الرئيسية
اااااا أهلا وسهلا بكم وبجميع الزوار لمنتدانا أحلى أحلام شرفتم 
من طرف أرجوكِ أن لا تحزني أبداً أبداً أبداً..!
أثناء بحثي في الإنترنت وجدت شيئاً وددت إقتباسه كله (بعد تعديل أسلوب
مخاطبته).. للشيخ: عبدالله الدوسري وهو إمام وخطيب جامع السناني بحي
الرائد بالرياض.. وهذا ما أود إهداؤه لكِ..
لا تحزني..
لأن الحزن يزعجك من الماضي، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك حاضرك..
لا تحزني..
لان الحزن يُقبض له القلب، ويعبس له الوجه فتنطفئ منه الروح، ويتلاشى معه الأمل..
لا تحزني..
لان الحزن يسرُّ العدو، ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد، ويغيِّر عليك الحقائق..
لا تحزني..
لأن الحزن مخاصمة للقضاء، وخروج على الأنس ونقمة على النعمة..
لا تحزني..
لأن الحزن لا يردُّ مفقوداً، ولا يبعث ميتاً، ولا يردُّ قدراً، ولا يجلب نفعاً..
لا تحزني..
فالحزن من الشيطان، والحزن يأس جاثم وفقر حاضر، وقنوط دائم وإحباط محقق وفشل ذريع..
لا تحزني..
إن كنتِ فقيرة فغيرك محبوس في دَيْن، وإن كنتِ لا تملكين وسيلة نقل فسواك
مبتور القدمين، وإن كنتِ تشكين من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة
البيضاء، وإن فقدتِ عزيزاً فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد..
لا تحزني..
إن أذنبت فتوبي، وإن أسأتِ فاستغفري، وإن أخطأتِ فأصلحي، فالرحمة واسعة، والباب مفتوح، والتوبة مقبولة..
لا تحزني..
لأنكِ تُقلقين أعصابك، وتهزُّين كيانك وتتعبين قلبك وتُسهرين ليلك..
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرَجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ
لا تحزني..
لأن القضاء مفروغ منه، والمقدور واقع والأقلام جفت، والصحف طويت، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر..
لا تحزني..
على ما فاتك، فإنه عندك نعماً كثيرة، فكِّري في نعم الله الجليلة، وفي
أياديه الجزيلة، وأشكره على هذه النعم، قال تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا
تحصوها)..
لا تحزني..
من نقد أهل الباطل والحُساد، فإنكِ مأجورة من نقدهم وحسدهم على صبرك، ثم إن نقدهم يساوي قيمتك، ثم إن الناس لا ترفسُ كلباً ميتاً..
لا تحزني..
وأكثري من الاستغفار، فإن ربك غفّار “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً
يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم
أنهاراً”..
لا تحزني..
فإن المرض يزول، والمصاب يحول، والذنب يُغفر، والدَّيْن يُقضى، والمحبوس يُفك، والغائب يَقدم، والعاصي يتوب، والفقير يَغتني..
لا تحزني..
ولا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا
حياةً ولا نشوراً ولا ثواباً ولا عقاباً، وقديماً قيل: من راقب الناس مات
همَّاً..
لا تحزني..
ما دمت تُحسني إلى الناس، فإنَّ الإحسان إلى الناس طريق السعادة..
لا تحزني..
فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، لكن السيئة فقط بمثِلها..
لا تحزني..
فأنت من روَّاد التوحيد، وحملة الله، وأهل القبلة، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، فعندك خير وأنت لا تدري..
لا تحزني..
فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك (عجباً لأمر
المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء فشكر
كان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له)..
لا تحزني..
فإن هناك أسباباً تُسهِّل المصائب على المُصاب..
من ذلك:
1. انتظار الأجر والمثوبة من عند الله (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
2. رؤية المصابين من حولك.
3. إن المصيبة أسهل من غيرها.
4. أنها ليست في دين العبد.
5. إن الخيرة لله رب العالمين (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).
لا تحزني..
وعندك القرآن والذكر والدعاء والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع المثمر..
لا تحزني..
ولا تستسلمي للحزن عن طريق الفراغ والعطالة ولكن صَلي وسبِّحي وأقرئي واكتبي وأعملي واستقبلي وتأمَّلي..
لا تحزني..
أما ترين السحاب الأسود كيف ينقشع؟ والليل البهيم كيف ينجلي؟ والعاصفة كيف
تهدأ؟ إذاً فشدائدك إلى رخـاء وعيشك إلى صفاء ومستقبلك إلى نعماء، إن شاء
الله..
لا تحزني..
ولكن إذا بارت بك الحيل وضاقت عليك السُّبل وانتهت الآمال وتقطعت بك الحبال..
فنادي وقولي: يا لله.
لا تحزني..
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فنادي وقولي: يا لله.
لا تحزني..
إذا ضاق صدرك واستعسرت أمورك فنادي وقولي: يا لله.
لا تحزني..
إذا أوصدت الأبواب أمامك فنادي وقولي: يا لله.
ولقد ذكرتك والخطوبُ كوالحُ *** سودً ووجه الدهر أغبرُ وقاتمُ
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً *** فإذا محيَّا كلُ فجرٍ باسمُ يالله
إليه تَمدُ الأكفُ في الأسحار، والأيادي في الحاجات، والأعين في الملمات، والأسئلة في الحوادث..
باسمه تشدوا الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن
الأرواح وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ويستقر اليقين (الله لطيف بعباده).
يا الله..
أحسن الأسماء وأجمل الحروف وأصدق العبارات وأثمن الكلمات (هل تعلم له سميَّا).
يا الله..
فإذا الغنى والبقاء والقوة والنصر والعز والقدرةُ والتمكين..
يا الله..
فإذا اللطف والعناية والغوثُ والمدد والودُ والإحسان (وما بكم من نعمة فمن الله).
يا الله..
الق على العيون الساهرة نعاساً آمنةً منك وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً..
يا الله..
إهدى حيارى البصائر إلى نورك، وضُلاَّل المناهج إلى صراطك والزائغين عن
السبيل إلى هداك، اللهم أذهب عنّا الحزن، وأزل عنّا الهم وأطرد من نفوسنا
القلق..
نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الركون إلا إليك والتوكل إلا عليك
والسؤال إلا منك ولا استعانة إلا بك أنت ولينا نِعم المولى ونِعم النصير..
يا الله..
(لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ
عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا
وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)..
وبالنهاية قولي معي..
ربنا آتنا في الدنيا حسنة.. وفي الآخرة حسنة.. وقِنا عذاب النار..
