العلاج بالرقىٰ من الكتاب والسنه

إن الحمد لله
نحمده , ونستعينه, ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات
اعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له , واشهد ان محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما
بعد :
فلا شك ولا ريب أن العلاج بالقران الكريم وما ثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم من الرقىٰ هو علاجٌ نافع وشفاءٌ تام , قال تعالى في سورة فصلت الآيه
44 : ( قل هو للذين ءامنوا هدىً وشفآءٌ ) , وقال تعالى في سورة الإسراء
الآيه 82 : ( ونُنَزِلُ من القران ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين) .
فالقران هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبيه والبدنيه , وأدواء
الدنيا والآخره , وما كُلُّ احدٍ يؤهل ولا يُوَفق للاستشفاء بالقران ,
وإذا أحسن العليل التداوي به وعالج به مرضه بصدقٍ وإيمانٍ , وقبولٍ تام ,
واعتقادٍ جازم , واستيفَاءِ شروطه , لم يقاومه الداء ابداً , وكيف تقاوم
الأدواء كلام رَبِّ الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصَدَعَها ,
أوعلى الارض لقَطَعَها فما من مرضٍ من أمراض القلوب والابدان إلا وفي
القرانِ سبيلُ الدلالةِ على علاجه , وسببه , والحِميَةِ منه لمن رزقه الله
فهماً لكتابه .
وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط :
1- أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم .
2- أن تكون باللسان العربي أو بما يُعرَفُ معناه من غيره .
3- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى والرقيه إنما هي سبب من الأسباب .
أسألُ الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلىٰ أن يجعل هذا العمل خالصاً
لوجهه الكريم وأن ينفعني به , وأن ينفع بهِ من قرأه , أو نشره , أو كان
سبباً في نشره , وجميع المسلمين إنهُ سبحانه وليُّ ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسَلَّم وبَارَكَ على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابه ومن تبعهم
بإحسانٍ إلى يوم الدين .

1-القيام بجميع الواجبات وترك جميع المحرمات والتوبه من جميع السيئات
2-الاكثار من قرائة القران الكريم بحيث يجعل له وردا منه كل يوم
3-التحصن بالدعوات والتعوذات والاذكار المشروعه ومن ذ لك :
(( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع
العليم)) , ثلاث مرات في الصباح والمساء (1) , وقراءة اية الكرسي دبر كل
صلاة وعند النوم وفي الصباح والمساء (2) , وقراءة ((قل هو الله احد ))
والمعوذتين ثلاث مرات في الصباح والمساء وعند النوم , وقول ((لا اله الا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) مائة مره
كل يوم (3) , والمحافظه على اذكار الصباح والمساء , واذكار ادبار الصلوات
, واذكار النوم , والاستيقاذ منه , واذكار دخول المنزل والخروج منه ,
واذكار الركوب , واذكار الدخول الى المسجد والخروج منه , ودعاء دخول
الخلاء والخروج منه . ودعاء من رأى مبتلى , ولاشك ان المحافظه على ذلك من
الاسباب التي تمنع الاصابه بالسحر , والعين , الجان بإذن الله تعالى وهي
ايضا من اعظم العلاجات بعد الاصابه بهذه الافات وغيرها (4) .
4-اكل سبع تمرات على الريق صباحا إذا امكن ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام :
(( من اصطبح بسبع تمرات عجوه لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)) (5) ,
والاكمل ان يكون من تمر المدينه مما بين الحرتين كما في رواية مسلم .

استخراجه وابطاله اذا علم مكانه بالطرق المباحه شرعا وهذا من ابلغ ما يعالج به المسحور (6) .

الرقيه الشرعية ومنها(7) :

أ- أفعل الآتي :

((يدق سبع
ورقات من سدر اخضر بين حجرين او نحوهما ثم يصب عليها ما يكفيه للغسل من
الماء ويقرأ فيها: (( آية الكرسي من سورة البقره الآيه رقم 255 )) , ((
الآيات 117-122 من سورة الأعراف )) , (( الآيات 79- 82 من سورة يونس)) ,
(( الآيات 65 - 70 من سورة طه )) , (( سورة الكافرون )) , (( سورة الاخلاص
)) , ((سورة الفلق)) , (( سورة الناس)) وبعد قراءة ما ذكر من الآيات في
الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله
تعالى وإن دعت الحاجه الى إعادة ذلك مرتين او اكثر فلا بأس حتى يزول المرض
وقد جُرِبَ كثيراً فَنَفَعَ الله به وهو جيد لمن حُبِسَ عن زوجته .(8)

ب- تقرأ ما يلي :

تقرأ سورة
الفاتحه , واية الكرسي , والايتين الاخيرتين من سورة البقره , وسورة
الاخلاص , والمعوذتين ثلاث مرات او اكثر مع النفث ومسح الوجع باليد اليمنى
. (9)

ج-التعوذات والرقى والدعوات الجامعه :

1-اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك ‹سبع مرات› . (10)
2-يضع المريض يده على الذي يؤلمه من جسده ويقول: (( بسم الله)) ثلاث مرات
, ويقول : (( اعوذ بالله وقدرته من شر ما اجد واُحَاذِرُ ‹سبع مرات› . (11)
3-((اللهم رب الناس اذهب البأس وَاشْفِ انت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سَقَماً )) . (12)
4-((أعوذ بكلمات الله التامه من كل شيطانٍ وهامةٍ ومن كل عينٍ لامه)) . (13)
5-(( اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )) . (14)
6-(( اعوذ بكمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)) .(15)
7- (( اعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برٌّ ولا فاجرٌ من شر ما
خلق , وبَرأ وذَرأ , ومن شر ما ينزل من السماء , ومن شر ما يعرج فيها ,
ومن شر ما ذرأ في الارض , ومن شر ما يخرج منها , ومن شر فتن الليل والنهار
, ومن شر كل طارق إلا طارقاً يَطْرق بخيرٍ يا رحمن)) . (16)
8- (( اللهم رب السمٰوات السبع ورب العرش العظيم , ربنا ورب كل شيء , فالق
الحب والنوى , ومنزل التوراة والانجيل والقران , اعوذ بك من شر كل شيئ انت
اخذ بناصيته , انت الاول فليس قبلك شيئ , وانت الاخر فليس بعدك شيئ , وانت
الظاهر فليس فوقك شيئ , وانت الباطن فليس دونك شيئ...)) . (17)
9-(( بسم الله أرقيك من كل شيئ يؤذيك ومن شر كل نفس او عين حاسد الله يشفيك بسم الله ارقيك)) .(18)
10-(( بسم الله يُبْريكَ ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسدٍ اذا حسد ومن شر كل ذي عين)) . (19)
11-(( بسم الله ارقيك من كل شيءٍ يؤذيك من حسد حاسدٍ ومن كل ذي عين الله يشفيك)) . (20)
وهذه التعوذات , والدعوات , والرقى يعالج بها من السحر , والعين , ومس
الجان , وجميع الأمراض ؛ فإنها رقى جامعه نافعه بإذن الله تعالىٰ .

الاستفراغ
بالحجامه في المحل او العضو الذي ظهر اثر السحر عليه ان امكن ذلك وان لم
يمكن كفى ماسبق ذكره من العلاج بحمد الله تعالى . (21)

الادوية
الطبيعيه , فهناك ادويه طبيه نافعه دل عليها القران الكريم والسنه المطهره
اذا اخذها الانسان بيقين وصدق وتوجه مع الاعتقاد ان النفع من عند الله نفع
الله بها ان شاء الله تعالى , كما ان هناك ادويه مركبه من اعشاب ونحوها ,
وهي مبنيه على التجربه فلا مانع من الاستفاده منها شرعا ما لم تكن حراما
(22) .

ومن العلاجات
الطبيعيه النافعه بإذن الله تعالى : العسل (23) , والحبه السوداء (24) ,
وماء زمزم (25) , وماء السماء , لقوله تعالى{ ونزلنا من السماء ماء
مبٰركاً}(26) , وزيت الزيتون ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم (( كلو الزيت
وادهنوا به فإنه من شجرة مباركه )) (27) , وقد ثبت من واقع التجربه
والاستعمال , والقراءة انه افضل زيت (28) , ومن الادويه الطبيعيه
:الاغتسال والتنظف والتطيب . (29)

1- التحصن وتحصين من يخاف عليه بالاذكار , والدعوات , والتعوذات المشروعه كما في القسم الاول من علاج السحر
2- يدعو من يخشى او يخاف الإصابه بعينه -إذا رأىٰ من نفسه او ماله او ولده
او اخيه او غير ذلك مما يعجبه- بالبركه (( ما شاء الله لا قوة الا بالله
اللهم بارك عليه )) لقوله صلى الله عليه وسلم :(( إذا رأى احدكم من اخيه
ما يعجبه فليَدْعُ له بالبركه)) . (30)
3- ستر محاسن من يخاف عليه العين . (31)

1- إذا عُرِفَ العَائِن أُمِرَ أن يتوضأ ثم يَغتَسِل مِنْه المصاب بالعين . (32)
2- الاكثار من قراءة ( قل هو الله احد ) , والمعوذتين , وفاتحة الكتاب ,
واية الكرسي , وخواتيم سورة البقره , والادعيه المشروعه في الرقيه مع
النفث ومسح موضع الالم باليد اليمنى كما في النوع الثاني من علاج السحر
فقره ((ج)) من رقم 1- 11 .
3- يقرأ في ماء مع النفث ثم يشرب منه المريض ويصب عليه الباقي (33) , او
يقرأ في زيت ويدهن به (34) , وإذا كانت القراءة في ماء زمزم كان اكمل ان
تيسر , او ماء السماء .
4-لا بأس ان تكتب للمريض ايات من القران ثم تغسل ويشربها (35) ومن ذلك
الفاتحه , واية الكرسي , والايتان الاخيرتان من سورة البقره , وقل هو الله
احد , والمعوذتان وادعية الرقيه كما في النوع الثاني من علاج السحر فقرة
((ب)) و((ج)) من رقم 1-11 .

1- الاستعاذه بالله من شره
2-تقوى الله وحفظه عند امره ونهيه سبحانه (( احفظ الله يحفظك)) . (36)
3- الصبر على الحاسد والعفو عنه فلا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بِأَذَاهُ
4-التوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه
5- لا يخاف الحاسد ولا يملأ قلبه بالفكر فيه وهذا من انفع الادويه
6-الإقبال على الله والاخلاص له وطلب مرضاته سبحانه .
7-التوبه من الذنوب لأنها تسلط على الإنسان اعداءه قال تعالى : (وما اصٰبكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير) . (37)
8- الصدقه والإحسانما أمكن فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء والعين وشر الحاسد
9- إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه فكلما ازداد لك اذى
وشرا وبغيا وحسدا ازددت إليه إحسانا وله نصيحة وعليه شفقة وهذا لا يوفَّق
له إلا من عَظُمَ حَظُّه من الله
10- تجريد التوحيد وإخلاصه للعزيز الحكيم الذي لا يضر شيء ولا ينفع إلا
بإذنه وهو الجامع لذلك كُلِّه وعليه مَدَارُ هذه الاسباب فالتوحيد حصن
الله الاعظم الذي من دخله كان من الآمنين .
فهذه عشرة اسباب يندفع بها شر الحاسد , والعائن والساحر . (38)

من الوقايه
المحافظه على جميع الفرائض والواجبات والابتعاد عن جميع المحرمات ,
والتوبه من جميع السيئات , والتحصن بالاذكار والدعوات , والتعوذات
المشروعه .

ويكون بقراءة
المسلم الذي وَافَقَ قلبه لسانه ورُقْيَتَهُ للمصروع , واعظم العلاج
الرقيه بفاتحة الكتاب (39) , واية الكرسي , والايتين الاخيرتين من سورة
البقره , وقل هو الله احد , والمعوذتين مع النفث على المصروع وتكرير ذلك
ثلاث مرات او اكثر وغير ذلك من الايات القرانيه ؛ لأن القران كله فيه شفاء
لما في الصدور , وشفاءٌ وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين (40) وادعية الرقيه كما في
النوع الثاني من علاج السحر فقره ((ب)) و ((ج)) , ولابد في هذا العلاج من
امرين:
الأول : من جهة المصروع , بقوة نفسه , وصدق توجهه الى الله , والتعوذ الصحيح الذي قد تَوَاطَأَ عليه القلب واللسان .
والثاني : من جهة المعالج أن يكون كذلك فإن السِّلاح بضاربه . (41)
وإن أُذِّنَ في أُذنْ المصروع فحسن ؛ لأن الشيطان يفر من ذلك . (42)

1-الهدى والتوحيد , كما ان الضلال والشرك من اعظم اسباب ضيق الصدر .
2-نور الايمان الصادق الذي يقذفه الله في قلب العبد , مع العمل الصالح .
3- العلم النافع , فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع .
4-الإنابه والرجوع الى الله سبحانه , ومحبته بكل القلب , والإقبال عليه والتنعم بعبادته .
5-دوام ذكر الله على كل حال وفي كل موطن فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر , ونعيم القلب , وزوال الهم والغم .
6-الإحسان الى الخلق بأنواع الاحسان والنفع لهم بما يمكن فالكريم المحسن أشرح الناس صدراً , وأطيبهم نفساً , وانعمهم قلباً .
7-الشجاعه , فإن الشجاع منشرح الصدر متسع القلب .
8- إخراج دَغَلُ القلب من الصفات المذمومه التي توجب ضيقه وعذابه : كالحسد
, والبغضاء , والغل , والعداوه ,والشحناء , والبغي , وقد ثبت ان النبي صلى
الله عليه وسلم سُئِلَ عن أفضل الناس فقال : (( كل مَخمُوم القلب صدوق
اللسان)) فقالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال صلى الله عليه
وسلم : ((هو التقي , النقي , لا اثم فيه , ولا بغي , ولا غل , ولا حسد ))
.(44)
معنى كلمة دَغَل :- دغل الشيء هو عيب فيه يفسده
9- ترك فضول النظر والكلام , والاستماع , والمخالطه , والأكل , والنوم ؛
فإن ترك ذلك من اسباب شرح الصدر ونعيم القلب وزوال همه وغمه .
10- الإشتغال بعمل من الاعمال او علم من العلوم النافعه ؛ فإنها تلهي القلب عما أقلقه .
11-الإهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن
الحزن على الوقت الماضي فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا , ويسأل
ربه نجاح مقصده , ويستعينه على ذلك ؛ فإن ذلك يُسَلِْي عن الهم والحزن .
12- النظر الى من هو دونك ولا تنظر الى من هو فوقك في العافيه وتوابعها والرزق وتوابعه .
13- نسيان ما مضى علي من المكاره التي لا يمكنه ردها فلا يفكر فيها مطلقاً .
14- إذا حصل على العبد نكبه من النكبات فعليه السعي في تخفيفها بأن يقدر
اسوأ الإحتمالات التي ينتهي اليها الأمر , ويدافعها بحسب مقدوره .
15- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها
الأفكار السيئة , وعدم الغضب , ولا يتوقع زوال المَحاَب وحدوث المكاره بل
يَكِلُ الأمر الى الله عز وجل مع القيام بالاسباب النافعه , وسؤال الله
العفو والعافيه .
16- اعتماد القلب على الله والتوكل عليه وحسن الظن به سبحانه وتعالى ؛ فإن المتوكل على الله لا تؤثر فيه الاوهام .
17- العاقل يعلم ان حياته الصحيحه حياة السعاده والطمأنينه وانها قصيره
جداً فلا يُقَصِرُهَا بالهم والاسترسال مع الاكدار؛ فإن ذلك ضد الحياه
الصحيحه
18- إذا اصابه مكروه قارن بين بقية النعم الحاصله له دينية او دنيوية وبين
ما اصابه من المكروه فعند المقارنه يتضح كثرة ما هو فيه من النعم , وكذلك
يقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه وبين الاحتمالات الكثيره في السلامه
فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية ؛ وبذلك يزول همه
وخوفه .
19- يعرف ان أذية الناس له لا تضره خصوصا في الاقوال الخبيثه بل تضرهم فلا يضع لها بالاً ولا فكراً حتى لا تضره .
20- يجعل افكاره فيما يعود عليه بالنفع في الدين والدنيا .
21-ان لايطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله واحسن به إلا من الله
ويعلم ان هذا معاملة منه مع الله فلا يُبََالِ بشكر من أنعم عليه قال
تعالى : ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا) (45) ,
ويتأكد هذا في معاملة الاهل والاولاد .
22- جعل الامور النافعه نَصْبَ العينين والعمل على تحقيقها وعدم الالتفات إلى الامور الضاره فلا يشغل بها ذهنه ولا فِكْرَهُ .
23- حسم الاعمال في الحال والتفرغ في المستقبل حتى يأتي للأعمال المُسْتَقبلةِ بقوة تفكيرٍ وعمل .
24- يتخير من الاعمال النافعه والعلوم النافعه الأهم فالأهم وخاصة ما تشتد
الرغبه فيه ويستعين على ذلك بالله ثم بالمشاوره فإذا تحققت المصلحه وعزم
توكل على الله .
25- التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنه ؛ فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله بِهِ الهم والغم ويحُثُّ العبد على الشكر .
26- معاملة الزوجه والقريب والمعامل وكل من بينك وبينه علاقه إذا وجدت به
عيبا بمعرفة مَالَهُ من المحاسن ومقارنة ذالك , فبملاحظة ذلك تدوم الصحبه
وينشرح الصدر ((لا يَفْرَك مؤمن مؤمنه إن كَرِه منها خلقاً رَضِي منها
آخَر )) . (46)
27- الدعاء بصلاح الامور كلها واعظم ذلك (( اللهم أصلح لي ديني الذي هو
عصمة أمري , ودنياي التي فيها معاشي , وآخرتي التي إليها معادي , واجعل
الحياة زيادة لي في كل خير , والموت راحة لي من كل شر )) (47) , وكذلك ((
اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إلٰه
إلا انت )) . (48)
28- الجهاد في سبيل الله لقوله عليه الصلاة والسلام : (( جاهدوا في سبيل
الله ؛ فإن الجهاد في سبيل الله باب من ابواب الجنه يُنَجِّي الله به من
الهم والغم )) . (49)
وهذه الاسباب والوسائل علاج مفيد للأمراض النفسيه ومن أعظم العلاج للقلق
النفسي لمن تدبرها وعمل بها بصدق وإخلاص , وقد عالج بها بعض العلماء كثيرا
من الحالات والامراض النفسيه فنفع الله بها نفعا عظيما .

كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان او كانت به قرحه او جرح قال بأصبعه
هكذا ووضع سفيان سبابته بالارض ثم رفعها وقال (( بسم الله تربة أرضنا
بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا )) . (50)
ومعنى الحديث انه يأخذ من رِيقَةِ نفسه على أصبعه السبابه ثم يضعها على
التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح او العَلِيلِ ويقول
هذا الكلام في حالِ المَسْحِ . (51)

قال تعالى :(
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا فىٓ أنفسكم إلا في كتٰب من قبل أن نبرأهآ
إن ذلك على الله يسير (٭) لكيلا تأسوا علىٰ ما فاتكم ولاتفرحوا بمآ
ءاتٰكم والله لا يحب كل مختالٍ فخورٍ) . ( 52)
2-قال تعالى :( مآ أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمنۢ بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم) . (53)
3- قال صلى الله عليه وسلم :(( ما من عبد تصيبه مصيبه فيقول : إنا لله
وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأَخْلِف لي خيراً منها إلا
أَجَرَهُ الله في مصيبته وأَخْلَفَ له خيراً منها )) . (54)
4-(( إذا مات ولد العَبْدِ قال الله لملائكته : قبضتم وَلَدَ عبدي ؟
فيقولون نعم , فيقول : قبضتم ثمرَةَ فؤادِه ؟ فيقولون : نعم ؟ فيقول :
ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حَمِدَكَ واستَرْجَع , فيقول الله : ابنو لعبدي
بيتا في الجنة وسَمُّوه بيت الحمد )) .(55)
5- (( يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صَفِيَّهُ من اهل الدنيا ثم احْتسَبَهُ إلا الجنه )) . (56)
6- وقال عليه الصلاة والسلام لرجل مات ابنه : (( ألا تحب أن لا تأتي باباً من ابواب الجنه إلا وجدتهُ ينتظِرُك)) . (57)
7- (( يقول الله عز وجل إذا ابتليت عبدى بحَبيبَتيه فصبر[ واحتسب] عوضته منهما الجنة )) المقصود هنا بحبيبتيه اي عَيْنَيْه . (58)
8-(( ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها)) . (59)
9-(( ما من مسلم يُشَاك شوكةً فما فوقها إلا كتبت له بها درجه ومحيت عنه بها خطيئه)) .(60)
10-(( ما يصيب المؤمن من وََصَبٍ ولا نصَبٍ ولا سقم ولا حزن حتى الهم يَهُمُّه (61) إلا كُفِرَ به من سيئاته)) . (62)
معنى كلمة وصب وكلمة نصب الواردتين في الحديث السابق
الوصب :- هو الوجع الازم ومنه قوله تعالى : (ولهم عذاب واصب) اي لازم ثابت : انظر شرح النووي 16/130
النصب :- التعب
11- (( إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء , وإن الله إذا احب قوما ابتلاهم , فمن رَضِيَ فله الرضا , ومن سَخِطَ فله السخط)) . (63)
12-(( ......... فما يَبْرَح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الارض وما عليه خطيئه )) . (64)

ما اصاب عبداً
هم ولا حزن فقال : (( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ,
ماضٍ في حكمك , عدلٌ في قضاؤك أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك او
انزلته في كتابك , او علمتهُ احداً من خلقك او استأثرت به في علم الغيب
عندك أن تجعل القران ربيع قلبي , ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي , إلا
أذهب الله حُزنَه وهَمَّه وأبدله مكانه فرحاً )) . (65)
2-(( اللهم إني اعوذ بك من الهم والحزن , والعجز والكسل والبخل والجبن ,
وضَلَعِ الدين وغَلَبَةِ الرجال )) . (66) كان الرسول صلى الله عليه وسلم
يكثر من هذا الدعاء .

1-(( لا إلٰه
إلا الله العظيم الحليم , لا إلٰه إلا الله رب العرش العظيم , لا إلٰه إلا
الله رب السمٰوات ورب الارض ورب العرش الكريم )) .(67)
2- (( اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني إلا نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إلٰه إلا انت)) . (68)
3-(( لا إلٰه إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين )) . (69)
4-(( اللهُ اللهُ ربي لا أشرك به شيئاً )) . (70)

(( ضع يدك على الذي تَألَّم من جسدك وقل : بسم الله , ثلاثاً , وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأُحَاذِر )) .(71)

(( ما من عبدٍ
مسلمٍ يعودُ مريضاً لم يحضر أجَلُهُ فيقول سبع مرات : أسألُ الله العظيم
ربَّ العرشِ العظيم أن يشفيك إلا عُوفِيَ )) . (72)

(( اعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشَرِّ عباده ومن هَمَزات الشياطين وأن يحضرون )) . (73)

قال عليه الصلاة والسلام (( الحمى من فَيْحِ جهنم فأدبروها بالماء )) . (74)

1- تقرأ فاتحة الكتاب مع جمع البزاق وتفله على اللسعه . (75)
2- يمسح عليها بماء وملح مع قراءة : قل يا ايها الكافرون , والمعوذتين . (76)

وتحصل باجتناب
اسباب الغضب ومن هذه الاسباب الكبر , والإعجاب بالنفس , والافتخار ,
والحرص المذموم , والمزاح في غير مناسبه , والهزل وما شابه ذلك .

وينحصر في اربعة انواع :-
1-الاستعاذه بالله من الشيطان الرجيم
2- الوضوء
3- تغيير الحالة التي عليها الغضبان : بالجلوس او الاضطجاع , او الخروج , او الامساك عن الكلام او غير ذلك .
4- استحضار ما ورد في كَظْمِ الغيظ من الثواب وما ورد في عاقبة الغضب من الخذلان . (77)

قال عليه
الصلاة والسلام : (( إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام )) قال
ابن شهاب : السام :- الموت , والحبه السوداء :- ((الشُّونِيزُ)) (78)
والحبه السوداء كثيرة المنافع جدا .

1- قال الله عز وجل في ذكر النحل : ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) (79)
2- قال عليه الصلاة والسلام: ((الشفاء في ثلاث : في شرطة محجم , او شربة عسل , او كية بنار , وانا أنهَىٰ أمتي عن الكي)) (80)

1- قال عليه الصلاة والسلام في ماء زمزم : ((إنها مباركةٌ إنها طَعَامُ طُعمٍ [ وشفاء سقم] )) . (81)
2- وحديث جابر يرفعه : ((ماء زمزم لما شرب له )) . (82)
3- و (( كان يحمل ماء زمزم [ في الاداوي] والقرب , فكان يصب على المرضى
ويسقيهم )) . (83) قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وقد جربت انا وغيري من
الاستشفاء بماء زمزم امورا عجيبه واستشفيت به من عدة امراض فبرأت بإذن
الله . (84)

قال تعالى: ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ( ٭ ) إلا من اتى الله بقلب سليم ) . (85)
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوه تخالف امر الله ونهيه, ومن كل
شبهة تعارض خَبَرَه , فسلم من عُبُودية ما سواه , وسَلِم من تحكيم غير
رسوله صلى الله عليه وسلم . وبالجمله فالقلب السليم الصحيح هو الذي سَلِم
من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما , بل قد خَلُصَت عبوديته لله :
إراده , ومحبه , وتوكلاً , وإنابةً , وإخباتاً , وخشيةً ورجاءً , وخَلُصَ
عمله لله , فإن احب احب لله , وإن ابغض ابغض في لله , وإن اعطى اعطى لله ,
وإن منع منع لله , فهمه كله لله , وحبه كله لله , وقصده له , وبدنه له ,
وأعماله له , ونومه له , ويقظته له , وحَدِيثُهُ والحديث عنه اشهى إليه من
كل حديث , وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه (86) نسأل الله تعالى هذا القلب
.

وهو ضد الأول
وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه , بل واقفٌ مع
شهواته ولذاذاته , ولو كان فيها سَخَطُ ربه وغضبه , فهو متعبد لغير الله :
حباً , وخوفاً , ورجاءً, ورضاً وسخطاً , وتعظيماً , وذلاً , فإن احب احب
لهواه , وإن ابغض ابغض لهواه , وإن اعطى اعطى لهواه , وإن منع منع لهواه ,
فالهوى إمَامُه , والشهوه قائِده , والجهل سائقه , والغفلةُ مَركَِبُه
(87) . نعوذ بالله من هذا القلب .

هو قلب له حياه وبه عَِّله , فله مادَّتان تمده هذه مره وهذه أخرى , وهو لما غَلَبَ عليه منهما .
ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به , والإخلاص له والتوكل عليه : ما هُوَ مَادَّةُ حيَاتِه
وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها , والحَسَد والكِبْر, والعُجْبِ
, وحب العُلُوِّ , والفساد في الأرض بالرِّياسَةِ , والنِّفاق , والرِّياء
, والشُّح , والبخل : ماهو مادة هلاكه وعَطبه (88) . نعوذ بالله من هذا
القلب .

وعلاج القلب من جميع امراضه قد تَضَمَّنه القران الكريم.
قال تعالى : ( يٰأيها الناس قد جائتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في
الصدور وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين ) (89) , ( وننزل من القران ما هو شفاءٌ
ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظٰلمين إلا خسارا) (90) .

نوع لا يتألم به صاحبه في الحال وهو مرض الجهل , والشبهات , والشكوك , وهذا هو أعظم النوعين ألماً ولكن لفساد القلب لا يُحِسُّ به .
ونوع مَرَضٌ مؤلمٌ في الحال : كالهم , والغم , والحزن , والغيظ , وهذا المرض قد يزول بأدويه طبيعيه بإزالةِ أسبابه وغير ذلك (91) .

فإنه شفاءٌ
لما في الصدور من الشك , ويزيل ما فيها من الشرك ودَنَسِ الكفر , وأمراض
الشبهات , والشهوات , وهو هدى لمن علم بالحق وعمل به , ورحمةٌ لما يَحصُلُ
به للمؤمنين من الثواب العاجل والآجل قال تعالى : ( أو من كان ميتاً
فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس
بخارجٍ منها) (92) .

( أ ) ما يحفظ عليه قوتَهُ وذلك يكون بالإيمان والعمل الصالح وعمل أورَادِ الطاعات .
(ب) الحِميةُ عن المضار وذلك باجتناب جميع المعاصي وأنواع المخالفات .
(ج) الاستفراغ من كل مادة مؤذية وذلك بالتوبه والاستغفار .

( أ ) نوع قبل العمل وله اربع مقامات :

1- هل هذا العمل مقدورٌ لَهُ ؟
2- هل هذا العمل فِعْلُهُ خيرٌ لَهُ من تركه ؟
3- هل هذا العمل يُقصَدُ بهِ وَجهُ الله ؟
4- هل هذا العمل مُعَانٌ عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل يحتاج إلى أعوان؟
فإذا كان الجواب موجوداً اقدم على العمل وإلا لا يقدم عليه ابداً .

(ب) نوع بعد العمل وهو ثلاثة انواع :

1- محاسبة
نفسه على طاعه قَصَّرَتْ فيها نفسه من حق الله تعالى فلم تُوقِعْها على
الوجه المطلوب , ومن حُقُوق الله تعالى : الإخلاص , والنصيحه , والمتابعه
, وشُهُودُ مشهَدِ الإحسان , وَشُهُودُ مِنَّة الله عَلَيهِ فيه ,
وَشُهُودُ التقصِيرِ بعد ذلك كُلِّه.
2-محاسبة نفسه على كُلِّ عملٍ كان تَركُهُ خيراً لَهُ من فِعلِه .
3-محاسبة نفسه على أمرٍ مباح او معتاد لم يفعله وهل اراد به الله والدار الآخره فيكون رابحاً , أو اراد به الدنيا فيكون خاسراً .

وجِمَاعُ ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض , ثم يُكَمِّلها إن كانت
ناقصه , ثم يحاسبها على المناهي , فإن عرف انه ارتكب شيئا منها تداركه
بالتوبه والإستغفار , ثم على ما عملت به جوارِحُهُ , ثم على الغفلَةِ .
(93)

الشيطان عدو
الانسان والفِكَاكُ منه هو بما شَرَعَ الله من الاستعاذه وقد جمع النبي
صلى الله عليه وسلم بين الاستعاذةِ من شر النفس وشر الشيطان , قال عليه
الصلاة والسلام لأبي بكرٍ : (( قُلِ اللهم فاطر السمٰوات والأرض , عالم
الغيب والشهادة, ربَّ كل شيء ومليكه , أشهد ان لا إله إلا أنت , أعوذ بك
من شر نفسي , ومن شر الشيطان وشِركِه , وأن أقترف على نفسي سوءاً أو
أجُرَّهُ إلى مسلمٍ . قُلهُ إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك )) .
(94)
والاستعاذه , والتوكل , والإخلاص , يمنع سلطان الشيطان . (95)