإلهي لبني
الإنسان عمومًا، وللمرأة خصوصًا، بما حباها الإله –تعالى- من نعم جليلة
وصفات جميلة ومشاعر فياضة عميمة، فشهدت المرأة تحولات واقعية في المجتمعات
التي تعيش فيها خلال تقلب الأزمان والأماكن، فمن الحضارات الإنسانية من
أعلى شأن المرأة ومنها ما أهانها ،وجعلها كسقط المتاع،حتى جاء الإسلام
والمرأة في أشد حالاتها انتكاسة وجهلاً وتضييعًا وذلة، فرفع شأنها وأدبها
وخاطبها بما خاطب به الرجال العقلاء، وجعلها مؤهلة للتكاليف الشرعية
والتصرفات المالية والواجبات الاجتماعية والثقافة الإنسانية.
وتنقلت المرأة في العصور الإسلامية ما بين الزوجة العالمة والأم المربية
والمثقفة الأديبة والطبيبة الحكيمة والنسابة الشريفة، وكل ذلك وهي تتدثر
بدثار الإسلام وتتحلى بأخلاقه وآدابه، حتى نبتت نابتة الاستعمار في وطننا
الإسلامي؛ فتغيرت أحوال المرأة المصونة إلى المرأة المتبذلة المتبرجة التي
تبحث عن قضيتها من بين القضايا لتخالط الرجال بكل وقاحة وتستعرض مفاتنها
بكل جراءة وخناعة،حتى أصبحت المرأة العصرية هي المرأة التي خلعت ثياب
الحياء والدين وأسلمت زمام نفسها لأهل الأهواء وإخوان الشياطين.
ولئن ساغ للمرأة المسلمة – في أزمان خلت وظروف مرت- حينما كانت منعزلة في
باديتها، أو مزرعتها، أو قريتها المحدودة، أو وظيفتها المغلقة، أن تكتفي
بقدر باهت من الأمور الثقافية والمعرفة الذاتية، فإن هذا الزمان مع كثرة
المتغيرات والنوازل الملمات اخترقت السهام ثقافة المرأة القريبة والبعيدة
سواء المنغلقة في البيت أم المنفتحة في الوظيفة والتجمعات النسائية،فأصبحت
المرأة المسلمة محطة استقبال لصنوف الثقافات البشرية والمطامع الأجنبية ،
فكان لزامًا على المرأة المسلمة الواعية أن تواجه التحديات بالأصالة
الشرعية والثقافة العميقة الواقعية، وتتكفل بوضع الحلول للمشكلات العارضة
، وتفجير الطاقات الأنثوية الكامنة ،مع الاستقامة الشرعية الكاملة،
والإيجابية الفعالة المؤثرة.
وهذا هو الإبداع الحقيقي للمرأة عندما تضع يديها الناعمتين على الداء، وتبدأ بالتشخيص الصحيح وصرف الدواء .
فما هو الإبداع بالنسبة للمرأة؟ وهل نحن بحاجة إلى الإبداع؟ وما هي مقومات
الإبداع؟ وكيف تكونين مبدعة؟ أسئلة متناثرة.. حاولت جاهدة الإجابة عنها
خلال هذه الورقة.
أولا:ما هو الإبداع؟
لغة : من مادة (بدع) أي أنشأه وبدأه،قال تعالى ( بديع السموات والأرض)
[البقرة:117] فالبديع من أسماء الله تعالى ويعني : إيجاد الشيء وإحداثه
على غير مثال سابق.
فقد خلق الله تعالى البديع الكون آية في الجمال والكمال والحسن، وغاية في
الإحكام والإتقان، فرفع السماء بغير عمد ترونها وجعلها سقفًا مرفوعًا
محفوظًا، وخلق الأرض ومد فيها الرواسي الشامخات، وفجر أنهارها، وأخرج
ثمراتها، وألبس الليل النهار فجعله ساكنًا، وألبس النهار الليل فجعله
مضيئًا معاشًا، وكذا كل مخلوقات الله تعالى.. البديع.. ذي الجلال والإكرام.
اصطلاحًا: الإبداع والابتكار والاختراع مصطلحات مترادفة يراد بها: عملية
بشرية تراكمية مرنة، لتطوير فكرة قديمة، أو إيجاد فكرة جديدة، مهما كانت
الفكرة صغيرة، لتحقيق إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله. [علي
الحمادي- الإبداع1].
وقيل:هو القدرة على إيجاد علاقات بين أشياء لم يسبق النظر فيها ،لاستحداث
طريقة جديدة لعمل شيء ما أو استبدال طريقة قديمة. [عبد الإله الحيزان-
تنمية التفكير الإبداعي].
محترزات التعريف:
عملية بشرية: أي أن الإبداع عمل مستمر يقوم على أسس عقلية؛ لأن العقل مناط التكليف للإنسان وتكريمه بين المخلوقات.
تراكمية: أي هي القدرة على التحليل والتركيب من الأفكار القديمة فكرة
جديدة ولو كانت صغيرة، وهذا يعني الإفادة من مجهودات السابقين وأفكارهم
والبناء عليها، فالإبداع لا وطن له ولا قومية ولا احتكار فيه.
مرنة: أي لديها القدرة على التكيف مع الظروف والمتغيرات.
لتحقيق إنتاج متميز غير مألوف، وهذه صفات المنتج الإبداعي أن يكون فيه
الجدة والأصالة وملائم للهدف المراد تحقيقه من الفكرة ونافع غير ضار،
ومحكم في تركيبه وقوي في جاذبيته للآخرين.
يمكن تطبيقه واستعماله: أي ليس خيالاً فلا يمكن الإفادة منه، ولا مستحيلاً فلا يمكن الوصول إليه.
وهذه خلاصة تنمية التفكير الإبداعي الأنثوي في جميع المجالات الحيوية والهامة.
ثانيا- الفرق بين الإبداع والابتداع:
الأفكار حق بشري مشاع ، بينما الدين حق إلهي مطاع، فلا يمكن تغييره ولا
تبديله، قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الإسلام دينا)[ المائدة:3] فالبدعة هي: كل محدثة في الدين ليس لها أصل في
الشرع ، ولم يأذن بها الله ولا رسوله، وقد أحسن الإمام النووي عندما عقد
في كتابه الجامع رياض الصالحين، باب في النهي عن البدع ومحدثات الأمور،
وذكر فيه حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود عليه.
قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى
الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه؛ فهو ضلالة، والدين بريء منه،
وسواء ذلك في مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة.
ثالثا:مقومات الإبداع:
تمتلك النفس البشرية طاقات كامنة من المواهب والقدرات التي تؤهلها لبلوغ
درجة المبدعين والمبدعات، فالشاعرة المجيدة، والمعلمة الفعالة، والإدارية
الناجحة، والأم الماهرة، والمربية الفاضلة، والداعية المؤثرة..؛ يستخدمون
قدراتهم الإبداعية بطريقة معينة لتشمل عدة مناحي واتجاهات؛ فالطاقة
الإبداعية لعقولنا مصدر غني بالطاقات الخام التي لا تنضب، فضلا عن
المهارات الإبداعية التي يمكن أن نتعلمها ونتدرب عليها.
فالمرأة مأسورة –غالبًا- لنمطية معينة في التفكير، تكاد تتجمد عليها،
فينضب التفكير وتشح الموارد، فتتراكم المشاكل اليومية والمسائل التربوية
التي مجموعة الحل فيها خالية من الحلول، فالإبداع في التفكير ضرورة ملحة
لمواجهة التيارات المتلاطمة والأمواج العالية من الفتن والأزمات ، وأصبح
أسلوب الإجابة الواحدة الصحيحة ركامًا من الماضي التليد لأن مجموعة الحل
مليئة بأنواع الحلول التي يمكن استغلالها بطرق التفكير الإبداعية.
ويمكن إجمال مقومات التفكير الإبداعي بعدة أمور كالتالي:
1- الصحة النفسية للمبدع : يرى علماء النفس التربويون أن المبدع شخصية
تمتلك مجموعة من القدرات الظاهرة والسمات الباطنة المنعكسة على السلوك
منها:
- التفاؤل: وهي النظرة الطيبة للأمور، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
"ويعجبني الفأل : قالوا : وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الطيبة"،
فالتفكير الإبداعي يحتاج إلى هذه الكلمة الطيبة ليندفع بحماس وحكمة نحو
الهدف المراد تحقيقه، مع إيمانه اليقيني بالقضاء والقدر خيره وشره.
- المرونة في التفكير: وهي القدرة على التكيف السريع مع المواقف والمشاكل
الطارئة، وذلك بأن يمتلك المبدع سيلاً كبيرًا من الأفكار المتنوعة،
ويساعده في ذلك طلاقته في التعبير عن هذه الأفكار وتصويرها واقعيًا،
فيستطيع تصنيع الحلو من الليمون الحامض، وهذا ما حدث –فعلاً- مع النساء
الأوليات المؤمنات المهاجرات اللاتي استجبن لأمر الله ورسوله ، واستطعن
التخلص من ركام الجاهلية والانطلاق في فضاء الدين الجديد، فهذه امرأة سعد
بن عبادة بعد أن استشهد زوجها بـ"أحد" استولى عم بناتها على ميراثهن ،
فأتت رسول الله تسأله عن ذلك، فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فنزل قوله
تعالى (يوصيكم الله في أولادكم.. )..الآية[ النساء:11]؛ فيقسم النبي -صلى
الله عليه وسلم- ميراث البنتين ، وحق الزوجة ، والباقي للعم. [الحديث في
الصحيحين]. فسؤال تلك المرأة الجليلة كان سببًا لفصل الحكم في قضية ميراث
النساء إلى قيام الساعة
عدل سابقا من قبل abdelhamide في الثلاثاء مارس 11, 2008 8:49 am عدل 1 مرات