لماذا الإفطار على التمر ؟؟؟
في نهاية يوم الصوم- يهبط مستوى تركيز السكر في الدم، وهذا
يقلل بدوره من تغذية الجسم وأعضائه كالعضلات وقل المخزون الجسمي من السكر
اللازم لتغذية الخلايا المحتاجة له ويعتد الجسم عندئذ على عمليات أخرى
يلجأ إليه لتعويض النقص ولتلبية حاجات الجسم المختلفة من السكر الذي يشكل
مصدراً مهما للطاقة في الجسم.
لذلك فإمداد الجسم السريع بالسكر في هذا الوقت له فوائد جمَّة؛ إذ يرتفع
تركيزه بسرعة في الدم فور امتصاصه، ويدخل إلى خلايا الكبد أولاً ثم خلايا
المخ، والدم، والجهاز العصبي، والعضلي، وجميع الأنسجة الأخرى، التي هيأها
الله (تعالى)؛ لتكون السكريات غذاؤها الأمثل والأيسر للحصول منها على
الطاقة.
وتتوقف عنئذ العمليات الأخرى التي يقوم بها الجسم لتعويض الفاقد ، فيقطع
الطريق على تكوُّن الأجسام الضارة، وتزول أعراض الهمود، والضعف العام،
والاضطراب البسيط في الجهاز العصبي إن وجدت لتأكسد كميات كبيرة من الدهون،
كما يوقف تناول السكر عملية تصنيعه في الكبد؛ فيتوقف هدم النسيج الكبدي،
وبالتالي المحافظة على الجسم.
ويعتبر التمر من أغنى الأغذية بالسكر المفيد للجسم، وبالتالي فهو أفضل
غذاء يقدم للجسم حينئذ؛ إذ يحتوي على نسبة عالية من السكريات، تتراوح ما
بين (75- 87%)، أهمها سكر يسمى الجلوكوز والفركتوز ، علاوة على نسبة من
البروتينيات والدهون وبعض الفيتامينات، أهمها: أ، وب2، وب12، وبعض المعادن
الهامة، أهمها: الكالسيوم، والفوسفور ، والبوتاسيوم، والكبريت، والصوديوم،
والماغنسيوم، والكوباليت، والزنك، والنحاس، والمنجنيز.
ويتحول الفركتوز إلى جلوكوز بسرعة فائقة، ويُمتَّص مباشرة من الجهاز
الهضمي؛ ليروي ظمأ الجسم من الطاقة، وخصوصًا تلك الأنسجة التي تعتمد عليه
أساسًا: كخلايا المخ، والأعصاب، وخلايا الدم الحمراء، وخلايا نقي العظام.
ونتيجة لوجود هذه المكونات يمكننا إحصاء بعض الفوائد المهمة لتناول التمر منها:
• تنشيط الحركة الدودية للأمعاء.
• تأمين الطاقة للجسم وترشيد إستعمالها.
• الفيتامينات التي يحتوي عليها التمر لها دور فعَّال في عمليات التمثيل الغذائي ،ولها أيضًا تأثير مهدئ للأعصاب.
• للمعادن دور أساسيّ في تكوين بعض الأنزيمات الهامة في عمليات الجسم
الحيوية، ودور حيوي في عمل البعض الآخر، كما أن لها دورًا هامًّا في
انقباض وانبساط العضلات والتعادل الحمضي- القاعدي في الجسم، فيزول بذلك أي
توتر عضلي أو عصبي، ويعم النشاط والهدوء والسكينة سائر البدن.
وعلى العكس من ذلك لو بدأ الإنسان فطره بتناول المواد البروتينية، أو
الدهنية؛ فهي لا تمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم والتحلل، ولا تؤدي
الغرض في إسعاف الجسم لحاجته السريعة من الطاقة، فضلاً على أن ارتفاع
الأحماض الأمينية في الجسم نتيجة للغذاء الخالي من السكريات، أو حتى الذي
يحتوي على كمية قليلة منه، يؤدي إلى هبوط سكر الدم.
لهذه الأسباب يمكن أن ندرك الحكمة في أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بالإفطار على التمر!
فعن سلمان بن عامر (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
"إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور"
(رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح).
وعن أنس (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفطر قبل
أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا
حسوات من ماء. (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن)
منقول