الرئيسية
اااااا أهلا وسهلا بكم وبجميع الزوار لمنتدانا أحلى أحلام شرفتم 
من طرف زهور من رياض رمضان العطرة
______________________
الزهرة الأولي ( الطب والصيام )
______________________
المقدمة :
الأخوات والأخوة بمنتديات " سواح " الخيمة الرمضانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشر بقدوم شهر رمضان فيقول : " جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم "
كل عام وانتم بأذن الله تعالى وأسركم بخير وصحة وسعادة ، وفقكم تعالى لصيامه وقيامه ، وكافة عباد الله الذين شهدوا له تعالى بالوحدانية وشدوا لرسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة .
ونسأل الله تعالى لمن كانوا معنا فى الأعوام الماضية واصبحوا هذا العام بجوار الله ، ان يغفر لهم ويتغمدهم برحمته وموتى المسلمين أجمعين .
وقال صلى الله عليه وسلم " أتاكم رمضان سيد الشهور فمرحبا به وأهلا ، جاء شهر الصيام بالبركات ، فأكرم به من زائر هو آت "
هذا الموضوع الثقافى عن الشهر الكريم.. اكتبه لكم ، وأشهد الله أنى لست أهلا لللوعظ والإرشاد ، بل العكس فما أحوجنى إلى من يرشدنى ، إنما هو موضوع لا يتجاوز حدود التناصح بيننا والتذكير وليس اكثر من موضوع ثقافى عن رمضان والصوم ." ومضات ثقافية رمضانية "
يقول الشاعر :
دعونى على نفسى أنوح وأندب
بدمع غزير واكف يتصبب
دعونى على نفسى أنوح فأننى
أخاف على نفسى الضعيفة تعطب
فقد فاز بالملك العظيم عصابة
تبيت قياما فى دجى الليل ترهب
إذا أشرف الجبار من فوق عرشه
وقد زينت حور الجنان الكواعب
فناداهم أهلا وسهلا ومرحبا
أبحت لكم دارى وما شئتم اطلبوا
*الصوم " لمحة تاريخية "
-------------------------------
نقرأ فى كتب التاريخ..ان المصريين القدماء عرفوا الصوم فكانوا يصومون فى أعيادهم ، والصينيون صاموا قديما عدة ايام دون ترتيب ، واليونانيون صاموا وكانت عادة النساء لديهم " الصائمات " يجلسن على الرض فى حالة أكتئاب وحزن ،وكان صوم أهل اليونان القديمة عدة أيام متتالية قبل الشروع فى الحرب ، أما اليهود فقد صاموا مع نبى الله موسى عليه السلام اربعين يوما ، كما فرض عليهم الصوم فى التوراة صيام اليوم العاشر من الشهر السابع واليوم التاسع من الشهر الثامن... واليهود يصومون ويهتمون أكثر بالصيام عندما يتعرضون لخطر من الأخطار أو وباء من الأوبئة الفتاكة ، والنصارى لهم طريقتهم الخاصة فى الصوم ، وقريش قبل الإسلام كانت تصوم فى الجاهلية
بل الأغرب ان بعض الحيوانات بفطرتها - التى فطرها عليها خالقها العظيم جل جلااله - تصوم حفاظا على نفسها وجنسها واستجابة فطرية لظروفها وتكوينها ( فسبحان الله ) وفىعصرنا الحاضر كلنا يعلم ان بعض الأطباء من غير المسلمين يأمرون مرضاهم فى حالات معينة بالصوم جزئيا او كليا ولفترات محددة .
وفى دائرة المعارف البريطانية
" أن أكثر الأديان دانيها وعاليها قد فرضت الصيام وأوجبته ، فهو يلازم النفوس حتى فى غير أوقات الشعائر الدينية ، يقوم به بعض الأفراد إستجابة للطبية البشرية فى بعض مظاهرها "
ونجد العالم الشهير - اليكسيس كارل - الحائز على جائزة نوبل يقول فى كتابه - الإنسان ذلك المجهول - :
" إن كثرة الطعام ، وانتظامه ، ووفرته ، تعطل وظيفة أدت دورا عظيما فى بقاء الأجناس البشرية..هى وظيفة التكيف على قلة الطعام ، ولذلك كان الناس يلتزمون الصوم فى بعض الأوقات "
والإسلام بجانب فريضة صيام شهر رمضان ، قد حبب المسلمين فى الصوم ..فنجد النبى صلى الله عليه وسلم يجعل منه أمرا إختياريا فى مناسبات معينة ، فمن صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله ، ثم هناك صيام يوم عرفة لغير الحاج والتاسع والعاشر من محرم ، واستحباب الصوم يومى - الخميس والأثنين - حيث تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى .
ومع ان الصوم كعبادة عظيمة معول على قبوله - بر القلوب - لا عمل الأبدان ، إلا ان من آثاره صحة الأبدان ونقاء الروح ، واستقامة السلوك، مما يجعلنى هنا اتناول عن الطب والصيام فى الفقرة التالية.. لندرك عظمة خلق الله تعالى فى أنفسنا.. والله تعالى على علم تام بقدرات الجسم البشرى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
* - الطب والصيام " الزهرة الأولى "
_________________________
يلخص ويبسط لنا .. الدكتور - محمد بهائى السكرى - ذلك فيقول :
" ماكان الصيام ليؤذى البدن أويغيره أو حتى يتسبب فى إيلامه وتعذيبه ، بل قد يفيده ويشفيمن بعض الأمراض.. وبالرجوع إلى المراجع الطبية نجد فى الباب الأول من كتب علم وظائف الأعضاء " الفسيولوجيا " عنوان ضخم تدور حوله آليات العمل فى جسم الإنسان وهو " ثبات الوسط الداخلى " فقد حبا الله الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان بقدرة هائلة على المحافظة على - ثبات الوسط الداخلى للجسم - اى السائل المحيط بالخلايا - لفترة طويلة ، فتحت مختلف الظروف .. من قلة طعام وشراب وتغير طقس من حرارة وبرودة.. يظل التركيب الكيمائى ودرجة حرارة السوائل الداخلية فى جسم الإنسان ثابته إلى حد كبير ، وتعمل كل أجهزة الجسم وخلاياه بصورة متناسقة لتحقيق هذا الثبات من أجل صلاح جميع الجسم .. فالجهاز الهضمى يهضم الغذاء ويمتصه ، والجهاز الدورى يوزعه على أنحاء الجسم حيث يأخذ كل نسيج حاجته ، ويختزن الباقى كاحتياطى استراتيجى فى الكبد والنسيج الهنى فى مختلف أنحاء البدن ، وترتوى الخلايا بالماء الممتص بالغذاء.. لكنها لا تختزنه لفترة طويلة.زبل إنها تستطيع أن تنتجه عن طريق أحتراق الغذاء حيث يتأكسد إلى غاز ثانى أكسيد الكربون وماء .
والجهاز التنفسى يمد الجسم بالكسجين اللازم للإحتراق فى الأنسجة ويخلصه من ثانى أكسيد الكربون الناتج عن تأكسد الغذاء ، والكليتان تخلصان الجسم من الماء الزائد والفضلات القابلة للذوبان فى الماء .
وهكذا يوجد توازن دقيق بين معدلات الأداء والانتاج والاستهلاك فى أعضاء الجسم المختلفة مما يؤدى إلى تحقيق حالة ثبات الوسط الداخلى ، وبالتالى نجد دائما منسوب السكر والدهون والأملاح ودرجة الحموضة والقلوية وضغط غاز الأكسجين وثانى أكسيد الكربون الذائب فى الماء ، بل ودرجة الحرارةفى سوائل الجسم فى حالة ثبات مستديم لا تشوبها سوى تذبذبات بسيطة تعمل كمؤثر لتنشيط الآليات الخاصة التى تعيد الإستقرار دائما إلى الوضع الطبيعى ، ولا يختل هذا التوازن إلا فىحالتين .. عند المرض وعند الإسراف فى التعرض للضغوط.. والمريض معفى دينيا من الصيام ، والمسلم قادر على الصيام بسهولة ويسر إذغ تجنب الإسراف فى التعرض للضغوط.... وبيان ذلك يتضح فيما يلى :
1 - يحتوى الكبد على قدر من النشا الحيوانى " الجليكوجين " يقدر بعدة مئيات من الجرامات وهو قابل للتحول إلى سكر يدخل الدم ليتوزع على انحاء الجسم ويكفى الإنسان لمدة ما يقرب من نصف يوم .
2 - يختزن الجسم قدرا من الدهون يكفيه وقودا لمدة اسبوع واكثر :.
3 - يختزن الجسم قدرا من البروتينات على هيئة مخزون غذائى ، ويمن استدعاؤها على وجه السرعة لتستخدم كوقود فى حالة الحاجة
4- يظل منسوب الأملاح ثابتا فى الجسم لفترة طويلة مالم يتعرض الإنسان لحارة جو لفترة طويلة او لمجهود غير عادى يتسبب فى عرق غزير .
5 - يتكون اثناء عملية الإحتراق فى الجسم ما يقرب من ربع لتر من الماء فى اليوم ، بالإضافة إلى القدر من الماء الذى يتناوله الإنسان فى الطعام والشراب .
مما سبق يتبين لنا انه لا يحدث تغير كبير فى الجسم أثناء صيام رمضان يقتضى الإحساس بالجوع او العطش تحت الظروف العادية المعتادة
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا " لماذا يشعر الإنسان با لجوع فى رمضان أو فى غير رمضان ؟ "
وللإجابة ..لا بد من تفهم وظائف أجزاء معينة من الجهاز العصبى المركزى وبصفة خاصة أجزاء من قشرة المخ الرمادية ، وجزء معين عند قاعدة المخ يعرف - بتحت المهاد - يحتوى على مركزين للإطعام والشبع .. فعندما تخلوا المعدة من الطعام " الغذاء " تبعث بأشارة حسية إلى قشرة المخ الرمادية لتثير إحساسا بالجوع ، ويذكى ذلك إنخفاض منسوب السكر فى الدم الذى ينشط مستقبلات كيميائية خاصة فى منطقة - المهاد - فتثير مركز الإطعام ، فاذا تناول الإنسان الطعام وامتلأت معدته وبدأ الهضم والإمتصاص ، ويأخذ منسوب السكر فى الد فى الإرتفاع فتسكن تلك المثيرات وينشط مركز الإشباع فيثبط الإحساس بالجوع .
ومن العجيب ان الإفراط بالطعام يساعد بعد فترة قصيرة لا تتجاوز ساعتين على الإحساس بالجوع !! لأن الإفراط بالطعام ينشط افراز هرمون الأنسولين من غدة البنكرياس ليحرق السكر الزائد فى الدم.. ولكن زيادة افراز هرمون الأنسولين يؤدى غلى إنخفاض السكر فى الدم بعد ساعتين مما يؤدى إلى الإحساس بالجوع من جديد .
هكذا فان الإفراط فى الطعام فى - طعام السحور - يكون سببا فى الإحساس بالجوع اثناء الساعات الأولى من الصباح الباكر فى رمضان ، وبالتالى من الطبيعى ان يحس بعض الناس بالجوع فى الأيام الأولى من رمضان لإختلاف مواعيد الطعام ، وبمرور الوقت تتكفل الساعة البيولوجية فى الجسم بتعديل مواقيتها حسي النظام الجديد لتناول الطعام فى رمضان .
وهناك دور العناية الربانية التى تحف بالصائم وتيسر عليه كل أمر عسير فتمضى به أيام رمضان فى صفاء روحى وسمو بالنفس فوق شهوات البدن .
الأخوات والأخوة الكرام
هذه هى الزهرة - الأولى -
ولنا لقاء خلال هذا الشهر الكريم فى زهرة أخرى ،، إلى اللقاء
تحيتى
