هذا مشروع كتيب عزمت على كتابته وتوكلت على الله في جمعه وتنقيحه راجيًا من العلي القدير أن يغفر لي به ...ويتضمن الكتيب هذا:
.
.المقدمة.
1.مكانة اللغة العربية:
ا. "أصل اللغة العربية"
ب. مكانة اللغة العربية:
1.العصر الجاهلي وما قبل الإسلام
2. العصر الإسلامي
ا.مميزات اللغة العربية
ب.أثر اللغة العربية في باقي اللغات
ج.مسألة اللحن في اللغة العربية
د.عداوة اللغة العربية
3.العصر العباسي
4.في الأندلس:
ا.نبذة عن فتح الأندلس
ب.أبرز أعلام الأدب في الأندلس
5.عصر بني أيوب والمماليك:
ا.أبرز أعلام الأدب في العصر المملوكي
6.العصر العثماني:
ا.نبذة تاريخية
ب.تأسيس الدولة العثمانية
ج.فتح القسطنطينية
د.صور من اهتمام السلاطين بالعربية والشريعة
هـ.الأدباء والعلماء في العصر العثماني
*العلامة طاش كبرى زاده
*سيرة بعض الأدباء والعلماء
7.تدهور اللسان العربي وظهور الحركات القومية والوطنية :
ا.ظهور الحركات القومية والوطنية
ب.فصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية
ج.أثر القومية ولوطنية في تدهور اللسان العربي
*في مصر
*في بلاد الشام
*في المغرب العربي
8.خطة أعداء اللغة العربية في القضاء عليها.
ا.الإستشراق:الهجوم على العقيدة والشريعة الإسلامية,والهجوم على اللغة العربية,لغة القرآن.
ب.اللهجات العربية قديمًا وحديثًا ,
ج.الخطوات العملية للنهوض بالفصحى
د.التعريب
9. أشهر أعداء اللغة العربية:
ا.من العرب
ب.من الغرب
10.الخاتمة
اللغة العربية,لغة حية ولن تموت!
المقدمة
الإنسان يصبح عدوًا لإنسان آخر أو لشئ لسبيين:
1.جهله به وعدم معرفته على حقيقته ,وعدم معرفة قوته أو ضعفه
2.معرفته به جيدًا ومعرفة مدى قوته وسر منعته
واللغة العربية قد جمعت بين هذين الصنفين من الأعداء, وشر البلية أن جل
أعداء اللغة العربية لجهلهم بها وعدم معرفتهم لها على حقيقتها وعدم معرفة
قوتها هم العرب أنفسهم, والقسم الآخر من غير العرب ومن غير المسلمين, وهم
القسم القليل,وجل أعداء اللغة العربية والذين هم على معرفة بها وحقيقتها
ومدى قوتها وسر منعتها هم غير العرب وغير المسلمين, ولكل منهم شأنه وغرضه
من البغض والكراهية....ولا يخفى عليكم شأن وغرض غير العرب وغيرالمسلمين من
بغضهم للغة العربية!!
مكانة اللغة العربية:
كل لغة لها مكانتها عند أهلها وناطقيها,وكل قوم يفخربلغته حتى ولوكانت
بدائية,فكل إنسان يبدع في لغته فتتدفق المشاعر وتتداعى الأفكار وتنساب
الألفاظ,والذي يزيد ويرفع من مكانة اللغة أي لغة هو إتساع رقعة نفوذها
وكثرة عدد متكلميها وإرتفاع الإقبال على أستعمال ألفاظها,وهذه الأمور تعود
الى سببين:
1.القوة المادية
2.القوة المعنوية.
أما القوة المادية فهي تتمثل في القوة العسكرية والإحتلال وبسط السيطرة
والنفوذ على البلدان وجعل لغة البلد هي لغة المنتصر,بل وإجبار السكان
الأصليين على التخاطب بلغة المحتل,كما حصل في الماضي مع الإمبراطورية
الرومانية,وكذلك المستعمرات البريطانية في إفريقيا واسيا,وكما حدث في
أمريكا مع الهنود السكان الأصليين للبلاد.
وأما القوة المعنوية فهي تتمثل في قوة اللغة نفسها وبلاغتها ورقتها وجمال
ألفاظها وتفوقها أدبيًا أو علميًا أو دينيًا, أو كلها مجتمعة...فمثلًا
اللغة الفرنسية تفوقت على غيرها من لغات أهل الغرب في أدبها حتى كادت أن
تصبح لغة الغرب الأدبية لغزارة مفكريها وأدبائها,واللغة الإنكليزية قد
تفوقت على أقرانها علميًا فأصبحت لغة العالم العلمية,واللغة اللاتينية
والتي أصبحت أشبة ما تكون اللغة الدينية للنصارى ...
وأما اللغة التي أجتمعت فيها كل هذه الأمور هي اللغة العربية فقد تفوقت
على غيرها من اللغات في البلاغة والأدب وكانت حتى عهد ليس ببيعد لغة
العالم العلمية وكانت وما زالت لغة الدين لكل المسلمين على إختلاف
جنسياتهم وتباين لغاتهم الأصلية,فتجد العربي القح الضارب في البداوة يتكلم
العربية ويستعملها في القيام بالفرائض والواجبات الإسلاميةووكذلك تجد
المسلم الأدونيسي والإيراني والباكستاني والهندي والإفريقي,والدين كونه
يمس شفاف القلوب ويسمو بصاحبه روحيًا جعل منه الدافع والوازع في تعلم
اللغة العربية والإقبال عليها بل والإبداع فيها,وتاريخ الأمة الإسلامية
يحفل بعلماء اللغة العربية من أصل غير عربي ,وجعل من المسلمين على إختلاف
لغاتهم يتألقون في دراسة اللغة العربية وبلاغتها والتفاني في صونها
وحمايتها وحمل لوائها في كل الأمصار.
يمكننا أن نقسم مكانة اللغة العربية الى قسمين:
1.مكانتها في العصر الجاهلي وما قبل الإسلام
2.مكانتها في العصر الإسلامي,وفي شقي العالم(الشرق والغرب(الأندلس).
مكانة اللغة العربية في العصر الجاهلي:
لم تكن للغة العربية قبل الإسلام أي مكانة عالمية أو أثر ذي بال ,إلا أنها
كانت بين أهلها أوسع وأكبر وسيلة إتصال وكانت لها مكانة في نفوسهم حتى
أنهم أقاموا أسواقًا للشعر يتفاخرون ويتبارون فيها ويتبادلون فيها الخبرات
وكل ما هو جديد من شعر او نثر او خطابة, وكان لهم حكام يفصلون بين
المتنافسين، من أشهرهم النابغة الذبياني الذي كانت تضرب له قبة حمراء من
أدَم فيحكم بين الشعراء. ومن الحكام أيضًا أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة
والأقرع بن حابس وعامر بن الظَّرِب وعبد المطلب وأبو طالب وصفوان بن أمية
وغيرهم.
أشهر أسواق العرب في الجاهلية حتى ظهور الإسلام سوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وسوق مَجنَّة، والمربد.
مكانة اللغة العربية في العصر الإسلامي:
بعد أن انتشر الإسلام وجاءت الفتوحات الإسلامية تترى ودخل غير العرب في
الإسلام إتسع إستعمال اللغة العربية بين أفراد الأمة الواحدة,وأصبحت هي
اللغة الوحيدة والمفضلة للتخاطب,وبفعل العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية
تربعت اللغة العربية على عرش اللغات وتوجّت عليها ملكًا,ثم أصبحت لها
مكانتها في نفوس الأمة وتقلدت الصدر في العلم والأدب والسياسة وكل مرافق
الحياة أكثر من عشرة قرون من الزمن دون منازع ,وهذا ما لم يحصل للغة من
قبل.
اللغة العربية لها مميزات لا توجد في باقي اللغات فإستأثرها الله سبحانه
وتعالى في تنزيل القرآن,فأنزل القرآن بلسان عربي مبين,يقول الله تعالى:"
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ",ويقول رب العزة:" قُرآناً عَرَبِيّاً
غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ",ويقول سبحانه وتعالى:"
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً".