السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكرك أخي على التساؤل الذي ربما يتفادى معظم الناس طرحه، ربما خوفا من الإجابة أو ربما هي صعوبة التساؤل، وربما كوننا كلما قررنا اختيار جواب ما نجد أنفسنا نميل لجواب آخر وكأننا نري أن نكونهم جميعا رغم كل الخوف الذي يملء أنفسنا بأن لا ترقى إمكاناتنا لما يفترض بها أن تكون
بكل موضوعية لن أختار الملك العادل والمشهور لأنني لا أعتبر نفسي قادرة على تحمل مسؤولية الملك ولا أقبل على نفسي أن أتحمل مسؤولية لست قادرة على القيام بها كما يجب،
ولن أختار صاحب المال الغني لكوني أعتبر المال وسيلة لا غاية، ولست أتصنع في قول ذلك ولا أدعي المثالية، غير أنني لا أعتبر المال سبيلا للسعادة، فكوني غنية لن يمككني من تحقيق السعادة، ولن يمكنني من أن أكون عالمة ولا مبدعة، بينما العكس صحيح...
أما العالم الكبير المبدع في مجاله فهو شرف أتمناه ولا أعتبر أن الإبداع سيكون مستحيلا إن أحب الإنسان العلم، فأن اكون عالمة معناه أن اكون مبدعة، إذ العلم والإبداع مقترنان لايمكن فصلهما، فما العلم إلا إبداع
أما الشخصية البسيطة جدا والعادية فلا تستهويني ليس غرورا وإنما لكوني أعتبر أن كلا منا عليه أن يترك بصمته في هذه الحياة، لا أن يمر مرور الكرام بدون أثر... ولا أتحدث عن الشهرة وإنما عن الفعالية، فذاك الإنسان الناشط في جمعيات المجتمع المدني حتى وإن لم يكن مشهورا يتعدى مرتبة الشخصية البسيطة العادية –جدا- بمراحل عديدة، وذاك الشخص الذي اختار الدعوة هدفا من أهداف تواجده، حتى وإن لم يكن مشهورا، فهو أكثر من أن يكون شخصية عادية...
ولن أختار الشخصية الفقيرة التي تعيش في راحة البال لأن الجانب الإيجابي الذي قرنته بهذه الشخصية ليس حكرا عليها، فبإمكان العالم والشخصية البسيطة جدا أن يكونا مرتاحا البال، رغم أنني لا أتهم الشخصية الفقيرة ولا أنقص من شأنها، وإنما أعتبر أن الحلم حق، وما دام من حقنا أن نحلم فلم لا نحلم بحال أفضل، طبعا بكل رضى وبعيدا عن السخط... ولا أتحدث عن الحلم السلبي وإنما عن الحلم الذي يحدو بنا إلى العمل الجاد لتحقيق ولو القليل من آمالنا وأحلامنا ومنح المثال الحي الناجج للإنسان المسلم
أما عن تساؤلاتك فأعتبر أن كلا منا له مبادؤه، وما دمت لا أرفض تقاسم درهم مع من حولي فلا أعتقد أنني سأرفض تقاسد ملايين الدراهم,,,
وما دمت سأطلب العلم بهدف إفادة مجتمعي فلا بد أن أكون مبدعة وصادقة
وما دمت مؤمنة بالله فلا بد أن أرضى بفقري، كما لا بد لي من أن أعمل على تحسين وضعي
وما دمت أقبل بأن أكون ملكا فلا بد أن أتذكر قوله تعالى وأحسن إلى رعيتي وأعدل لينهم
غير أنني لن أختار أيا منها، مع أنني أنحاز لاختيار العالم المبدع، غير أنني أفضل أن أجعل حلمي أكثر واعية وأختار الشخصية المبدعة، سواء كانت عالمة أم لا، الشخصية الفاعلة التي لا تتوانى عن اغتنام الفرص لترك بصماتها على الطريق الذي تعبره، حتى وإن كانت البصمات التي تتركها مجهولة الهوية، فليس المهم الشهرة بقدر ما يهم الرضى عن النفس... سأختار أن أكون إيجابية وأن أساهم في صنعي واقعي
مع تحياتي
جزاك الله خيرا أخي وهنيئا لك بموضوعك