[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الكسل آفة قلبية و عائق نفسي يوهن الهمة ، و يضعف الإرادة ، و يقود إلى الفتور .
والكسل : ترك عمل مع أن الإنسان قادر على القيام به و يتركه كسلاً ..
و بمعنى آخر : هو عدم انبعاث النفس للخير مع وجود القدرة على فعله .
فنجد أن الكسول يفقد الحرارة والحماس للعمل فكل عمل ثقيل على نفسه ، و إن قام به يكون مظهرا خال من الروح ، لا نية له فيه .
والسبب أن الباعث عليه لا ينبثق من أعماق الضمير ، والرغبة في حصول الأجر على الأعمال ضعيفة زاهدة خاملة ..
يقول الشيخ ابن حميد في كلامه عن صغر الهمة : ( و أصل ذلك عدم الرغبة والرهبة ، و أصله ضعف اليقين ، و أصله ضعف البصيرة ، و أصله مهانة النفس و دناءتها و استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، و إلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون ) .
فبسبب ضعف الإرادة لا يتمكن الكسول من التغلب على الكسل فهو ضعيف في الإقبال على الطاعات ، ضعيف في مقاومة الشهوات ، و النتيجة هي الخلود إلى الأرض و اتباع الهوى .
و العجز والكسل قرينان ، فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهو العجز ، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل .
و النفس ميالة إلى الكسل و حب الراحة ، يعينها على ذلك الشيطان بوساوسه ، فهو يكره مني ومنك الإيمان و عبادة الله و العمل الصالح ، و من وسائله تثبيط الهمة عن الطاعات ، والوسوسة بما يميل النفس إلى الكسل . و لنقف قليلا عند هذا الحديث العجيب المؤكد لهذا المعنى :
قال صلى الله عليه وسلم : ] يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد . فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ،فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطاً طيب النفس و إلا[ – و لنتأمل جيداً هذه العبارة – ( أصبح خبيث النفس كسلانا ) .
و قافية الرأس : مؤخرة الرأس وقفاه .
علق الشيخ عبد الرزاق البدر في كتابه فقه الأذكار على هذا الحديث فقال :
( الشيطان يعقد على مؤخرة رأس الإنسان عندما ينام ثلاث عقد ، و يضرب على كل عقدة مكانها : عليك ليل طويل فارقد . تخذيلاً و تثبيطاً له ، ونقضاً لهمته و عزيمته فإذا ذكر العبد ربه انحلت عقدة من هذه العقد ، فإذا قام وتوضأ انحلت عقدة ثانية ، فإذا صلى انحلت عنه جميع العقد ، وذهب عنه الكسل ، وارتفعت همته ، و طابت نفسه ، وأصبح نشيطاً حريصا على الخير مقبلاً عليه ، لأنه تخلص من عقد الشيطان ، و تخفف عن أعباء الغفلة و النسيان ، وحصل له الفوز برضا الرحمن ) .
والسؤال : لماذا كان الكسل عيباً ؟
والجواب : لأن فيه تغافل عما لا ينبغي التغافل عنه ، و لأنه يجر إلى الفتور في الأفعال مع الشعور بالسآمة أو الكراهية و العياذ بالله ، وهنا يكون في أشد مراحله الخطرة ، وهي الاتصاف بصفات المنافقين ، إذ لا خطر على النفس مثل أن يكره الإنسان الخير .. وأن يفرط أو يتكاسل في الواجبات .
يقول تعالى عن المنافقين : }إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً{ النساء 142
فهم يقومون إلى الصلاة وهم غير مؤمنين بفائدة الصلاة و جدواها، و إنما مسايرة للمؤمنين لذا فهم كسالى متباطئين ، بنفس غير نشيطة و بدون – وهذا مهم- رغبة صادقة .
لذا فإن الفطن يحذر و يخشى أن هذا الكسل الذي يعتريه و يكون ملازماً له قد يكون بسبب علم الله مافي دخيلة صدره ، فيثبطه الله عنه .. لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الكسل و يقول ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ) .
بل ومن أذكار الصباح والمساء ما يحتوي على تلك الاستعاذة ، وهي معلومة لدى الجميع .
ومن أسبابه إكثار النوم والطعام ... لذا الأولى الحرص على عدم الشبع ، وأن يكون الأكل بنية التقوى على العبادة و الطاعة ، كما كان السلف ، يأكلون ليحيوا ، لا يحييون ليأكلوا .
و للكسل آثار وخيمة منها :
1. يجر إلى التهاون في الفرائض ، فالبداية بالنوافل ، و تدريجياً الفرائض ، فالنتيجة ضعف الهمة ثم سقوطها .
2. يؤدي إلى غلق أبواب التوفيق لأنه يبعد عن الله تعالى بترك العبادات ، فيضعف الإنسان ، ويقع في الغفلة ، و القرب من الله يعطي قوة وهمة و استمرارا ، و زيادة هداية وتوفيق و سداد .
3. إهمال الحقوق و الواجبات ، و تعطيل المصالح الأسرية و الاجتماعية ، بل و الإتكالية على الغير، فالمفسدة لا تكون عليه وحده ، بل تمتد إلى كل من حوله .
4. فيه مرضاة للشيطان لحديث العقد الذي سبق ذكره .
5. يولد في الإنسان التخاذل في رجاء الآخرة ، والارتقاء للدرجات العليا في الجنة ، فكم من إنسان توانى ففاته خير كثير .. والمشكلة أن ما ذهب لن يعود .
العلاج
1. مخالفة النفس فوراً عند شعورها بالكسل، و إذا أتى منها داع إلى ترك طاعة أو معروف أو حق بدون عذر، وإنما ميلاً للراحة وانعداماً للرغبة فقط، فأنجع علاج هو مخالفتها على وجه السرعة و أداء ذلك العمل .. حتى تتربى النفس و تعتاد النشاط ..
2. يعين على الأول استعراض الآيات التي تحث على المبادرة و السعي إلى الخيرات كقوله تعالى " فاستبقوا الخيرات " البقرة 148
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين : ( و استبقوها بمعنى اسبقوا إليها، وهو أبلغ من سابقوا إلى الخيرات ، فالاستباق يعني أن الإنسان يكون من أول الناس في الخير ) ا.ه بتصرف ..
و ليضع في عين اعتباره أنه ربما يتكاسل عن العمل الآن وهو بين يديه ، ثم بعد ذلك لا يقدر عليه لأي سبب أو أي عارض يمنعه من ذلك ..
و لنتأمل قليلاً كيف صور الله تعالى المجاهدة ، ووجود الرغبة التي تدفع الكسل في أشد مواضعه ، وهو عند قيام الليل ، يقول تعالى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع" فهو صراع الهمة و الرغبة الصادقة مع حاجة الجسد للراحة والنوم ، والسبب : خوف فوات الأجر العظيم .. فسبحان الله ..
3. النظر في أجور العمل الذي أتيح له وهو قادر عليه ، وشعر بالكسل عن القيام به ، فذلك يولد الهمة و يدفع إلى مقاومة الكسل .. ويرغب فيما عند الله و الدار الآخرة .. خاصة إذا نظر بقلبه للجنة ، واستشعر ذلك المعنى الجميل(دوام النعيم بلا ملل أو انقطاع) ، إنه لمعنى – والله- بديع مريح .. محفز..
بذلك يجاهد نفسه حتى تنقاد للعمل وهي نشطة و يصبر .. بل .. ويسارع .
قال القرطبي في قوله تعالى }وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ { : ( التي يعملونها مبادرين غير متثاقلين ) .
لماذا ؟ لمعرفتهم بقدر ثوابها .. فتكون المبادرة ناشئة عن فرط الرغبة فيه ، فمن رغب في أمر بادر إليه و آثر الفور على التراخي ..
و على العكس إذا قلت الرغبة .. كان الكسل ..
4. المحافظة على أذكار الصباح و المساء و النوم و استشعارها ، و حضور القلب عند قولها ، فإن لها أثراً بيناً على القلب و الجسم ، بل الاعتصام و اللجوء إلى الله بالتخلص من الكسل و غيره بما هو وارد في هذه الأذكار ..
5. يقول الشيخ عبد الرزاق البدر عند تعليقه على أذكار الاستيقاظ من النوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و قد ذكر بعض أهل العلم أن من ذكر الله تعالى عند النوم ، و أتى بالأذكار المشروعة و التعوذات المأثورة ، لا يدخل في هذه الأحاديث ، ويسلم من هذه العقد ، لأنه قد نص في بعض أذكار النوم أنه من أتى بها لا يزال عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) .
6. مرافقة الصالحين .. فذلك من دواعي النشاط .
ومن أشد الأمور على الشيطان أن يكون الصالح مع إخوانه الذين تربطهم به الطاعة .
و الله عز وجل وصى نبيه بذلك فقال " و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ..." ..
و أختم بوصيته الرائعة صلى الله عليه و سلم : ] احرص على ما ينفعك، واستعن بالله و لا تعجزن[
فالحرص .. الحرص .. إخوتي..
الكسل آفة قلبية و عائق نفسي يوهن الهمة ، و يضعف الإرادة ، و يقود إلى الفتور .
والكسل : ترك عمل مع أن الإنسان قادر على القيام به و يتركه كسلاً ..
و بمعنى آخر : هو عدم انبعاث النفس للخير مع وجود القدرة على فعله .
فنجد أن الكسول يفقد الحرارة والحماس للعمل فكل عمل ثقيل على نفسه ، و إن قام به يكون مظهرا خال من الروح ، لا نية له فيه .
والسبب أن الباعث عليه لا ينبثق من أعماق الضمير ، والرغبة في حصول الأجر على الأعمال ضعيفة زاهدة خاملة ..
يقول الشيخ ابن حميد في كلامه عن صغر الهمة : ( و أصل ذلك عدم الرغبة والرهبة ، و أصله ضعف اليقين ، و أصله ضعف البصيرة ، و أصله مهانة النفس و دناءتها و استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، و إلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون ) .
فبسبب ضعف الإرادة لا يتمكن الكسول من التغلب على الكسل فهو ضعيف في الإقبال على الطاعات ، ضعيف في مقاومة الشهوات ، و النتيجة هي الخلود إلى الأرض و اتباع الهوى .
و العجز والكسل قرينان ، فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهو العجز ، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل .
و النفس ميالة إلى الكسل و حب الراحة ، يعينها على ذلك الشيطان بوساوسه ، فهو يكره مني ومنك الإيمان و عبادة الله و العمل الصالح ، و من وسائله تثبيط الهمة عن الطاعات ، والوسوسة بما يميل النفس إلى الكسل . و لنقف قليلا عند هذا الحديث العجيب المؤكد لهذا المعنى :
قال صلى الله عليه وسلم : ] يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد . فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ،فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطاً طيب النفس و إلا[ – و لنتأمل جيداً هذه العبارة – ( أصبح خبيث النفس كسلانا ) .
و قافية الرأس : مؤخرة الرأس وقفاه .
علق الشيخ عبد الرزاق البدر في كتابه فقه الأذكار على هذا الحديث فقال :
( الشيطان يعقد على مؤخرة رأس الإنسان عندما ينام ثلاث عقد ، و يضرب على كل عقدة مكانها : عليك ليل طويل فارقد . تخذيلاً و تثبيطاً له ، ونقضاً لهمته و عزيمته فإذا ذكر العبد ربه انحلت عقدة من هذه العقد ، فإذا قام وتوضأ انحلت عقدة ثانية ، فإذا صلى انحلت عنه جميع العقد ، وذهب عنه الكسل ، وارتفعت همته ، و طابت نفسه ، وأصبح نشيطاً حريصا على الخير مقبلاً عليه ، لأنه تخلص من عقد الشيطان ، و تخفف عن أعباء الغفلة و النسيان ، وحصل له الفوز برضا الرحمن ) .
والسؤال : لماذا كان الكسل عيباً ؟
والجواب : لأن فيه تغافل عما لا ينبغي التغافل عنه ، و لأنه يجر إلى الفتور في الأفعال مع الشعور بالسآمة أو الكراهية و العياذ بالله ، وهنا يكون في أشد مراحله الخطرة ، وهي الاتصاف بصفات المنافقين ، إذ لا خطر على النفس مثل أن يكره الإنسان الخير .. وأن يفرط أو يتكاسل في الواجبات .
يقول تعالى عن المنافقين : }إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً{ النساء 142
فهم يقومون إلى الصلاة وهم غير مؤمنين بفائدة الصلاة و جدواها، و إنما مسايرة للمؤمنين لذا فهم كسالى متباطئين ، بنفس غير نشيطة و بدون – وهذا مهم- رغبة صادقة .
لذا فإن الفطن يحذر و يخشى أن هذا الكسل الذي يعتريه و يكون ملازماً له قد يكون بسبب علم الله مافي دخيلة صدره ، فيثبطه الله عنه .. لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الكسل و يقول ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ) .
بل ومن أذكار الصباح والمساء ما يحتوي على تلك الاستعاذة ، وهي معلومة لدى الجميع .
ومن أسبابه إكثار النوم والطعام ... لذا الأولى الحرص على عدم الشبع ، وأن يكون الأكل بنية التقوى على العبادة و الطاعة ، كما كان السلف ، يأكلون ليحيوا ، لا يحييون ليأكلوا .
و للكسل آثار وخيمة منها :
1. يجر إلى التهاون في الفرائض ، فالبداية بالنوافل ، و تدريجياً الفرائض ، فالنتيجة ضعف الهمة ثم سقوطها .
2. يؤدي إلى غلق أبواب التوفيق لأنه يبعد عن الله تعالى بترك العبادات ، فيضعف الإنسان ، ويقع في الغفلة ، و القرب من الله يعطي قوة وهمة و استمرارا ، و زيادة هداية وتوفيق و سداد .
3. إهمال الحقوق و الواجبات ، و تعطيل المصالح الأسرية و الاجتماعية ، بل و الإتكالية على الغير، فالمفسدة لا تكون عليه وحده ، بل تمتد إلى كل من حوله .
4. فيه مرضاة للشيطان لحديث العقد الذي سبق ذكره .
5. يولد في الإنسان التخاذل في رجاء الآخرة ، والارتقاء للدرجات العليا في الجنة ، فكم من إنسان توانى ففاته خير كثير .. والمشكلة أن ما ذهب لن يعود .
العلاج
1. مخالفة النفس فوراً عند شعورها بالكسل، و إذا أتى منها داع إلى ترك طاعة أو معروف أو حق بدون عذر، وإنما ميلاً للراحة وانعداماً للرغبة فقط، فأنجع علاج هو مخالفتها على وجه السرعة و أداء ذلك العمل .. حتى تتربى النفس و تعتاد النشاط ..
2. يعين على الأول استعراض الآيات التي تحث على المبادرة و السعي إلى الخيرات كقوله تعالى " فاستبقوا الخيرات " البقرة 148
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين : ( و استبقوها بمعنى اسبقوا إليها، وهو أبلغ من سابقوا إلى الخيرات ، فالاستباق يعني أن الإنسان يكون من أول الناس في الخير ) ا.ه بتصرف ..
و ليضع في عين اعتباره أنه ربما يتكاسل عن العمل الآن وهو بين يديه ، ثم بعد ذلك لا يقدر عليه لأي سبب أو أي عارض يمنعه من ذلك ..
و لنتأمل قليلاً كيف صور الله تعالى المجاهدة ، ووجود الرغبة التي تدفع الكسل في أشد مواضعه ، وهو عند قيام الليل ، يقول تعالى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع" فهو صراع الهمة و الرغبة الصادقة مع حاجة الجسد للراحة والنوم ، والسبب : خوف فوات الأجر العظيم .. فسبحان الله ..
3. النظر في أجور العمل الذي أتيح له وهو قادر عليه ، وشعر بالكسل عن القيام به ، فذلك يولد الهمة و يدفع إلى مقاومة الكسل .. ويرغب فيما عند الله و الدار الآخرة .. خاصة إذا نظر بقلبه للجنة ، واستشعر ذلك المعنى الجميل(دوام النعيم بلا ملل أو انقطاع) ، إنه لمعنى – والله- بديع مريح .. محفز..
بذلك يجاهد نفسه حتى تنقاد للعمل وهي نشطة و يصبر .. بل .. ويسارع .
قال القرطبي في قوله تعالى }وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ { : ( التي يعملونها مبادرين غير متثاقلين ) .
لماذا ؟ لمعرفتهم بقدر ثوابها .. فتكون المبادرة ناشئة عن فرط الرغبة فيه ، فمن رغب في أمر بادر إليه و آثر الفور على التراخي ..
و على العكس إذا قلت الرغبة .. كان الكسل ..
4. المحافظة على أذكار الصباح و المساء و النوم و استشعارها ، و حضور القلب عند قولها ، فإن لها أثراً بيناً على القلب و الجسم ، بل الاعتصام و اللجوء إلى الله بالتخلص من الكسل و غيره بما هو وارد في هذه الأذكار ..
5. يقول الشيخ عبد الرزاق البدر عند تعليقه على أذكار الاستيقاظ من النوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و قد ذكر بعض أهل العلم أن من ذكر الله تعالى عند النوم ، و أتى بالأذكار المشروعة و التعوذات المأثورة ، لا يدخل في هذه الأحاديث ، ويسلم من هذه العقد ، لأنه قد نص في بعض أذكار النوم أنه من أتى بها لا يزال عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) .
6. مرافقة الصالحين .. فذلك من دواعي النشاط .
ومن أشد الأمور على الشيطان أن يكون الصالح مع إخوانه الذين تربطهم به الطاعة .
و الله عز وجل وصى نبيه بذلك فقال " و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ..." ..
و أختم بوصيته الرائعة صلى الله عليه و سلم : ] احرص على ما ينفعك، واستعن بالله و لا تعجزن[
فالحرص .. الحرص .. إخوتي..