كثيرة هي المواقف التي تبدأ جميلة وممتعة ولكنها في النهاية تصبح غير
مرغوبة وقد نصاب بالاحباط بسببها. في البداية تستفزنا بعض الأفكار أو بعض
المواقف ونتحمّس ونبدأ بالتحرك ولكن بعد فترة قصيرة نجد أنفسنا قد انطفأنا
ورجعنا الى ما كنا عليه في السابق. تماماً كالفقاعة, تكبر وتنتفخ ولكنها
ضعيفة ومعرضّة للاختفاء كلياً خلال لحظات قصيرة. في هذا الموضوع سأكتب عن
اربعة مواقف مختلفة كلها تبدأ بالحماس وبالرغبة في انجاز عمل معين ولكنها
تنتهي كما بدأت.
أكمل قراءة بقية الموضوع للاطلاع على باقي التفاصيل …
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السمنة والريجيم
اليوم الخميس. الحمد لله كانت وجبة دسمة ورائعة. اللهم زد وبارك, لكن
ماذا مع الوزن ؟ صعد أحمد الى الميزان بصعوبة كبيرة ليرى أمامه الرقم 157.
بعد ثلاث ثواني سمع صوت غريب واختفى الرقم لأن الميزان أصبح في خبر كان.
حزن أحمد على الميزان وحزن ايضا على حاله وقرر أن يتخلص من الوزن الزائد
فطلب من والدته أن لا تعد له طعاما دسما ومن الآن وصاعداً سوف يتناول
السلطات والطعام الذي لا يحتوي على دهون كما سيبدأ بممارسة الرياضة من يوم
غد - الجمعة. قام أحمد بجمع أصدقائه وتوجهوا الى ملعب كرة القدم وطلبوا من
أحمد أن يكون حارس المرمى (هذه الموضة اليوم - السمين هو حارس المرمى)
ولكنه تخاصم مع أصدقائه ورفض وأصرّ أن يلعب كمدافع مهاجم, يريد أن “يحرث”
الملعب. بدأ الشباب بالجري وراء الكرة وأحمد معهم يركض مثل الصاعقة, تهتز
الأرض من تحت قدميه, ينقض على الكرة ويهجم ويدافع وبعد ثلاث دقائق ونصف
تعب تعباً شديدا فاقترحوا عليه أن يلعب كحارس مرمى ولكنه اعتذر فهو تعبان
ولا يستطيع حتى ان يقف على قدميه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اليوم السبت. الساعة الواحدة ظهراً. موعد الغداء. جلس أحمد ليتناول
طعامه وبجانبه والديه واخوانه. قدمّت الوالدة لأحمد طعامه الخاص - سلطات
بدون خبز بدون لحوم. بجانبه جلس أخوه الصغير وعلى وجهه ابتسامة غير بريئة
وفي طبقة قطعة هامبورغر تتصاعد منها رائحة الشوي. نظر أحمد الى قطعة
الهامبورغر, حينها قام أخوه الصغير برسم ابتسامة شريرة عليها بواسطة
الخردل فبدأ يتصبب العرق من جبين أحمد وأصبحت أصابعه تتحرك بشكل تلقائي.
لم يتمالك أحمد صبره فصفع أخاه الصغير كفاً وسحب منه الوجبة الدسمة وقضى
عليها خلال ثلاث دقائق ونصف. هنا انتهت مغامرة أحمد مع الريجيم. أولها
حلاوة وآخرها بلاوة !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الزوجة الجديدة
عندما تتزوج الفتاة وتنتقل الى بيتها الجديد فانها في البداية تكون
متحمسّة وتريد أن تشعر أنها أصبحت زوجة وأنها تتمتّع بحرية فيكون وجودها
داخل المطبخ مكثّف وتبدأ بتعلّم فن الطهي ويستمتع الزوج بأصناف الطعام
الجديدة من الرز والدجاج والملوخية والمشاوي والمحاشي والتوت والكرز
والبوظة والبطاطا و و و …. الخ. انقضى شهرين على الزواج, بدأ الزوج يشعر
بنوع من الركود في المطبخ. انقضى شهر آخر. نوع من الخمول يسيطر على
المطبخ. انقضى شهر آخر ووجد الزوج نفسه في الشارع المقابل لبيته يقف في
طابور العزوبيين ينتظر دوره ليشتري قطعتين بيتسا بــ 22 ريال. لقد سئمت
الزوجة المطبخ وسئمت الطبخ. أولها حلاوة وآخرها بلاوة !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التوبة !
قررّ عبد الله أن يتوب عن المعاصي. سوف يبدأ بالصلاة من الآن. أطلق
لحيته ولبس عمامته وفتح صفحة جديدة في حياته. أصبح يفكّر ثم يتكلم حتى لا
تخرج من فمه كلمة بذيئة بشكل غير مقصود (قبل كان يتكلم ثمّ يفكّر). كلما
لاقى شخصاً بالشارع طرح عليه السلام قائلاً (السلام على من اتبع الهدى)
بينما كان في السابق يقول (هاي). باختصار, انقلب عبد الله بزاوية 180
درجة. بقي عبد الله على هذا المنوال يواظب على الصلاة ولا يصليها الا في
المسجد لمدة 15 يوم. بدأ عبد الله يشعر بالتعب من الصلاة والالتزام. في
اليوم التالي لم يستيقظ لصلاة الفجر. في اليوم الذي يليه لم يصلي العشاء.
في اليوم الثالث قال لنفسه سآخذ “اجازة” وسوف ارجع للصلاة والالتزام في
الاسبوع القادم. في اليوم الرابع نزل عبد الله مع اصحابه الى الحي القريب
ليشترك في مسابقة التفحيط وهنالك نشب شجار بينه وبين شاب آخر وانطلقت
الكلمات البذيئة من فم عبد الله. قبل اسبوع كان يقول (السلام على من اتبع
الهدى) واليوم يقول (** ****). انقلب عبد الله مرة أخرى بزاوية 180 درجة.
استمرت توبته 20 يوم وعادت حليمة الى عادتها القديمة. أولها حلاوة وآخرها
بلاوة !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعلّم مهارات التصميم
يوسف يريد أن يصبح مصمّم. يريد أن يتقن برنامج الفوتوشوب والفلاش
والكوريل درو والمايا والثري دي ماكس. قام يوسف بتحميل برنامج الايميول
وبرنامج التورنت وقام ايضا بحجز اتصال انترنت سريع وبدأ بحملة كبيرة
لتجميع أكبر عدد من البرامج (مع الكراك) ودروس التصميم. استمر هذا المشروع
25 يوم جمع به يوسف كل ما هبّ ودبّ من البرامج والدروس وزعها على أكثر من
قرص صلب بسبب حجمها الكبير. أما الآن فقد حان الوقت لتركيب البرامج
والاطلاع على الدروس ومحاولة تطبيقها. أول درس كان عن التحكم بمقاسات
الصور في برنامج الفوتوشوب وأول خطوة في الدرس تطلب منه أن يبحث عن (Image
size). بدأ يوسف يبحث عن هذا الخيار, فتح ال file فتح ال edit فتح ال
tools فتح ال filter ولكنه لم يجد شيئ ! انتقل يوسف الى الدرس الثاني وأول
خطوة تطلب منه أن يعمل browse ولكنه لم يعرف كيف يطبّق هذه الخطوة. فقال
لنفسه (هذا الدرس جالس يستهبل والبرنامج هذا فاشل واللي عمله فاشل). في
اليوم التالي كان اعلان في سوالف - للبيع 700 جيغا برامج ودروس تصميم ب
200 ريال مع امكانية الدفع بالتقسيط. أولها حلاوة وآخرها بلاوة !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذه هي نتيجة “التحمّس” الزائد والتفاؤل المفرط. أمور كثيرة نقدم عليها
ونحدث عاصفة كبيرة من حولنا لكن سرعان ما تجد أننا قد انطفأنا. لا يوجد
عندنا نفس طويل ولا يوجد تخطيط. لا يوجد تحديد أهداف. عواطفنا تحركنا
وتدفعنا وترسم خطواتنا أما منطق العقل والتفكير الهادئ فهو خارج نطاق
الخدمة. القضية لا تقتصر على الزوجة المتحمسّة ولا تقتصر على المصمّم يوسف
أو الشيخ المؤقت عبد الله بل هي ظاهرة منتشرة يعاني منها الكثير منا. صدق
من قال أن خير الأمور أدومها وان قل
منقول
مرغوبة وقد نصاب بالاحباط بسببها. في البداية تستفزنا بعض الأفكار أو بعض
المواقف ونتحمّس ونبدأ بالتحرك ولكن بعد فترة قصيرة نجد أنفسنا قد انطفأنا
ورجعنا الى ما كنا عليه في السابق. تماماً كالفقاعة, تكبر وتنتفخ ولكنها
ضعيفة ومعرضّة للاختفاء كلياً خلال لحظات قصيرة. في هذا الموضوع سأكتب عن
اربعة مواقف مختلفة كلها تبدأ بالحماس وبالرغبة في انجاز عمل معين ولكنها
تنتهي كما بدأت.
أكمل قراءة بقية الموضوع للاطلاع على باقي التفاصيل …
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السمنة والريجيم
اليوم الخميس. الحمد لله كانت وجبة دسمة ورائعة. اللهم زد وبارك, لكن
ماذا مع الوزن ؟ صعد أحمد الى الميزان بصعوبة كبيرة ليرى أمامه الرقم 157.
بعد ثلاث ثواني سمع صوت غريب واختفى الرقم لأن الميزان أصبح في خبر كان.
حزن أحمد على الميزان وحزن ايضا على حاله وقرر أن يتخلص من الوزن الزائد
فطلب من والدته أن لا تعد له طعاما دسما ومن الآن وصاعداً سوف يتناول
السلطات والطعام الذي لا يحتوي على دهون كما سيبدأ بممارسة الرياضة من يوم
غد - الجمعة. قام أحمد بجمع أصدقائه وتوجهوا الى ملعب كرة القدم وطلبوا من
أحمد أن يكون حارس المرمى (هذه الموضة اليوم - السمين هو حارس المرمى)
ولكنه تخاصم مع أصدقائه ورفض وأصرّ أن يلعب كمدافع مهاجم, يريد أن “يحرث”
الملعب. بدأ الشباب بالجري وراء الكرة وأحمد معهم يركض مثل الصاعقة, تهتز
الأرض من تحت قدميه, ينقض على الكرة ويهجم ويدافع وبعد ثلاث دقائق ونصف
تعب تعباً شديدا فاقترحوا عليه أن يلعب كحارس مرمى ولكنه اعتذر فهو تعبان
ولا يستطيع حتى ان يقف على قدميه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اليوم السبت. الساعة الواحدة ظهراً. موعد الغداء. جلس أحمد ليتناول
طعامه وبجانبه والديه واخوانه. قدمّت الوالدة لأحمد طعامه الخاص - سلطات
بدون خبز بدون لحوم. بجانبه جلس أخوه الصغير وعلى وجهه ابتسامة غير بريئة
وفي طبقة قطعة هامبورغر تتصاعد منها رائحة الشوي. نظر أحمد الى قطعة
الهامبورغر, حينها قام أخوه الصغير برسم ابتسامة شريرة عليها بواسطة
الخردل فبدأ يتصبب العرق من جبين أحمد وأصبحت أصابعه تتحرك بشكل تلقائي.
لم يتمالك أحمد صبره فصفع أخاه الصغير كفاً وسحب منه الوجبة الدسمة وقضى
عليها خلال ثلاث دقائق ونصف. هنا انتهت مغامرة أحمد مع الريجيم. أولها
حلاوة وآخرها بلاوة !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الزوجة الجديدة
عندما تتزوج الفتاة وتنتقل الى بيتها الجديد فانها في البداية تكون
متحمسّة وتريد أن تشعر أنها أصبحت زوجة وأنها تتمتّع بحرية فيكون وجودها
داخل المطبخ مكثّف وتبدأ بتعلّم فن الطهي ويستمتع الزوج بأصناف الطعام
الجديدة من الرز والدجاج والملوخية والمشاوي والمحاشي والتوت والكرز
والبوظة والبطاطا و و و …. الخ. انقضى شهرين على الزواج, بدأ الزوج يشعر
بنوع من الركود في المطبخ. انقضى شهر آخر. نوع من الخمول يسيطر على
المطبخ. انقضى شهر آخر ووجد الزوج نفسه في الشارع المقابل لبيته يقف في
طابور العزوبيين ينتظر دوره ليشتري قطعتين بيتسا بــ 22 ريال. لقد سئمت
الزوجة المطبخ وسئمت الطبخ. أولها حلاوة وآخرها بلاوة !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التوبة !
قررّ عبد الله أن يتوب عن المعاصي. سوف يبدأ بالصلاة من الآن. أطلق
لحيته ولبس عمامته وفتح صفحة جديدة في حياته. أصبح يفكّر ثم يتكلم حتى لا
تخرج من فمه كلمة بذيئة بشكل غير مقصود (قبل كان يتكلم ثمّ يفكّر). كلما
لاقى شخصاً بالشارع طرح عليه السلام قائلاً (السلام على من اتبع الهدى)
بينما كان في السابق يقول (هاي). باختصار, انقلب عبد الله بزاوية 180
درجة. بقي عبد الله على هذا المنوال يواظب على الصلاة ولا يصليها الا في
المسجد لمدة 15 يوم. بدأ عبد الله يشعر بالتعب من الصلاة والالتزام. في
اليوم التالي لم يستيقظ لصلاة الفجر. في اليوم الذي يليه لم يصلي العشاء.
في اليوم الثالث قال لنفسه سآخذ “اجازة” وسوف ارجع للصلاة والالتزام في
الاسبوع القادم. في اليوم الرابع نزل عبد الله مع اصحابه الى الحي القريب
ليشترك في مسابقة التفحيط وهنالك نشب شجار بينه وبين شاب آخر وانطلقت
الكلمات البذيئة من فم عبد الله. قبل اسبوع كان يقول (السلام على من اتبع
الهدى) واليوم يقول (** ****). انقلب عبد الله مرة أخرى بزاوية 180 درجة.
استمرت توبته 20 يوم وعادت حليمة الى عادتها القديمة. أولها حلاوة وآخرها
بلاوة !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعلّم مهارات التصميم
يوسف يريد أن يصبح مصمّم. يريد أن يتقن برنامج الفوتوشوب والفلاش
والكوريل درو والمايا والثري دي ماكس. قام يوسف بتحميل برنامج الايميول
وبرنامج التورنت وقام ايضا بحجز اتصال انترنت سريع وبدأ بحملة كبيرة
لتجميع أكبر عدد من البرامج (مع الكراك) ودروس التصميم. استمر هذا المشروع
25 يوم جمع به يوسف كل ما هبّ ودبّ من البرامج والدروس وزعها على أكثر من
قرص صلب بسبب حجمها الكبير. أما الآن فقد حان الوقت لتركيب البرامج
والاطلاع على الدروس ومحاولة تطبيقها. أول درس كان عن التحكم بمقاسات
الصور في برنامج الفوتوشوب وأول خطوة في الدرس تطلب منه أن يبحث عن (Image
size). بدأ يوسف يبحث عن هذا الخيار, فتح ال file فتح ال edit فتح ال
tools فتح ال filter ولكنه لم يجد شيئ ! انتقل يوسف الى الدرس الثاني وأول
خطوة تطلب منه أن يعمل browse ولكنه لم يعرف كيف يطبّق هذه الخطوة. فقال
لنفسه (هذا الدرس جالس يستهبل والبرنامج هذا فاشل واللي عمله فاشل). في
اليوم التالي كان اعلان في سوالف - للبيع 700 جيغا برامج ودروس تصميم ب
200 ريال مع امكانية الدفع بالتقسيط. أولها حلاوة وآخرها بلاوة !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذه هي نتيجة “التحمّس” الزائد والتفاؤل المفرط. أمور كثيرة نقدم عليها
ونحدث عاصفة كبيرة من حولنا لكن سرعان ما تجد أننا قد انطفأنا. لا يوجد
عندنا نفس طويل ولا يوجد تخطيط. لا يوجد تحديد أهداف. عواطفنا تحركنا
وتدفعنا وترسم خطواتنا أما منطق العقل والتفكير الهادئ فهو خارج نطاق
الخدمة. القضية لا تقتصر على الزوجة المتحمسّة ولا تقتصر على المصمّم يوسف
أو الشيخ المؤقت عبد الله بل هي ظاهرة منتشرة يعاني منها الكثير منا. صدق
من قال أن خير الأمور أدومها وان قل
منقول