بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة..
قال ابن القيم - رحمه الله –
إن الذي يعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه ..
فالإخلاص مكانته من الأعمال جليلة، الله لم يأمرنا بالعبادة وحدها
بل أمرنا بالعبادة مقرونةً بالإخلاص: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))
فمهما جازوت أعمالك أشهق الجبال فإنها لا تنفع إذ فقدت شروط قبولها ..
قال جل في علاه : ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ))
إذن الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال .. والسبب هو الإخلاص
الذي أودعه الله في قلوب الصادقين الصالحين..إذ لا طريق للشيطانٌ فيفسده
والسؤال هنا ..كيف نكتسب الإخلاص؟
والجواب عند ابن القيم- رحمه الله- إذ يقوله : "لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار ، والضب والحوت ، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص، وسهولة ذلك بأن تعلم أن مدح أحدٍ أو ذمه لا يضر".
وأخيــــرا ً...
اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة
إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا واجعلها خالصة لوجهك ثواباً على سنّة رسولك
آمين ياربَّ العالمين