السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التلقائية
التلقائية .. روح يتذوقه الغادي، ونسيم يستنشقه المرتاح، وسماء يرفّ فيها ذاكم التلقائي الحميم، الذي لا يبحث عن المغيبات، ولا يستجر الماضيات..!
كم
مرّة ومرّة قابلت فئات من الجنسين، فألفيت أطيبهم عيشاً وأسعدهم نفساً
وأغزرهم إنتاجاً ذلك العفوي المتوقد المنطلق، الذي لم يحمل الأمور أكثر
مما يراها كوضح الشمس!
إن التلقائية تتضمن
الوضوح في الشخصية، والبساطة في التعامل، والعفوية في الكلام، والبذل في
الحال، وإن هذه الخُـلـّة لهي مطلب شرعي، ورد الأمر بها في شريعة الصدق
والوفاء والنهي عن الكذب والاحتيال، والظن الفاسد، وخصال النفاق، التي
تقوم على شخصية ذي الوجهين، كما أنها –أي العفوية - سلوك أمر به الرائدون
في مجال الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والأسرية، لكونها من الركائز
الأساسية للسعادة.
والتلقائي،
ليس له إلا حبل واحد للتعامل، ووجه واحد للناس، ونفسه لا تطيق أن تلعب
بحبلين أو يتحدث بوجهين، بل ويمقت من قام من الناس بذلك، فتراه وقد قدّم
قلبه في راحة يده (أي أن ما في قلبه على لسانه)، فالناس معه في راحة، وهو
معهم في عنـت!
ترى كم من تلقائي عاش بهذه الروح الجميلة، فاغتال جمالها
أولئك الكاذبون المحتالون الغادرون، ويبدو ذلك في عدد من الصور الحياتية
بين الزوجين، وفي كنفات الأسر، وبشكل صارخ في أروقة المؤسسات والدوائر،
وأحياناً في علاقات الأقارب والأصدقاء..
لم
يغب عن مخيلتي تلكم الدمعات الحارة التي ذرفها من تسربل بالعفوية والصراحة
والصدق فوجد صديقه غادراً به ، كاشفاً أستاره وأسراره، وأشد من ذلك المرأة
التي لبست الحزن بسبب حليلٍ أخذ بساطتها وعفويتها معه ليجعلها وقوداً
لخيانة لا تغتفر، وكم يكون الأمر أشد وقعاً وألماً إن كان تعمدًا وترصدًا
للإساءة واتهاماً بالسذاجة والخفّة، فيسرقون حينها التلقائية من نفوس
أصحابها، ويخطفون أرواحهم المتدفقة وأموالهم وأعمالهم أحيانًا وكأن شيئـًا
ما كان! ، حينها قد يصدر التلقائي قراره لما رأى فساد الطوايا وخبث
النوايا ليقول: لا للعفوية والبساطة، إذ من أجلها داسنا المحتالون وحطمونا
أيها التلقائيون..
لا
تثريب عليكم، فالأمر شديد وقعه، وقد يصلكم بعض الأذى، غير أن هبة الله لكم
لا يعدلها أرض ولا سماء، ولا دنيا ولا فضاء، فوالله أن من حُرم خصلتكم هذه
لهو في أتون التوتر والقلق والجشع والظن الفاسد والتكلف المقيت، فاهنئوا
بها هناء الشاكرين، وإن أصابكم بعض أذاها .. فاعلموا أنكم في نعمة، وكل ذي
نعمة محسود، ورحم الله الشافعي حين قال:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا× × فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة× × وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة × × فلا خير في ود يجيء تكلفا
ودمتم بألف خير وسعادة
التلقائية
التلقائية .. روح يتذوقه الغادي، ونسيم يستنشقه المرتاح، وسماء يرفّ فيها ذاكم التلقائي الحميم، الذي لا يبحث عن المغيبات، ولا يستجر الماضيات..!
كم
مرّة ومرّة قابلت فئات من الجنسين، فألفيت أطيبهم عيشاً وأسعدهم نفساً
وأغزرهم إنتاجاً ذلك العفوي المتوقد المنطلق، الذي لم يحمل الأمور أكثر
مما يراها كوضح الشمس!
إن التلقائية تتضمن
الوضوح في الشخصية، والبساطة في التعامل، والعفوية في الكلام، والبذل في
الحال، وإن هذه الخُـلـّة لهي مطلب شرعي، ورد الأمر بها في شريعة الصدق
والوفاء والنهي عن الكذب والاحتيال، والظن الفاسد، وخصال النفاق، التي
تقوم على شخصية ذي الوجهين، كما أنها –أي العفوية - سلوك أمر به الرائدون
في مجال الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والأسرية، لكونها من الركائز
الأساسية للسعادة.
والتلقائي،
ليس له إلا حبل واحد للتعامل، ووجه واحد للناس، ونفسه لا تطيق أن تلعب
بحبلين أو يتحدث بوجهين، بل ويمقت من قام من الناس بذلك، فتراه وقد قدّم
قلبه في راحة يده (أي أن ما في قلبه على لسانه)، فالناس معه في راحة، وهو
معهم في عنـت!
ترى كم من تلقائي عاش بهذه الروح الجميلة، فاغتال جمالها
أولئك الكاذبون المحتالون الغادرون، ويبدو ذلك في عدد من الصور الحياتية
بين الزوجين، وفي كنفات الأسر، وبشكل صارخ في أروقة المؤسسات والدوائر،
وأحياناً في علاقات الأقارب والأصدقاء..
لم
يغب عن مخيلتي تلكم الدمعات الحارة التي ذرفها من تسربل بالعفوية والصراحة
والصدق فوجد صديقه غادراً به ، كاشفاً أستاره وأسراره، وأشد من ذلك المرأة
التي لبست الحزن بسبب حليلٍ أخذ بساطتها وعفويتها معه ليجعلها وقوداً
لخيانة لا تغتفر، وكم يكون الأمر أشد وقعاً وألماً إن كان تعمدًا وترصدًا
للإساءة واتهاماً بالسذاجة والخفّة، فيسرقون حينها التلقائية من نفوس
أصحابها، ويخطفون أرواحهم المتدفقة وأموالهم وأعمالهم أحيانًا وكأن شيئـًا
ما كان! ، حينها قد يصدر التلقائي قراره لما رأى فساد الطوايا وخبث
النوايا ليقول: لا للعفوية والبساطة، إذ من أجلها داسنا المحتالون وحطمونا
أيها التلقائيون..
لا
تثريب عليكم، فالأمر شديد وقعه، وقد يصلكم بعض الأذى، غير أن هبة الله لكم
لا يعدلها أرض ولا سماء، ولا دنيا ولا فضاء، فوالله أن من حُرم خصلتكم هذه
لهو في أتون التوتر والقلق والجشع والظن الفاسد والتكلف المقيت، فاهنئوا
بها هناء الشاكرين، وإن أصابكم بعض أذاها .. فاعلموا أنكم في نعمة، وكل ذي
نعمة محسود، ورحم الله الشافعي حين قال:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا× × فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة× × وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة × × فلا خير في ود يجيء تكلفا
ودمتم بألف خير وسعادة