كان لي مواقف متعددة مع مدراء بمواقع مختلفة وحسب ما تقتضيه الحاجة
فمنهم ما كنت أرى فيه الحزم واللين في وقت واحد والاخذ بالرأي والرأي الآخر
والنظرة الثاقبة فينظرون للامور من وجهات متعددة، وحسن التعامل والاستقبال
ناهيك عن الاحساس بهموم الآخرين ومشاركتهم إياهم . هؤلاء يتصفون بنظرة
مستقبلية واعدة للارتقاء بالمؤسسة ومن فيها ، في سبيل إنجاح العمل الجماعي
مبتغيا بذلك وجه الله الكريم، هذا النوع ترتاح معه وتحب مواصلة العمل معه في الليل
والنهار ونسعى بشتى الطرق والوسائل لإبقائه في المؤسسة
ولكن على النقيض من ذلك نجد المدير الاعتباطي المتواكل ، الذي يفضل نفسه في
كل المواقف، معتقدا بذلك أن المؤسسة من أملاكه الخاصة ، فيجول بها كيفما يشاء
متناسيا المصلحة العامة ، فلا يأخذ برأي أحد الا قلة من حاشيته هدفهم من وراء ذلك
الوصول الى مغزاهم وأهدافهم مطبقا بذلك المثل القائل ( جمعة مشمشية) مستغلا
موقعه للحصول على مآربه، وهذا النوع يصعب التعامل معه وتضيع لدية الطاقات وتفتر الهمم
ويهدر المال العام ، هؤلاء لا تستطيع مواجهتهم فنسعى الى التخلص منهم بكل الطرق
فالاداري الناجح لا بد أن يتحلى بالصبر والحلم والحزم واللين والعدل في أحكامهم فيأخذ
بالمشورة بما تقتضيه المصلحة العامه وفيما يرضي الله ، فيكون قيادي ناجح يرتقي بمؤسسته
ويسمو بها متناسيا مصلحته الشخصية
وعادة يقوم المدير بتنصيب مساعدين له لإنجاح الامور الادارية ولخدمة المؤسسة
للقيام بالعمل بروح الفريق الواحد، ولكن أحيانا ربما لا يكون الاختيار لهم حسب
الافضلية ، ولكن ناظرا بذلك المصلحة العامة ولإعتبارات خاصة من الصعب الخوض
فيها، الا أننا في النهاية نجزم بأن المصلحة العامة وأبتغاء مرضاة الله فوق الجميع
وهذا ما قام به إخواننا وأخواتنا وأساتذتنا معنا في منتدانا العزيز ، فوجئنا بما حملنا من
مسؤولية أمام الله وأمام الجميع وقبل ذلك أمام أنفسنا ، بالرغم من محاولتنا جميعا التنحي
عن ذلك أكثر من مرة ألا أنه لم يقبل منا ذلك
واليوم ونحن بين أيديكم نعمل معا وفي خدمتكم ونتقبل النقد بصدر رحب وبروح رياضية
عالية ، فلكم أنتم فقط أن تبعدونا عن الادارة جانبا وهذا حق لكم أن رأيتم منا ما لا يرضي
الله أو يخالف المصلحة العامة. سائلين الله العلي القدير أن يوفقنا وأياكم لمرضاة رب العالمين
أخوكم/ عبد الودود