[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السبب في تفضيل اليد اليمنى على اليد اليسرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سؤال :-
لماذا فضلت اليد اليمنى على اليد اليسرى في السلام وفي الأكل وخلافه ؟
وما العيب في استخدام اليسرى لهذه الأغراض ؟
الجواب:
الحمد لله
من تمام نعمة الله علينا ، وكمال هذا الدين العظيم أنه نظم كل شيء في حياتنا ،
فما من خير إلا دلنا عليه ، وما من شر إلا حذرنا منه ، ومن ذلك:
بعد العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ،
تصرفاتنا الخاصة والتي وجهنا فيها إلى مستوى يليق بشرف الإنسان وتكريم الله تعالى له ،
ومن ذلك : كيفية تناول الإنسان المسلم لطعامه وشرابه ونحو ذلك .
و "هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع :
أنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ
وَدُخُول الْمَسْجِد وَالسِّوَاك وَالِاكْتِحَال , وَتَقْلِيم الْأَظْفَار , وَقَصّ الشَّارِب ,
وَتَرْجِيل الشَّعْر (وهو تسريحه), وَنَتْف الْإِبِط , وَحَلْق الرَّأْس , وَالسَّلَام مِنْ الصَّلَاة ,
وَغَسْل أَعْضَاء الطَّهَارَة , وَالْخُرُوج مِنْ الْخَلَاء , وَالْأَكْل وَالشُّرْب , وَالْمُصَافَحَة ,
وَاسْتِلَام الْحَجَر الْأَسْوَد , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ التَّيَامُن فِيهِ .
وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلَاء وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء
وَخَلْعِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ ,
وَذَلِكَ كُلّه لِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا " قاله النووي في شرح صحيح مسلم .
وقد دل على هذه القاعدة أدلة كثيرة ، منها :
في الصحيحين عن عمر بن سلمة رضي الله تعالى عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يَا غُلَامُ ، سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ )
رواه البخاري (5376) ومسلم (2022)
وفي صحيح مسلم (2021) :
( أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ ،
فَقَالَ : (كُلْ بِيَمِينِكَ ) قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ ،
قَالَ : لَا اسْتَطَعْتَ ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ ، قَالَ : فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ) .
دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحقق
ما ادعاه من عدم الاستطاعة التي اعتذر بها، لأنه تكبر على الحق
ولم يلتزم الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكذب في اعتذاره ، والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على أحد .
وفي سنن أبي داود (33) عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ ،
وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وروى مسلم (262) من حديث سلمان رضي الله عنه قال :
( نَهَانَا ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ ) .
وروى مسلم (2020) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ،
فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ) .
وقد حذر الله تعالى من مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال
: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ
فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63 .
وهذا عند القدرة على الأكل باليمين ، أما عند العجز فلا حرج في ذلك ،
قال النووي في "شرح مسلم " (13/191) : " وكراهتهما - أي الأكل والشرب بالشمال ـ
وهذا إذا لم يكن عذر ، فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين
من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة " اهـ .
قال الغزالي في "الإحياء" (4/93) : " ثم أحوجك من أعطاك اليدين إلى أعمال بعضها شريف ،
كأخذ المصحف ، وبعضها خسيس كإزالة النجاسة ، فإذا أخذت المصحف باليسار ،
وأزلت النجاسة باليمين ، فقد خصصت الشريف بما هو خسيس ،
فغضضت من حقه ، وظلمته ، وعدلت عن العدل " انتهى .
وحاصل ما ذكره العلماء من الحكمة من التيامن في الأشياء التي هي من باب الإكرام :
1- أن في هذا مخالفة للشيطان ، كما في الأكل والشرب .
2- أن فيه إكراماً لليد اليمنى على اليسرى .
3- أن فيه استعمال الأدب مع الناس ، حيث لا يصافحهم ولا يأخذ منهم ،
ولا يعطيهم بيده التي يزيل بها النجاسة .
4- أن في هذا تفاؤلاً أن يجعلنا الله من أهل اليمين .
والله أعلم .
السبب في تفضيل اليد اليمنى على اليد اليسرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سؤال :-
لماذا فضلت اليد اليمنى على اليد اليسرى في السلام وفي الأكل وخلافه ؟
وما العيب في استخدام اليسرى لهذه الأغراض ؟
الجواب:
الحمد لله
من تمام نعمة الله علينا ، وكمال هذا الدين العظيم أنه نظم كل شيء في حياتنا ،
فما من خير إلا دلنا عليه ، وما من شر إلا حذرنا منه ، ومن ذلك:
بعد العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ،
تصرفاتنا الخاصة والتي وجهنا فيها إلى مستوى يليق بشرف الإنسان وتكريم الله تعالى له ،
ومن ذلك : كيفية تناول الإنسان المسلم لطعامه وشرابه ونحو ذلك .
و "هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع :
أنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ
وَدُخُول الْمَسْجِد وَالسِّوَاك وَالِاكْتِحَال , وَتَقْلِيم الْأَظْفَار , وَقَصّ الشَّارِب ,
وَتَرْجِيل الشَّعْر (وهو تسريحه), وَنَتْف الْإِبِط , وَحَلْق الرَّأْس , وَالسَّلَام مِنْ الصَّلَاة ,
وَغَسْل أَعْضَاء الطَّهَارَة , وَالْخُرُوج مِنْ الْخَلَاء , وَالْأَكْل وَالشُّرْب , وَالْمُصَافَحَة ,
وَاسْتِلَام الْحَجَر الْأَسْوَد , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ التَّيَامُن فِيهِ .
وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلَاء وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء
وَخَلْعِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ ,
وَذَلِكَ كُلّه لِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا " قاله النووي في شرح صحيح مسلم .
وقد دل على هذه القاعدة أدلة كثيرة ، منها :
في الصحيحين عن عمر بن سلمة رضي الله تعالى عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يَا غُلَامُ ، سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ )
رواه البخاري (5376) ومسلم (2022)
وفي صحيح مسلم (2021) :
( أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ ،
فَقَالَ : (كُلْ بِيَمِينِكَ ) قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ ،
قَالَ : لَا اسْتَطَعْتَ ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ ، قَالَ : فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ) .
دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحقق
ما ادعاه من عدم الاستطاعة التي اعتذر بها، لأنه تكبر على الحق
ولم يلتزم الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكذب في اعتذاره ، والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على أحد .
وفي سنن أبي داود (33) عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ ،
وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وروى مسلم (262) من حديث سلمان رضي الله عنه قال :
( نَهَانَا ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ ) .
وروى مسلم (2020) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ،
فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ) .
وقد حذر الله تعالى من مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال
: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ
فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63 .
وهذا عند القدرة على الأكل باليمين ، أما عند العجز فلا حرج في ذلك ،
قال النووي في "شرح مسلم " (13/191) : " وكراهتهما - أي الأكل والشرب بالشمال ـ
وهذا إذا لم يكن عذر ، فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين
من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة " اهـ .
قال الغزالي في "الإحياء" (4/93) : " ثم أحوجك من أعطاك اليدين إلى أعمال بعضها شريف ،
كأخذ المصحف ، وبعضها خسيس كإزالة النجاسة ، فإذا أخذت المصحف باليسار ،
وأزلت النجاسة باليمين ، فقد خصصت الشريف بما هو خسيس ،
فغضضت من حقه ، وظلمته ، وعدلت عن العدل " انتهى .
وحاصل ما ذكره العلماء من الحكمة من التيامن في الأشياء التي هي من باب الإكرام :
1- أن في هذا مخالفة للشيطان ، كما في الأكل والشرب .
2- أن فيه إكراماً لليد اليمنى على اليسرى .
3- أن فيه استعمال الأدب مع الناس ، حيث لا يصافحهم ولا يأخذ منهم ،
ولا يعطيهم بيده التي يزيل بها النجاسة .
4- أن في هذا تفاؤلاً أن يجعلنا الله من أهل اليمين .
والله أعلم .