السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فتحتُ الدرج لأبحث عن قلم فلم أجده.. وهممت بإغلاق الدرج ..
ولكن لفت انتباهي قصة مكتوبة في ورقة جريدة قديمة داخل المكتب.. فأخذت أقرأها :
سافر أب إلى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة.. سافر سعيا وراء الرزق
وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام
أرسل الأب رسالته الأولى .. إلا أنهم لم يفتحوها ليقرؤوا ما بها
بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب !!!..
وتأملوا الظرف من الخارج .. ثم وضعوا الرسالة في علبة !!..
وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية !!..
وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم
*******
ومضت السنون
وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟
قال الابن: لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت
قال الأب: لماذا ؟!!...
ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال
قال الابن : لا.. فسأله أبوه وأين أخوك ؟؟
قال الابن : لقد تعرف على بعض رفاق السوء
وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم
تعجب الأب وقال : لماذا ؟
ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء !!.. وأن يأتي إليّ
رد الابن قائلا : لا.. قال الرجل : لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك ؟؟
قال الابن:
لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلتْ تستشيرك في زواجها منه
وهى تعيسة معه أشد تعاسة
فقال الأب ثائرا
ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب
ورفضي لهذا الزواج
قال الابن : لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة !!!!..
دائما نجملها ونقبلها, ولكنا لم نقرأها
تفكرت في شأن تلك الأسرة .. وكيف تشتت شملها ..
وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها .. ولم تنتفع بها
بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها
ثم نظرت إلى المصحف .. إلى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة على المكتب
يا ويحي
إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم
إنني أغلق المصحف واضعه في مكتبي أو في بيتي دوما
ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه !!!.. وهو منهاج حياتي كلها
فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف .. وعزمت على أن لا أهجره أبداً
( وقال الرسول ( ص) يا رب .. إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )
الفرقان – 30
إضافة هامة للفائدة
أنواع هجر القرآن على حسب الأهمية:1-
1_هجر التدبر والفهم والسؤال عما فيه .. وإلا كيف ستعمل بما لا تفهم ؟
2- هجر العمل بما علمت .. وإلا ما فائدة العلم بدون عمل ولا تنفيذ ؟!!
3- هجر القراءة
4- هجر تعلم تحسين القراءة .. حتى لا يكون في قراءتك ( أخطاء أو لحن ) يغير المعنى
5- هجر الإهتمام بحفظ القرآن
6- هجر الإهتمام بتحفيظ الأبناء شيئا منه .. لأن هذا من حقوق ( الأبناء ) على ( الآباء )
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم نسال الله سبحانه وتعالى ان لا نكون منهم .
أحدها : هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .
والثاني : هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به .
والثالث : هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم .
والرابع : هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ،
فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله تعالى :
{ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} [الفرقان3] وإن
كان بعض الهجر أهون من بعض أ هـ.
فتحتُ الدرج لأبحث عن قلم فلم أجده.. وهممت بإغلاق الدرج ..
ولكن لفت انتباهي قصة مكتوبة في ورقة جريدة قديمة داخل المكتب.. فأخذت أقرأها :
سافر أب إلى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة.. سافر سعيا وراء الرزق
وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام
أرسل الأب رسالته الأولى .. إلا أنهم لم يفتحوها ليقرؤوا ما بها
بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب !!!..
وتأملوا الظرف من الخارج .. ثم وضعوا الرسالة في علبة !!..
وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية !!..
وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم
*******
ومضت السنون
وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟
قال الابن: لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت
قال الأب: لماذا ؟!!...
ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال
قال الابن : لا.. فسأله أبوه وأين أخوك ؟؟
قال الابن : لقد تعرف على بعض رفاق السوء
وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم
تعجب الأب وقال : لماذا ؟
ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء !!.. وأن يأتي إليّ
رد الابن قائلا : لا.. قال الرجل : لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك ؟؟
قال الابن:
لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلتْ تستشيرك في زواجها منه
وهى تعيسة معه أشد تعاسة
فقال الأب ثائرا
ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب
ورفضي لهذا الزواج
قال الابن : لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة !!!!..
دائما نجملها ونقبلها, ولكنا لم نقرأها
تفكرت في شأن تلك الأسرة .. وكيف تشتت شملها ..
وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها .. ولم تنتفع بها
بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها
ثم نظرت إلى المصحف .. إلى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة على المكتب
يا ويحي
إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم
إنني أغلق المصحف واضعه في مكتبي أو في بيتي دوما
ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه !!!.. وهو منهاج حياتي كلها
فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف .. وعزمت على أن لا أهجره أبداً
( وقال الرسول ( ص) يا رب .. إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )
الفرقان – 30
إضافة هامة للفائدة
أنواع هجر القرآن على حسب الأهمية:1-
1_هجر التدبر والفهم والسؤال عما فيه .. وإلا كيف ستعمل بما لا تفهم ؟
2- هجر العمل بما علمت .. وإلا ما فائدة العلم بدون عمل ولا تنفيذ ؟!!
3- هجر القراءة
4- هجر تعلم تحسين القراءة .. حتى لا يكون في قراءتك ( أخطاء أو لحن ) يغير المعنى
5- هجر الإهتمام بحفظ القرآن
6- هجر الإهتمام بتحفيظ الأبناء شيئا منه .. لأن هذا من حقوق ( الأبناء ) على ( الآباء )
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم نسال الله سبحانه وتعالى ان لا نكون منهم .
أحدها : هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .
والثاني : هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به .
والثالث : هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم .
والرابع : هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ،
فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله تعالى :
{ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} [الفرقان3] وإن
كان بعض الهجر أهون من بعض أ هـ.