بسم الله الرحمن الرحيم
حديث صحيح نصه وتخريجه كالتلالي
" رقم الحديث : 948
الحديث : [ أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ] ( صحيح ) . وزاد ابن عساكر قالوا فمن يليه يا رسول الله قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة . قالوا ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا فمن يليه قال مؤمن في خلق حسن .
المجلد: السلسلة الصحيحة
إن أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات وقد نهى
النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على لشحناء
وعندما سئل أي الناس أفضل؟
قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان "
قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟
قال: " هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد "
وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة ونعمة من النعم التي توهب
لأهل الجنة حينما يدخلونها قال تعالى :
((وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ))
والمسلم مطالب بتزكية نفسه والبعد عن الغل والحقد والحسد، ومما يعين
على ذلك :
الإخلاص
فمن أخلص دينه لله عز وجل فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين
إلا المحبة الصادقة، عندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة، وسيحزن إذا أصابتهم
مصيبة ، سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة .
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن : إخلاص العمل، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم
جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم "
رضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه به
قال ابن القيم رحمه الله في الرضا : ( إنه يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقيا
من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك
وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضا كان
قلبه أسلم ..
فالخبث والدغل والغش : قرين السخط
وسلامة القلب وبره ونصحه : قرين الرضا
وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط ، وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا ).
قراءة القرآن وتدبره
فهو دواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله عز وجل ، قال تعالى :
(( قُل هُوَ لِلذِينَ ءَامَنُوا هُدىً وَشِفَآءٌ ))
وقال : (( وَنُنَزِلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالمِينَ إلا خَسَاراً ))
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة .
تذكر الحساب والعقاب
تذكر ما ينال من يؤذي المسلمين من جراء سوء طويته من الحقد والحسد والغيبة
والنميمة والإستهزاء وغيرها .
الدعاء
فيدعو العبد ربه دائما أن يجعل قلبه سليما على إخوانه، وأن يدعوا لهم أيضا،
فهذا دأب الصالحين، قال تعالى :
(( وَالذِّينَ جَآءُو مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ
وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم ))
الصدقة
فهي تطهر القلب، وتزكي النفس، ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
(( خُذّ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا ))
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " داووا مرضاكم بالصدقة "
وإن أحق المرضى بالمداواة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك .
تذكر أن من تنفث عليه سُمُومك، وتناله بسهامك هو أخ مُسلم
تذكر ان من تؤذيه ليس يهوديا ولا نصرانيا بل يجمعك به رابطة الإسلام
فلم توجه الأذى نحوه .
إفشاء السلام
عن أبي هريرة قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم :
" والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا،
أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم "
ترك كثرة السؤال وتتبع أحوال الناس
وذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "
محبة الخير للمسلمين
لقوله صلى الله عليه وسلم :
" والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
عدم الاستماع للغيبة والنميمة
حتى يبقى قلب الإنسان سليما ، قال صلى الله عليه وسلم :
" لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم
وأنا سليم الصدر "
إصلاح القلب ومداومة علاجه
قال صلى الله عليه وسلم :
" ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد
كله ألا وهي القلب "
السعي في إصلاح ذات البين
قال تعالى : (( فَاتَقُوا اللّهَ وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ "
قالوا: بلى .
قال: " إصلاح ذات البين "
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( هذا تحريم من الله ورسوله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم ).
---------
اللهم طهر قلوبنا من الحسد
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
ربنا ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
نفعنا الله بها وجعلها في موازين حسناتنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث صحيح نصه وتخريجه كالتلالي
" رقم الحديث : 948
الحديث : [ أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ] ( صحيح ) . وزاد ابن عساكر قالوا فمن يليه يا رسول الله قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة . قالوا ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا فمن يليه قال مؤمن في خلق حسن .
المجلد: السلسلة الصحيحة
إن أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات وقد نهى
النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على لشحناء
وعندما سئل أي الناس أفضل؟
قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان "
قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟
قال: " هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد "
وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة ونعمة من النعم التي توهب
لأهل الجنة حينما يدخلونها قال تعالى :
((وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ))
والمسلم مطالب بتزكية نفسه والبعد عن الغل والحقد والحسد، ومما يعين
على ذلك :
الإخلاص
فمن أخلص دينه لله عز وجل فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين
إلا المحبة الصادقة، عندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة، وسيحزن إذا أصابتهم
مصيبة ، سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة .
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن : إخلاص العمل، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم
جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم "
رضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه به
قال ابن القيم رحمه الله في الرضا : ( إنه يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقيا
من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك
وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضا كان
قلبه أسلم ..
فالخبث والدغل والغش : قرين السخط
وسلامة القلب وبره ونصحه : قرين الرضا
وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط ، وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا ).
قراءة القرآن وتدبره
فهو دواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله عز وجل ، قال تعالى :
(( قُل هُوَ لِلذِينَ ءَامَنُوا هُدىً وَشِفَآءٌ ))
وقال : (( وَنُنَزِلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالمِينَ إلا خَسَاراً ))
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة .
تذكر الحساب والعقاب
تذكر ما ينال من يؤذي المسلمين من جراء سوء طويته من الحقد والحسد والغيبة
والنميمة والإستهزاء وغيرها .
الدعاء
فيدعو العبد ربه دائما أن يجعل قلبه سليما على إخوانه، وأن يدعوا لهم أيضا،
فهذا دأب الصالحين، قال تعالى :
(( وَالذِّينَ جَآءُو مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ
وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم ))
الصدقة
فهي تطهر القلب، وتزكي النفس، ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
(( خُذّ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا ))
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " داووا مرضاكم بالصدقة "
وإن أحق المرضى بالمداواة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك .
تذكر أن من تنفث عليه سُمُومك، وتناله بسهامك هو أخ مُسلم
تذكر ان من تؤذيه ليس يهوديا ولا نصرانيا بل يجمعك به رابطة الإسلام
فلم توجه الأذى نحوه .
إفشاء السلام
عن أبي هريرة قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم :
" والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا،
أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم "
ترك كثرة السؤال وتتبع أحوال الناس
وذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "
محبة الخير للمسلمين
لقوله صلى الله عليه وسلم :
" والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
عدم الاستماع للغيبة والنميمة
حتى يبقى قلب الإنسان سليما ، قال صلى الله عليه وسلم :
" لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم
وأنا سليم الصدر "
إصلاح القلب ومداومة علاجه
قال صلى الله عليه وسلم :
" ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد
كله ألا وهي القلب "
السعي في إصلاح ذات البين
قال تعالى : (( فَاتَقُوا اللّهَ وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ "
قالوا: بلى .
قال: " إصلاح ذات البين "
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( هذا تحريم من الله ورسوله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم ).
---------
اللهم طهر قلوبنا من الحسد
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
ربنا ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
نفعنا الله بها وجعلها في موازين حسناتنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته