حكم من أعتقد أن أحداُ يعلم الغيب
لدينا مسجد نصلي فيه الفريضة والسنة، والإمام يقول عندنا: إن الشيخ عبد القادر يقول: إن شاء الله إن فلان يموت فيموت في ساعته، كيف ترون هذا سماحة الشيخ، وبما توجهون المسلمين في ذلك المكان؟
الجواب :
الشيخ عبد القادر من جنس سائر أهل العلم لا يعلم الغيب لا في حياته ولا بعد وفاته،
ومن ادعى أن الشيخ عبد القادر يعلم الغيب أو يتصرف في الكون أو يغيث السائلين فهو كافر، - نعوذ بالله من ذلك-؛
لأن الأموات قد انقطعت أعمالهم كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-:
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٌ ينتفع به، أو ولدٌ صالح يدعوا له).
ولأنهم مرتهنون بأعمالهم، وليس لهم تصرف في أمور الناس، بل الله هو المتصرف فيها - جل وعلا-،
فمن زعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أو الشيخ عبد القادر أو البدوي أو الحسين أو علي بن أبي طالب، أو غيرهم يتصرفون في الكون ،
ويعطون من يشاؤون ويمنعون من يشاؤون، أو أنهم يعلمون الغيب ،
ومن يموت ومن لا يموت، فهذا كافرٌ بالله - عز وجل - نعوذ بالله؛ لأن الله يقول - سبحانه وتعالى -:
قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [(65) سورة النمل].
ويقول - سبحانه وتعالى - للنبي - صلى الله عليه وسلم-:
قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [(188) سورة الأعراف].
فبين - سبحانه وتعالى - على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم-
في كتابه العظيم أنه بشير ونذير، وليس يعلم الغيب:
إن أنا إلا نذير وبشير يعني ما أنا إلا بشير ونذير.
فمن زعم أن الشيخ عبد القادر يعلم أنه فلان يموت اليوم أو غداً فهذا كله باطل وكله منكر وكله من وحي
الشياطين لهذا الشخص، ويكذب على عبد القادر وإنما الشياطين تقول له،
أما عبد القادر فلا يتكلم ، ولا يقول له شيئاً ، وهو مرتهن بعمله، .... عمله.
فالحاصل أن هذا الشيء من وحي الشياطين إلى هؤلاء الضلال ،
توحي ما يسترقون من السمع، قد يكونوا يسمعون أن فلاناً يموت ما استرقوه
من السماء، فيوحونه إلى بعض أوليائهم فيخبرون بذلك؛
كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-:
أنهم قد يستمعون الكلمة فليقونها بين الناس ثم يصدقهم الناس بما قد سمعوه منهم من هذه الكلمة
التي صدقوا فيها ، وهي التي سمعوها من السماء من الملائكة حين استراق السمع،
ثم يصدقونهم بكل كلامهم الكذب من أجل الكلمة التي صدقوا فيها.
فالحاصل أن هذا ليس من عبد القادر وليس من الأموات ولكنه مما توحيه الشياطين إلى أوليائها من الإنس الأحياء فيكذبون ويقول:
هذا من عبد القادر أو هذا من الرسول أو هذا من فلان أو هذا
من فلان كله كذب وافتراء ولا صحة له، وقد يكون الشيطان كذب عليهم وقال لهم إن عبد القادر قال لهم كذا،
أو قال أنا عبد القادر أو قال أنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- يكذب عليهم كل هذا قد يقع، فيأتي الشيطان وقد يتصور في غير هيئة النبي - صلى الله عليه وسلم -، الشيطان ما يستطيع أن يتصور في صورته -
عليه الصلاة والسلام - ولا يتمثل في صورته، لكن قد يأتي إلى بعض الناس بغير صورة النبي -
عليه الصلاة والسلام-،
فيزعم أنه النبي، أو أنه الخضر ، أو أنه عبد القادر أو أنه
علي أو أنه عمر أو أنه فلان أو أنه البدوي إلى غير هذا من كذب الشياطين،
فلا يجوز تصديقهم في هذه الأمور أبداً ولو وافق قولهم، قد يكون هذا الذي وافقوا فيه مما سمع من السماء، مما استرقته الشياطين وأوحته إلى أولياءها، - نسأل الله العافية-.
المصدر
موقع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]