هذه ابيات متواضعة بمناسبة دنو رمضان
أهل شعبان الخير ففاضت بالأشواق ينابيع شعري
أقبل يبشرنا بضيف كريم أعيا طول انتظاره صبري
ضيفٌ كم سَعِدْنا بقدومه و كم بكيناه عندالفراق و الهجر
سل دياجيه كم بِتْنا نُحييها بآي القرآن نتلوها و الذكر
والأقدام منتصبةٌ للذي أفدي دينه بمالي ودمي ونحري
والجفون تسلسلتْ عبراتها على مسرى الخدود تجري
و نهارٌ بالصيام عطرنا بيضاه مُذْ بزغت أنوار الفجر
وأكفٌّ تبذل الندى و أنفسٌ تتوق لصنع المعروف و البِرِّ
و صدورٌ بالحلم اتسعتْ فغدت فسيحةً للأذى و الضُرِّ
تُسام الضَّيْمَ بلا جرمٍ فترد الظلم بالصفح و الشكر
شهرٌ هَذَّبَ نفوسنا فأضحتْ تر في الأذى مَكْسَبًا للأجر
رمضان هبت من ثناياك نسائم الرحمة بالمِسك والعِطر
متى تقر العيون بمجيئك و قد هَمَتْ أدمعها كالنهر
رمضان مددنا إليك وِدادنا فأثِبْ بودٍّ يَشْفي غليل الصدر
فإنَّا و إِنْ طَالَ هَجْرُكَ لا زِلْنا على عهد الهوى بلا خَفْر
وكم جفى الكرى جفوننا في سُهْدٍ نرقب البدرَ تِلْوَ البدر
حتى أَلَمَّ داء الهوى فوجدنا من جَوَى الصَّبابة ما لا ندري
رمضان يشهد الله أني أعطيت على حبك عهدي وإِصْري
فُضِّلْتَ على الشهور كما فُضلتْ على أيامك ليلة القدر
رمضان لك في ملتقانا بالحب نخلةٌ جادتْ بالطِّيبِ و التمر
وشيدنا فوقها ركنًا شامخًا فتوشح ملتقانا بوشاح الفخر
ركنٌ فاحتْ جِنانه بالشذى و الأنداءُ دُرٌّ تُكَلِّلُ أَكمام الزَّهر
يُعَمِّرُها خيارٌ بنو خيارٍ شَهِدَتْ بعزهمُ الحيتان في البحر
لهم فيها نصائح رُشْدٍ رفرفرت في أرجائها كأسراب الطير
حملوا للمجد كل رايةٍ يهتفون غدًا ستشرق شمس النصر
أولئك أحبتي فاللهم اجمعني بهم إذا نودي غدًا ليوم الحشر.....
خفر: يقال خفر العهد أو أخفر العهد ...أي نكثه ولم يوف به...
الجوى : هي الحرقة التي تكون في القلب من شدة الحب او الحزن او الشوق.
الأنداء : جمع ندى وهو بلل الصباح.......شبهت الأنداء بالدر لتلأْلُئِها وتوهجها.....
أسأل الله أن يدخله علينا بالصحة والعافية.........