السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى الأكارم
فى هذه الأيام التى يقبل فيها علينا شهر مبارك والكثير من الناس يستعد لهذا الشهر العظيم ، تكثر دندنة الناس حول السنن فالكل يتواصى بالحفاظ على السنن الرواتب وقيام الليل وقرآة القرآن والصدقة ولا شك أن هذا جميل جدا اسأل الله أن يتقبل منكم صالح الأعمال
ولكن لا بد من البداية الصحيحة
كثير من الناس يشكو الفتور بعد رمضان مباشرة فمع أول يوم عيد تجد التقصير فى العبادات بل التفريط والسبب أنه دخل فى رمضان من منتصف الطريق فتاه وضاع فعاد ولم يجن إلا القليل
ففى الحديث القدسى قال الله تعالى "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..." الحديث
فانظر - رعاك الله - كيف أن أقرب شىء وأحب شىء نتقرب به إلى الله هى الفروض التى فرضها الله علينا لذا فإن أردنا الإستعداد لرمضان حقا وبداية الطريق من أوله فعلينا بإصلاح الفروض ابتداء قبل البحث عن السنن كما هو فى الحديث إذ كيف يستقيم الظل والعوج أعوج
وأول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد
فأولا إصلاح العقيدة وكما يقول العلماء إن الإسلام عقيدة ينبثق منها شريعة تنظم هذه الشريعة جميع مناحى الحياة ولن يقبل الله من قوم شريعتهم حتى تصح عقيدتهم
فأولا إصلاح العقيدة والتعرف على الله وأسمائه وجميل أفعاله ولطفه بخلقه وكرمه ونعمه وفضله ، إذ كيف يعبد الإنسان ربا لا يعرف عنه إلا القليل !! وكيف يحبه ويجود بوقته وماله وجهده دون معرفة به ودون وجود من الحب والمعرفة به وبنعمه وفضله ما يسهل عليك ذلك !! فلا بد أولا من تصحيح العقيدة عامة والتوحيد خاصة حتى نتقرب إلى الله
ونحقق معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله
ثم الصلاة المفروضة
فكثير من الناس يُحبب إليه صلاة الليل على صلاة الفريضة وهذا فيه شىء من الخلل فصلاة الفريضة لا تعادلها صلاة فى الأجر والقرب من الله فلابد من الاجتهاد فى الخشوع فيها والإتيان بها كما علمنا رسول الله حتى تقبل وأنصح هنا بكتاب الشيخ الألبانى رحمه الله ( صفة صلاة النبى ) حتى نصحح صلاتنا ونأتى بها كما فعلها النبى صلى الله عليه وسلم ففى الحديث " صلوا كما رأيتمونى أصلى " وسلسلة صحح صلاتك لشيخ يعقوب فى 3 أشرطة للتعرف على المعانى الإيمانية فى الصلاة
ثم صيام رمضان
فنتعرف على أحكامه وهدى النبى فى صوم رمضان إذ اتباع النبى أصل الأصول ولا طريق موصل غير طريقه ولاخير فى عمل يخالف هدىه صلى الله عليه وسلم بل هو مردود على صاحبه
الإخلاص وإصلاح القلوب
وهذا أمر عظيم يغفل عن تعلمه كثير من الناس مع أن مدار قبول الأعمال على الإخلاص والإتباع فكيف يسير السائر إلى الله وهو لا يجتهد فى الإخلاص فى عمله والبعد عن الرياء الذى هو أخفى من دبيب النمل والبعد عن النفاق وغيرها من الأمور التى تحبط الأعمال فلابد من تعلم كيفية الإخلاص حتى تسلم لنا أعمالنا وتُقبل عند ربنا بكرمه ومنه
ومتعلق بالإخلاص عمل القلوب جميعها من خشية وخوف ورجاء وحب وتوكل وإنابة وذل وانكسار وغيرها من الأعمال القلبية التى هى الوقود الأول لأعمال الجوارح وعليها تقوم الأعمال وبها يتفاضل الناس وتعلو الدرجات وكيف لا وقد يقف الرجلين فى الصلاة فيخرج أحدهما باجرها كاملا والآخر ما حصل عشرها وكما قيل أن أبا بكر ما سبق بكثير عمل ولكن بشى وقر فى قلبه فالله الله فى قلوبكم حافظوا عليهاولا تعرضوها لفتن أصلح قلبك يصلحك فكما فى الحديث أنه بصلاحه يصلح الجسد كله
وقبل كل هذا وبعد كل هذا لا بد من أهم الفروض
التوبة
فهى أول الطريق ووسط الطريق وآخر الطريق لاتنفك عن المؤمن ولا ينفك عنها
فلابد من تعلم كيفية التوبة وشروطها وعلامات قبولها ومعرفة عللها ونواقضها وسبل اجتنابا ، والأشرطة والكتب فى ذلك كثيرة متوفرة بفضل الله منها كتاب كيف أتوب للشيخ محمد يعقوب
وإن كنا نتكلمعن اتوبة فلابد قبل رمضان من ترك الذنوب كبيرها وصغيرها
ولله در القائل
واجب على الناس أن يتوبوا .... وترك الذنوب أوجب
والدهر فى صرفه عجيب .... وغفلة الناس أعجب
فيا أخى الحبيب هل حقا نويت التوبة قبل رمضان هل حقا تخلصت من كل ما يغضب الله ويبعدك عنه
فمن علامات صدق التوبة التخلص من أسباب المعصية والبعد عنها
فيا ترى هل مسحت كل الأغانى والأفلام التى على جهازك؟
هل تخلصت من أرقام الهواتف والإيميلات التى تعصى فيها الله ؟ هل غيرت صحبة السوء التى كانت تأخذك بعيدا عن الله ؟
هل تنوى حقا أن تتوب فى رمضان وبعد رمضان أم أنك موطن نفسك على أن تتوب فى أيام رمضان ثم تعود لسوء أفعالك ؟
فالتوبة ليست كلمة يرددها اللسان بل وليس عبرات تسكبها الأعين إنما التوبة طريق تسعى فيه لكل ما أمر الله به وتجتنب كل ما نهى الله عنه فإياك والخداع فربك هو الذى خلقك وهو أعلم بك من نفسك " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "
اسأل الله أن يتوب علينا وأن يغفر لنا تقصيرنا ويرحم ضعفنا ويرزقنا التذلل له والخشية منه إنه هو الرحمن الرحيم
فالخلاصة حتى لا أطيل أنه يجب على العبد المؤمن الذى يستعد لرمضان أن يجتهد قدر استطاعته فى إصلاح الفروض أولا فهى أحب شىء إلى الله ، وهى أقرب ما يقربه إلى الله ثم الإجتهاد فى النوافل بعد ذلك قدر المستطاع فبها يزيد الحب ويحصل القرب ويدوم الود
اسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يتقبل منا ويغفر لنا ويرحمنا أنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
__________________
قال تعالى "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ للإ نْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا "
فائدة قيّمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى رسالة أمراض القلوب وشفاؤها عند قوله تعالى
{ فيطمع الذي في قلبه مرض } وهو مرض الشهوة فإن القلب الصحيح لو تعرضت له المرأة لم يلتفت إليها بخلاف القلب المريض بالشهوة فإنه لضعفه يميل إلى ما يعرض له من ذلك بحسب قوة المرض وضعفه فإذا خضعن بالقول طمع الذي في قلبه مرض
للأمانه منقول لفائدتكم ولقرب موعد الشهر المُبارك
إخوانى الأكارم
فى هذه الأيام التى يقبل فيها علينا شهر مبارك والكثير من الناس يستعد لهذا الشهر العظيم ، تكثر دندنة الناس حول السنن فالكل يتواصى بالحفاظ على السنن الرواتب وقيام الليل وقرآة القرآن والصدقة ولا شك أن هذا جميل جدا اسأل الله أن يتقبل منكم صالح الأعمال
ولكن لا بد من البداية الصحيحة
كثير من الناس يشكو الفتور بعد رمضان مباشرة فمع أول يوم عيد تجد التقصير فى العبادات بل التفريط والسبب أنه دخل فى رمضان من منتصف الطريق فتاه وضاع فعاد ولم يجن إلا القليل
ففى الحديث القدسى قال الله تعالى "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..." الحديث
فانظر - رعاك الله - كيف أن أقرب شىء وأحب شىء نتقرب به إلى الله هى الفروض التى فرضها الله علينا لذا فإن أردنا الإستعداد لرمضان حقا وبداية الطريق من أوله فعلينا بإصلاح الفروض ابتداء قبل البحث عن السنن كما هو فى الحديث إذ كيف يستقيم الظل والعوج أعوج
وأول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد
فأولا إصلاح العقيدة وكما يقول العلماء إن الإسلام عقيدة ينبثق منها شريعة تنظم هذه الشريعة جميع مناحى الحياة ولن يقبل الله من قوم شريعتهم حتى تصح عقيدتهم
فأولا إصلاح العقيدة والتعرف على الله وأسمائه وجميل أفعاله ولطفه بخلقه وكرمه ونعمه وفضله ، إذ كيف يعبد الإنسان ربا لا يعرف عنه إلا القليل !! وكيف يحبه ويجود بوقته وماله وجهده دون معرفة به ودون وجود من الحب والمعرفة به وبنعمه وفضله ما يسهل عليك ذلك !! فلا بد أولا من تصحيح العقيدة عامة والتوحيد خاصة حتى نتقرب إلى الله
ونحقق معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله
ثم الصلاة المفروضة
فكثير من الناس يُحبب إليه صلاة الليل على صلاة الفريضة وهذا فيه شىء من الخلل فصلاة الفريضة لا تعادلها صلاة فى الأجر والقرب من الله فلابد من الاجتهاد فى الخشوع فيها والإتيان بها كما علمنا رسول الله حتى تقبل وأنصح هنا بكتاب الشيخ الألبانى رحمه الله ( صفة صلاة النبى ) حتى نصحح صلاتنا ونأتى بها كما فعلها النبى صلى الله عليه وسلم ففى الحديث " صلوا كما رأيتمونى أصلى " وسلسلة صحح صلاتك لشيخ يعقوب فى 3 أشرطة للتعرف على المعانى الإيمانية فى الصلاة
ثم صيام رمضان
فنتعرف على أحكامه وهدى النبى فى صوم رمضان إذ اتباع النبى أصل الأصول ولا طريق موصل غير طريقه ولاخير فى عمل يخالف هدىه صلى الله عليه وسلم بل هو مردود على صاحبه
الإخلاص وإصلاح القلوب
وهذا أمر عظيم يغفل عن تعلمه كثير من الناس مع أن مدار قبول الأعمال على الإخلاص والإتباع فكيف يسير السائر إلى الله وهو لا يجتهد فى الإخلاص فى عمله والبعد عن الرياء الذى هو أخفى من دبيب النمل والبعد عن النفاق وغيرها من الأمور التى تحبط الأعمال فلابد من تعلم كيفية الإخلاص حتى تسلم لنا أعمالنا وتُقبل عند ربنا بكرمه ومنه
ومتعلق بالإخلاص عمل القلوب جميعها من خشية وخوف ورجاء وحب وتوكل وإنابة وذل وانكسار وغيرها من الأعمال القلبية التى هى الوقود الأول لأعمال الجوارح وعليها تقوم الأعمال وبها يتفاضل الناس وتعلو الدرجات وكيف لا وقد يقف الرجلين فى الصلاة فيخرج أحدهما باجرها كاملا والآخر ما حصل عشرها وكما قيل أن أبا بكر ما سبق بكثير عمل ولكن بشى وقر فى قلبه فالله الله فى قلوبكم حافظوا عليهاولا تعرضوها لفتن أصلح قلبك يصلحك فكما فى الحديث أنه بصلاحه يصلح الجسد كله
وقبل كل هذا وبعد كل هذا لا بد من أهم الفروض
التوبة
فهى أول الطريق ووسط الطريق وآخر الطريق لاتنفك عن المؤمن ولا ينفك عنها
فلابد من تعلم كيفية التوبة وشروطها وعلامات قبولها ومعرفة عللها ونواقضها وسبل اجتنابا ، والأشرطة والكتب فى ذلك كثيرة متوفرة بفضل الله منها كتاب كيف أتوب للشيخ محمد يعقوب
وإن كنا نتكلمعن اتوبة فلابد قبل رمضان من ترك الذنوب كبيرها وصغيرها
ولله در القائل
واجب على الناس أن يتوبوا .... وترك الذنوب أوجب
والدهر فى صرفه عجيب .... وغفلة الناس أعجب
فيا أخى الحبيب هل حقا نويت التوبة قبل رمضان هل حقا تخلصت من كل ما يغضب الله ويبعدك عنه
فمن علامات صدق التوبة التخلص من أسباب المعصية والبعد عنها
فيا ترى هل مسحت كل الأغانى والأفلام التى على جهازك؟
هل تخلصت من أرقام الهواتف والإيميلات التى تعصى فيها الله ؟ هل غيرت صحبة السوء التى كانت تأخذك بعيدا عن الله ؟
هل تنوى حقا أن تتوب فى رمضان وبعد رمضان أم أنك موطن نفسك على أن تتوب فى أيام رمضان ثم تعود لسوء أفعالك ؟
فالتوبة ليست كلمة يرددها اللسان بل وليس عبرات تسكبها الأعين إنما التوبة طريق تسعى فيه لكل ما أمر الله به وتجتنب كل ما نهى الله عنه فإياك والخداع فربك هو الذى خلقك وهو أعلم بك من نفسك " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "
اسأل الله أن يتوب علينا وأن يغفر لنا تقصيرنا ويرحم ضعفنا ويرزقنا التذلل له والخشية منه إنه هو الرحمن الرحيم
فالخلاصة حتى لا أطيل أنه يجب على العبد المؤمن الذى يستعد لرمضان أن يجتهد قدر استطاعته فى إصلاح الفروض أولا فهى أحب شىء إلى الله ، وهى أقرب ما يقربه إلى الله ثم الإجتهاد فى النوافل بعد ذلك قدر المستطاع فبها يزيد الحب ويحصل القرب ويدوم الود
اسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يتقبل منا ويغفر لنا ويرحمنا أنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
__________________
قال تعالى "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ للإ نْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا "
فائدة قيّمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى رسالة أمراض القلوب وشفاؤها عند قوله تعالى
{ فيطمع الذي في قلبه مرض } وهو مرض الشهوة فإن القلب الصحيح لو تعرضت له المرأة لم يلتفت إليها بخلاف القلب المريض بالشهوة فإنه لضعفه يميل إلى ما يعرض له من ذلك بحسب قوة المرض وضعفه فإذا خضعن بالقول طمع الذي في قلبه مرض
للأمانه منقول لفائدتكم ولقرب موعد الشهر المُبارك