مابين حصار رشيد 1807الى حصار غزه2008 .!
بقلم : دون فيتو
07.01.09
تدعونا مانسمع ونرى الان من اساطير البطوله
والفداء التى يسطرها الابطال المحاصرون فى غزة الى تذكرمواقف مشابهه من
الكفاح ضد الاستعمار من اجل الحق ومن اجل الحريه وحقوق البشر فى الحياة ،
وتثبت لنا ان التاريخ يعيد نفسه وان عقلية العدو واحده على مر العصور مهما
تغيرت اشكاله والوانه وبأن اخطأونا او اخطأوه هى دأئما نفسها ويكسب هو من
تعلم من اخطائه ويخسر من لم يتعلم منها . فمن ينشغل ذهنه وهو فى ميادين
الوغى بالامور السياسيه وامكن اخراجه من دورة المعارك واستدراجه الى طاولة
المفاوضات سوف يخسر حتما ويفقد ما تم انجازه بالدم والدموع فى ميدان
القتال. ويثبت لنا تاريخ الحروب بين امتنا والاستعمار ، على الاقل فى
المائة سنه الاخيره ، دوما اننا فقدنا كل او جزء مما تم الحصول عليه
بالقتال والدفاع عن ارضنا ، على طاولة المفاوضات . وقد حدث امر مشابه لما
يحدث الان على ارض غزه ، لعل العبر تفيدنا فما ان خرج السفاح بونابرته فى
نهاية القرن الثامن عشر من مصر مهزوما يجر اذيال الخيبة العار وذلك بفضل
المقاومة الشعبيه ، حتى حاولت بريطانيا بعد ذلك بسنوات قليله نفس المحاوله
فتمكنوا بالخداع و بالتواطئ مع بعض العثمانيين فى الميناء من النزول فى
17مارس1807 بقيادة الجنرال فريزر فى الاسكندريه وبقى هناك وارسل حمله من
عدة الاف من الجنود لاحتلال مدينة رشيد وحاولو ان يشقوا طريقهم شرقا اليها
حيث تعد مفتاح النيل من الغرب حتى يمكنهم من تسيير مراكبهم بطول الوادى.
ووصل
الجنرال ويكوب قائد حملة رشيد على راس قوة من الاف من الجند بمعداتهم
ومدافعم واليات ذلك العصر والتى كانت تفوق بمراحل ماكان يملكه اهالى رشيد
فى ذلك الوقت ، وصل الى اسوارالمدينه صباح 31 مارس ولم تكن القوه العسكريه
المصريه فيها تزيد عن سبعمائة جندى ، وصمم اهالى رشيد مع الجنود على
الدفاع عن مدينتهم حتى الموت واقسموا ان لن يدخلها الانجليز وفيهم عرق
ينبض ولم يحاولوا التفاوض معه. وصارت المدينه كخلية من النحل فلم يكن هناك
فرد واحد الا وكان عليه دور يؤديه ان كان رجلا او امراة وتم تقسيم المهام
بعد ان اختاروا قيادة موحده. وعندما لاحت ارطال العدو المجرم كانوا قد
هيئوا خطة لاستقباله فتظاهروا بالانسحاب وتسليم المدينه للغزاة حقنا
للدماء! .
ودخل العدو المدينه
ولم يجد بها احد فالطرقات كانت مقفرة والبيوت مغلقه وعلى البعد شاهدوا
المئات من السكان يحملون امتعتهم وركابهم فى طريقه الى المدن المجاوره ن
فابتلع العدو كالعادة الطعم واطمانوا ودخلو المدينه كالظافرين وكان شعورهم
بلذة النصر الرخيص قد اعماهم فتفرقوا فى شوارعها ودروبها وضربت ترمبيطة
الاسترتخاء والراحه ، واتجه بعض الجند كالعادة الى النهب والسلب ومحاولة
فتح البوت المغلقه والمدينه فى سكون ، وفى تلك اللحظه وبعد اعطاء شارة
البدء بالمقاومة والقتال ، انفتحت الابواب والشبابيك وكأنما انفتح على
الغزاة المجرمين ابواب جهنم وتعمد المقاومين اثارة الاصوات المدويه لادخال
الرعب والفزع فى قلوب الجند فكانت الدفوف والصراخ والصياح وتكبيرات الله
واكبر مصاحب لهجوم الاهالى الذين خرجوا من خلف الابواب من كل حاره ومن كل
درب وقفزوا على جنود الاعداء من فوق الاسطح وخرجوا لهم من الاركان ومن تحت
الارض ، ورجع على عقبيه اولئك الذين تظاهروا بترك المدينه مسرعين وقد
تخففوا من عزالهم التمويهى وركابهم وهجموا على المجرمين الانجليز بالسيوف
والسكاكين والفئوس والعصى وقطع الحجاره والنساء يصبون عليهم الزيت المغلى
من الاسطح والشبابيك ـ الزيت الذى لم يكن ثمنه مرتفعا فى تلك الايام كما
هو اليوم ـ وانهارت القوه الانجليزيه وافنوها وقتل قائد الحمله الجنرال
ويكوب . وتمكن الذين فروا بجلودهم من العلوج من الوصول الى المجرم الكبير
والخائب القائد العام الجنرال فريزر فى الاسكندريه الذى يحكى انه كاد
ينفجر من هول الصدمه وشرب زجاجه كامله من السكوتش فى ذلك المساء وكان يصيح
ويصرخ ويقول كيف يمكن لمجموعه من المقاومين ومعم سبعمائة جندى ان يهزموا
الجيش الانجليزى ويصرعوا قائدة لابد من الانتقام لشرف انجلترا وكأنما شرف
انجلترا قائم على السطو والنهب وقتل الاطفال والنساء وفقد الانجليزى بروده
وعندما يفقد برودة تبداء اخطاوه ثم هزيمته.
وجهز
الجنرال فريزر على الفور جيشا ضخما للانتقام وزوده بكل مايملك من مدافع
وذخائر وقنابل وكل معدات القتال المختلفه فى ذلك الزمن .
وزحف
جيش الانتقام الانجليزى مرة اخرى باعداد ضخمه هذه المره فى اتجاة المدينه
الصغيره والتى اعتقد انه لاتتعدى مساحة غزه اليوم وضرب عليها حصارا خانقا
من كل الجهات ولم يكن هناك منفذ الا على النيل واخذت مدافع الامبراطوريه
العظيمه والتى لاتغرب عن فظائعها الشمس تقصف المدينه بالمدافع ليل نهار
أياما طويله وطلب منهم كأى كاوبوى غبى جلف ، التسليم وان يخرج الرجال
والشباب رافعين ايديهم فرفضوا ـ وكان التعس مثله مثل اى مجلرم اخر على
شاكلته ينوى ذبحهم جميعا انتقاما للحمله الاولى التى افنوها كاملة وهذا
مافعله المجرم بونابرتي عندما اعدم ستة الاف مقاتل من الذين استسلموا له
فى عكا خارقا كل العهود والمواثيق الانسانيه باسم الحريه والمساواة
والاخوه . ولو كان اهل رشيد قد فاوضوا او استسلموا لتغير التاريخ ومعناة
ان مدينه واحدة فى بلد كبير صامدة من شأنها ان تغير المعادله والمسار كله
التى قامت على اساسها الحرب فى القطر كله . ولكن اهل رشيد لم يستسلموا
وردوا علية بوابل من الرصاص وكان من فتيانها من يسبح تحت ماء النيل ليصل
خلف خطوط الانجليز فيضرب معسكراتهم ويحرقها ويختطف جنوده وقامت معهم
مجموعات اخرى من الفدائين والاهالى من القرى والمدن الاخري فقطعوا عن
العدو خطوط التموين واضرموا النيران فى خيامه ليلا وتمكنوا من الاستيلاء
على اسلحة جنوده وتخريب المدافع التى تطلق على المدينه واستطاع فدائيون من
داخل المدينه المحاصره من شق الارض والرمال والتقدم فى اتجاة العدو تحت
وابل القصف غير عابئين بالموت والجروح وبمساعدة اخرين خلف خطوط العدو،
تمكنوا من الحصول على مدفعين وسحبوهما بعيدا واخذوا يقذفون قنابلها على
الجيش الانجليزى
الذى بدات معنوياته برغم
فارق القوه فى الانهيار . ورتبوا مكيده وابتعدوا عن المدفعين فى الصباح
وارسل الانجليز مجموعه من 250جندى بقيادة احد الجنرالات ليستولى على
المدافع ولما اقتربوا من المكان خرج لهم الفدائين من تحت الارض وهجموا
عليهم وفى ذات اللحظه هجم الاخرون على القوه التى تحاصر المدينه وقد قاموا
بشطرها بهذه الطريقه الى نصفين وعادت بصعوبه بقية القوه التى كانت تريد
المدفعين وامكن حصارهم فى مكان واحد واتحدت قوه الاهالى مع الفدائيين.
ودارت رحى الحرب بين قوات غير متكافئه تماما كما يحدث الان فى غزه ورغم
ذلك لم ياتى مساء 21 ابريل1807 الا وكانت قوات الجيش الانجليزى قد فنيت عن
بكرة ابيها ولم ينج ناج واحد وكانت هزيمه منكره تلتها هزائم اخرى حتى جلا
ماتبقى منهم عن البلاد جميعا فى سبتمبر من نفس العام يحملون العار المجلل
والمذله ، ولم يحدث ذلك سوي بصمود مدينه صغيرة اسمها رشيد سطرت اعظم ايات
النضال . كان كل طفل وشاب ورجل وامراءه يحارب ويدافع عن ارضه وعرضه وضحوا
بالكثيرولم يستسلموا ابدا حتى قضوا على جيش الاعداء جنود الامبراطوريه
التى لاتغرب عنها الشمس.
وظلت
انجلترا تحلم باحتلال مصر خمسة وسبعون سنه حتى اتيح لهم ذلك فى العام
1882بالغدر والخيانه عندما اكد القناصل الغربيين للجنرال احمد عرابى قائد
الجيش المصرى بان الانجليز لايمكن ان ياتوا من قناة السويس لانها طريق
ملاحة حيادى ودولي ولايمكنهم ان يخرقوا المعاهدات الدوليه فوثق الرجل فى
كلامهم ولم يدر بخلده ان القناصل واصحاب اللياقات البيضاء يمكن ان يكون
لاكلمه لهم ولاشرف ، ولذلك اتجه بجيشه ينتظرهم فى الاسكندريه والبحيرة
فاذبهم يأتوا فعلا من قتاة السويس كما اعتقد ودل جيش الاعداء بعض عربان
الصحراء على الطرق بالمشاعل وقناديل الزيت ، وتواطئ الخديو توفيق مع
الانجليز لتثبيت حكمه. ولو كان احمد عرابى لم يستمع الى هؤلاء او هولاء
لتغير وجه التاريخ ،فقد كان يريد ردم قناة السويس وكان يعرف انها الممر
الذى سياتى منه الخطر. وعندما يستمع قائد فى الحرب الى السياسين غالبا
مايخسر المعركه. ولكن عندما يصم اذنيه عن اكاذيب ومهاترات السياسين
والمفاوضين والخونه ويركز على عملة كقائد يدير شئون الدفاع عن البلاد
وشئون الهجوم والمقاومه حتى يجلو العدو عن الديار فهو منتصربأذن الله!
[/center]بقلم : دون فيتو
07.01.09
تدعونا مانسمع ونرى الان من اساطير البطوله
والفداء التى يسطرها الابطال المحاصرون فى غزة الى تذكرمواقف مشابهه من
الكفاح ضد الاستعمار من اجل الحق ومن اجل الحريه وحقوق البشر فى الحياة ،
وتثبت لنا ان التاريخ يعيد نفسه وان عقلية العدو واحده على مر العصور مهما
تغيرت اشكاله والوانه وبأن اخطأونا او اخطأوه هى دأئما نفسها ويكسب هو من
تعلم من اخطائه ويخسر من لم يتعلم منها . فمن ينشغل ذهنه وهو فى ميادين
الوغى بالامور السياسيه وامكن اخراجه من دورة المعارك واستدراجه الى طاولة
المفاوضات سوف يخسر حتما ويفقد ما تم انجازه بالدم والدموع فى ميدان
القتال. ويثبت لنا تاريخ الحروب بين امتنا والاستعمار ، على الاقل فى
المائة سنه الاخيره ، دوما اننا فقدنا كل او جزء مما تم الحصول عليه
بالقتال والدفاع عن ارضنا ، على طاولة المفاوضات . وقد حدث امر مشابه لما
يحدث الان على ارض غزه ، لعل العبر تفيدنا فما ان خرج السفاح بونابرته فى
نهاية القرن الثامن عشر من مصر مهزوما يجر اذيال الخيبة العار وذلك بفضل
المقاومة الشعبيه ، حتى حاولت بريطانيا بعد ذلك بسنوات قليله نفس المحاوله
فتمكنوا بالخداع و بالتواطئ مع بعض العثمانيين فى الميناء من النزول فى
17مارس1807 بقيادة الجنرال فريزر فى الاسكندريه وبقى هناك وارسل حمله من
عدة الاف من الجنود لاحتلال مدينة رشيد وحاولو ان يشقوا طريقهم شرقا اليها
حيث تعد مفتاح النيل من الغرب حتى يمكنهم من تسيير مراكبهم بطول الوادى.
ووصل
الجنرال ويكوب قائد حملة رشيد على راس قوة من الاف من الجند بمعداتهم
ومدافعم واليات ذلك العصر والتى كانت تفوق بمراحل ماكان يملكه اهالى رشيد
فى ذلك الوقت ، وصل الى اسوارالمدينه صباح 31 مارس ولم تكن القوه العسكريه
المصريه فيها تزيد عن سبعمائة جندى ، وصمم اهالى رشيد مع الجنود على
الدفاع عن مدينتهم حتى الموت واقسموا ان لن يدخلها الانجليز وفيهم عرق
ينبض ولم يحاولوا التفاوض معه. وصارت المدينه كخلية من النحل فلم يكن هناك
فرد واحد الا وكان عليه دور يؤديه ان كان رجلا او امراة وتم تقسيم المهام
بعد ان اختاروا قيادة موحده. وعندما لاحت ارطال العدو المجرم كانوا قد
هيئوا خطة لاستقباله فتظاهروا بالانسحاب وتسليم المدينه للغزاة حقنا
للدماء! .
ودخل العدو المدينه
ولم يجد بها احد فالطرقات كانت مقفرة والبيوت مغلقه وعلى البعد شاهدوا
المئات من السكان يحملون امتعتهم وركابهم فى طريقه الى المدن المجاوره ن
فابتلع العدو كالعادة الطعم واطمانوا ودخلو المدينه كالظافرين وكان شعورهم
بلذة النصر الرخيص قد اعماهم فتفرقوا فى شوارعها ودروبها وضربت ترمبيطة
الاسترتخاء والراحه ، واتجه بعض الجند كالعادة الى النهب والسلب ومحاولة
فتح البوت المغلقه والمدينه فى سكون ، وفى تلك اللحظه وبعد اعطاء شارة
البدء بالمقاومة والقتال ، انفتحت الابواب والشبابيك وكأنما انفتح على
الغزاة المجرمين ابواب جهنم وتعمد المقاومين اثارة الاصوات المدويه لادخال
الرعب والفزع فى قلوب الجند فكانت الدفوف والصراخ والصياح وتكبيرات الله
واكبر مصاحب لهجوم الاهالى الذين خرجوا من خلف الابواب من كل حاره ومن كل
درب وقفزوا على جنود الاعداء من فوق الاسطح وخرجوا لهم من الاركان ومن تحت
الارض ، ورجع على عقبيه اولئك الذين تظاهروا بترك المدينه مسرعين وقد
تخففوا من عزالهم التمويهى وركابهم وهجموا على المجرمين الانجليز بالسيوف
والسكاكين والفئوس والعصى وقطع الحجاره والنساء يصبون عليهم الزيت المغلى
من الاسطح والشبابيك ـ الزيت الذى لم يكن ثمنه مرتفعا فى تلك الايام كما
هو اليوم ـ وانهارت القوه الانجليزيه وافنوها وقتل قائد الحمله الجنرال
ويكوب . وتمكن الذين فروا بجلودهم من العلوج من الوصول الى المجرم الكبير
والخائب القائد العام الجنرال فريزر فى الاسكندريه الذى يحكى انه كاد
ينفجر من هول الصدمه وشرب زجاجه كامله من السكوتش فى ذلك المساء وكان يصيح
ويصرخ ويقول كيف يمكن لمجموعه من المقاومين ومعم سبعمائة جندى ان يهزموا
الجيش الانجليزى ويصرعوا قائدة لابد من الانتقام لشرف انجلترا وكأنما شرف
انجلترا قائم على السطو والنهب وقتل الاطفال والنساء وفقد الانجليزى بروده
وعندما يفقد برودة تبداء اخطاوه ثم هزيمته.
وجهز
الجنرال فريزر على الفور جيشا ضخما للانتقام وزوده بكل مايملك من مدافع
وذخائر وقنابل وكل معدات القتال المختلفه فى ذلك الزمن .
وزحف
جيش الانتقام الانجليزى مرة اخرى باعداد ضخمه هذه المره فى اتجاة المدينه
الصغيره والتى اعتقد انه لاتتعدى مساحة غزه اليوم وضرب عليها حصارا خانقا
من كل الجهات ولم يكن هناك منفذ الا على النيل واخذت مدافع الامبراطوريه
العظيمه والتى لاتغرب عن فظائعها الشمس تقصف المدينه بالمدافع ليل نهار
أياما طويله وطلب منهم كأى كاوبوى غبى جلف ، التسليم وان يخرج الرجال
والشباب رافعين ايديهم فرفضوا ـ وكان التعس مثله مثل اى مجلرم اخر على
شاكلته ينوى ذبحهم جميعا انتقاما للحمله الاولى التى افنوها كاملة وهذا
مافعله المجرم بونابرتي عندما اعدم ستة الاف مقاتل من الذين استسلموا له
فى عكا خارقا كل العهود والمواثيق الانسانيه باسم الحريه والمساواة
والاخوه . ولو كان اهل رشيد قد فاوضوا او استسلموا لتغير التاريخ ومعناة
ان مدينه واحدة فى بلد كبير صامدة من شأنها ان تغير المعادله والمسار كله
التى قامت على اساسها الحرب فى القطر كله . ولكن اهل رشيد لم يستسلموا
وردوا علية بوابل من الرصاص وكان من فتيانها من يسبح تحت ماء النيل ليصل
خلف خطوط الانجليز فيضرب معسكراتهم ويحرقها ويختطف جنوده وقامت معهم
مجموعات اخرى من الفدائين والاهالى من القرى والمدن الاخري فقطعوا عن
العدو خطوط التموين واضرموا النيران فى خيامه ليلا وتمكنوا من الاستيلاء
على اسلحة جنوده وتخريب المدافع التى تطلق على المدينه واستطاع فدائيون من
داخل المدينه المحاصره من شق الارض والرمال والتقدم فى اتجاة العدو تحت
وابل القصف غير عابئين بالموت والجروح وبمساعدة اخرين خلف خطوط العدو،
تمكنوا من الحصول على مدفعين وسحبوهما بعيدا واخذوا يقذفون قنابلها على
الجيش الانجليزى
الذى بدات معنوياته برغم
فارق القوه فى الانهيار . ورتبوا مكيده وابتعدوا عن المدفعين فى الصباح
وارسل الانجليز مجموعه من 250جندى بقيادة احد الجنرالات ليستولى على
المدافع ولما اقتربوا من المكان خرج لهم الفدائين من تحت الارض وهجموا
عليهم وفى ذات اللحظه هجم الاخرون على القوه التى تحاصر المدينه وقد قاموا
بشطرها بهذه الطريقه الى نصفين وعادت بصعوبه بقية القوه التى كانت تريد
المدفعين وامكن حصارهم فى مكان واحد واتحدت قوه الاهالى مع الفدائيين.
ودارت رحى الحرب بين قوات غير متكافئه تماما كما يحدث الان فى غزه ورغم
ذلك لم ياتى مساء 21 ابريل1807 الا وكانت قوات الجيش الانجليزى قد فنيت عن
بكرة ابيها ولم ينج ناج واحد وكانت هزيمه منكره تلتها هزائم اخرى حتى جلا
ماتبقى منهم عن البلاد جميعا فى سبتمبر من نفس العام يحملون العار المجلل
والمذله ، ولم يحدث ذلك سوي بصمود مدينه صغيرة اسمها رشيد سطرت اعظم ايات
النضال . كان كل طفل وشاب ورجل وامراءه يحارب ويدافع عن ارضه وعرضه وضحوا
بالكثيرولم يستسلموا ابدا حتى قضوا على جيش الاعداء جنود الامبراطوريه
التى لاتغرب عنها الشمس.
وظلت
انجلترا تحلم باحتلال مصر خمسة وسبعون سنه حتى اتيح لهم ذلك فى العام
1882بالغدر والخيانه عندما اكد القناصل الغربيين للجنرال احمد عرابى قائد
الجيش المصرى بان الانجليز لايمكن ان ياتوا من قناة السويس لانها طريق
ملاحة حيادى ودولي ولايمكنهم ان يخرقوا المعاهدات الدوليه فوثق الرجل فى
كلامهم ولم يدر بخلده ان القناصل واصحاب اللياقات البيضاء يمكن ان يكون
لاكلمه لهم ولاشرف ، ولذلك اتجه بجيشه ينتظرهم فى الاسكندريه والبحيرة
فاذبهم يأتوا فعلا من قتاة السويس كما اعتقد ودل جيش الاعداء بعض عربان
الصحراء على الطرق بالمشاعل وقناديل الزيت ، وتواطئ الخديو توفيق مع
الانجليز لتثبيت حكمه. ولو كان احمد عرابى لم يستمع الى هؤلاء او هولاء
لتغير وجه التاريخ ،فقد كان يريد ردم قناة السويس وكان يعرف انها الممر
الذى سياتى منه الخطر. وعندما يستمع قائد فى الحرب الى السياسين غالبا
مايخسر المعركه. ولكن عندما يصم اذنيه عن اكاذيب ومهاترات السياسين
والمفاوضين والخونه ويركز على عملة كقائد يدير شئون الدفاع عن البلاد
وشئون الهجوم والمقاومه حتى يجلو العدو عن الديار فهو منتصربأذن الله!