علم الوراثة في السّنّة النّبويّة الشّريفة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم المهندسة سناء الدحروش
خلاصة البحث:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم المهندسة سناء الدحروش
خلاصة البحث:
يضمّ هذا البحث شقّين مهمّين من علم الوراثة،
معزّزين بحديثين شريفين للرّسول الكريم عليه الصّلاة والسّلام، أناقش
فيهما موضوع الوراثة Heredity و توارث الصّفات Genetics.
فالحديث الأول هو الحديث المعروف للرّسول سيّدنا
محمّد (صلى الله عليه وسلم) من صحيح البخاري إذ عرض بنفي الولد، قال :
حدّثنا بن قزعة قال:حدّثنا مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيّب عن أبي هريرة
رضي اللّه عنه، قال : إنّ رجلا أتى النّبي(صلى الله عليه وسلم) فقال:يا
رسول اللّه،ولد لي غلام أسود،فقال: هل لك من إبل ؟ قال :نعم ،قال: ما
ألوانها ؟ قال حمر ، قال :هل فيها من أورق؟(أي فيه بياض وسواد فقط)،قال
:نعم ،قال :فأنّى ذلك؟ قال : لعلّه نزعه عرق،قال فلعلّ ابنك هذا
نزعهُ.(وفي رواية أخرى ،قال:وهذا عسى أن يكون نزعه عرق).
معزّزين بحديثين شريفين للرّسول الكريم عليه الصّلاة والسّلام، أناقش
فيهما موضوع الوراثة Heredity و توارث الصّفات Genetics.
فالحديث الأول هو الحديث المعروف للرّسول سيّدنا
محمّد (صلى الله عليه وسلم) من صحيح البخاري إذ عرض بنفي الولد، قال :
حدّثنا بن قزعة قال:حدّثنا مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيّب عن أبي هريرة
رضي اللّه عنه، قال : إنّ رجلا أتى النّبي(صلى الله عليه وسلم) فقال:يا
رسول اللّه،ولد لي غلام أسود،فقال: هل لك من إبل ؟ قال :نعم ،قال: ما
ألوانها ؟ قال حمر ، قال :هل فيها من أورق؟(أي فيه بياض وسواد فقط)،قال
:نعم ،قال :فأنّى ذلك؟ قال : لعلّه نزعه عرق،قال فلعلّ ابنك هذا
نزعهُ.(وفي رواية أخرى ،قال:وهذا عسى أن يكون نزعه عرق).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لبعض الإبل
هذا الحديث يطرح فيه الرّسول
الكريم (صلى الله عليه وسلم) بكلّ موضوعيّة نظريّة الطّفرات أو النّزعات
(وأفضّل في أبحاثي استعمال هذه الصّيغة اقتداء بالسّنة النبويّة ) الّتي
قد تشوب الموروث الجينومي - أي مجموع المورّثات الّتي تقنّن صفات الإنسان
- وما يترتّّب عن ذلك من خلل في التّشابه البيولوجي الأفقي (تشابه أفراد
نفس الجيل كالإخوة)، والعمودي (تشابه أفراد نفس النّسل ،كالأجداد ثمّ
الآباء ثمّ الأبناء)، وهذه الطّفرات تظهر بصفة سريعة وسهلة في أُحاديّات
الخليّة غير حقيقيّات النّواة Unicellulaires procaryotes أو البكتيريات،
وتستعمل البكتيريا E.Coli في المختبرات لهذه الدّراسة، فلذلك أتيت بها
كمثال لشرح القسم الأول من البحث.
أمّا الحديث الثّاني، فهو عن الصّفات المتنحية
المختفية في الموروث الجينومي للإنسان، و إمكانيّة ظهور صفات وأمراض
متنحّية منذ القدم، وموروثة عن الأجداد، بعد أجيال لا يعلم بها إلاّ
اللّه، والحديث هو ً تخيّروا لنطفكم ، فإنّ العرق دسّاس ً الّذي يقال إنّه
مركّب من حديثين شريفين ، أحدهما عن عائشة رضي اللّه عنها (مرفوعا) وهو :
ً تخيّروا لنطفكم ،وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم ً (أخرجه ابن ماجة و
الحاكم)، و الثّاني
هو:انظر في أيّ نصاب تضع ولدك فإنّ العرق دسّاس ً ( أخرجه ابن عديّ والقضاعي وابن الجوزي في العلل المتناهية) .
وقد اخترت لهذا القسم من البحث صفتين، الأولى
شكليّة حميدة (لون قزحيّة العين )، والثّانية فيزيولوجيّة مرضيّة (فقر
الدّم المنجلي )، وكيف يمكن امتدادهما في كلّ النّسل، عبر أجيال لا يعلم
مداها إلا اللّه سبحانه وتعالى، وكذلك نسبة ظهورها في كلّ جيل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لمندل
ونختم البحث وقد بيّنا أنّ المصطفى
المختار عليه أزكى السّلام، قد سبق ً مندل ً MENDEL ، أول من وضع القوانين
لعلم الوراثة، في الحديث عن تشابه و اختلاف المخلوقات، ثم عن توارث
الصّفات .
صورة لمندل
ونختم البحث وقد بيّنا أنّ المصطفى
المختار عليه أزكى السّلام، قد سبق ً مندل ً MENDEL ، أول من وضع القوانين
لعلم الوراثة، في الحديث عن تشابه و اختلاف المخلوقات، ثم عن توارث
الصّفات .
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدّين كلّه،ولو كره المُشركون)
علم الوراثة في السّنّة الشّريفة
الموضوع :
جاء في باب اللّعان من كتاب الطّلاق في صحيح البخاري، الحديث الشّريف،إذ عرض بنفي الولد ً ، قال :
حدّثنا ابن قزعة قال حدّثنا مالك
عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيّب ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أنّ رجلا
أتى النّبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) فقال: يا رسول اللّه، ولد لي غلام
أسود، فقال:هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل
فيها من أورق؟( فيه بياض وسواد فقط)، قال: نعم، قال: فأنّى ذلك؟ قال:
لعلّه نزعهُ عرق، قال: فلعلّ ابنك هذا نزعه ( وفي رواية أخرى،
علم الوراثة في السّنّة الشّريفة
الموضوع :
جاء في باب اللّعان من كتاب الطّلاق في صحيح البخاري، الحديث الشّريف،إذ عرض بنفي الولد ً ، قال :
حدّثنا ابن قزعة قال حدّثنا مالك
عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيّب ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أنّ رجلا
أتى النّبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) فقال: يا رسول اللّه، ولد لي غلام
أسود، فقال:هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل
فيها من أورق؟( فيه بياض وسواد فقط)، قال: نعم، قال: فأنّى ذلك؟ قال:
لعلّه نزعهُ عرق، قال: فلعلّ ابنك هذا نزعه ( وفي رواية أخرى،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة لجمل أورق
قال: (وهذا عسى أن يكون نزعهُ عرق).
من هذا الحديث الشّريف، يبدو لنا
واضحاً أنّ الموضوع هو الوراثة أو توارث الصّفات في السّنّة العطرة،
وبالضّبط ما قد يشوب قانون الوراثةً المندلي genetics من طفرات، فيضطرب
التّشابه البيولوجي الأفقي (أو تشابه أفراد نفس الجيل كالإخوة)، والعمودي
(كتشابه أفراد نفس النّسل، أي من الآباء إلى الأبناء ثم الأحفاد)؛ والمثال
السّائد أكاديميّا لشرح ظاهرة الطّفرات، هو ما يحدث لإحدى البكتيريات ذات
الصبغيّة الواحدة، وتدعى :E. Coli، وهي معروفة بحساسيّتها لأحد المضادّات
الحيويّة، وهو : icyneLa Stréptom، فللحصول على مستعمرات بكتيريّة غنيّة،
تُّربّى البكتيريات في وسط مغذّي كامل (ملائم)، لا يحتوي على أي أثر
للمضاد الحيوي، ثمّ إذا أخذنا في نقل المستعمرات البكتيريّة إلى أوساط
مختلفة، نُحدّد تركيبتها في المختبر، فإنّه قد تظهر لنا مستعمرة بكتيريّة
قادرة على التّكاثر في وسط يحتوي على المضاد الحيوي، فيُقال إنّ إحدى
البكتيريات قد أصابتها طفرة غيّرت المورّثة الّتي كانت تُعطيها صفة:
الحساسيّة للمُضاد الحيوي، إلى مورّثة مُختلفة أُخرى أعطتها صفة: مقاومة
المضاد الحيوي ، فصارت جميع المستعمرات المتناسلة منها تحمل صفة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مستعمرات بكتيرية
ً المقاومة للمضاد الحيوي، وممّا
لاشك فيه، أنّ المُورّثتين هما في الواقع حليلتين للمورّثة الأصلية
(الحساسيّة للمضاد الحيوي )، إذ أنّ الرّجوع إلى الصّفة الأولى يبقى
قائماً ولو بعد أجيال، ممّا يعني أنّ المُورّثة لم تختفي أو تُستأصل، بل
أُصيبت بطفرة.
هذا بالنّسبة لمورّثة واحدة،
موجودة فوق صبغيّة واحدة لتلك البكتيريا، فإذا علمنا أنّ كل المخلوقات، من
نبات وحيوان و إنسان، يحملون أعداد عالية من الصّبغيات في جميع خلاياهم،
(من8 لدى ذبابة الخل إلى 64 لدى الحصان، مرورا ب46 لدى الإنسان ) (صورة4)،
وكلّ صبغي يحتمل مئات المورّثات، فلنتصوّر عدد الطّفرات (وبالتّالي
الصّفات ) الّتي قد تصيب - عبر أجيال كثيرة - الموروث الجينومي لأيّ مخلوق
متعدّد الخلايا، ويُترجم ذلك باختلاف التّشابه بين الإخوة وبين أبناء
الأسرة الواحدة، ثمّ بين الآباء والأبناء، أو الأجداد والأحفاد ( التّشابه
الأفقي والعمودي )، و هذا هو السّبب في إثراء أوصاف المخلوقات من إنسان
وحيوان ونبات، وهذا الاختلاف تكلّم عنه ربّ العزّة في آيات كريمة عديدة،
أذكر منها:( ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به ثمرات
مختلفا ألوانها ) (فاطر:27 )، و (ألم تر أنّ اللّه أنزل منالسّماء ماء
فسلكه ينابيع في الأرض ،ثمّ يُخرج به زرعا مُختلفا ألوانُه)(الزّمر :20
)،و( ومن النّخل من طلعها قنوان دانية، و حبّات من أعناب والزّيتون مشتبها
وغير متشابه )(الأنعام :100).
فإذا كان عدد الصّبغيات هو الّذي يحدّد وحدة
الصّنف (نفس عدد الصّبغيّات يعني نفس الصّنف الحيواني أو النّباتي )،
فالطّفرات الّتي أصابت هذا الموروث الجينومي - عبر عصور لا يعلم مداها
إلاّ اللّه سُبحانه و تعالى - هي السّبب في اختلاف أشكال وألوان ومساكن
وتصرّفات أفراد نفس الصّنف من إنسان و حيوان و نبات.
و هذه الطّفرات تتميّز بالعشوائيّة، أي أنّها تظهر
بدون أي تخطيط أو برمجة، والتّلقائية، إذ قد تظهر بدون أيّ سبب أو مُحفّز،
وإن كانت بعض العوامل الكيماويّة والإشعاعيّة( أشعّة س أو أشعّة ً ألفا و
بيتاً المّتخلّفة عن القنابل النّوويّة ) تُساعد على ظهورها، وهي كذلك
نادرة، إذ قد تظهر واحدة في كلّ مستعمرة مُكوّنة من مائة ألف أو مائة
مليون من البكتيريات .
[/size]
قانون الوراثة عند الإنسان :
و قبل المرور لدراسة هذه الطّفرات
- وقانون الوراثة عموماً- عند الإنسان، لا بأس من أن أبدأ بحاشية لشرح
الفرق بين الخلايا الأحاديّة الصّبغيّات كالبكتيريا، و الخلايا المزدوجة
الصّبغيّات، كخلايا الإنسان والحيوان و النّبات، فالإنسان يتوفّر - في
جميع خلاياه- على 46 صبغيّ أوChromosomeمُنظّمة في 23 زوج (23 فرد صبغي
موروث من الأم و 23 فرد صبغي موروث من الأب ) ، وكلّ زوج من الصّبغيّات
يحمل نفس المورّثات على شكل زوج من الحلائل، أي حليلة على كلّ صبغي،
والحليلتين معا يتحكّمان في صفة واحدة مُعيّنة (كلون البشرة أو لون قزحية
العين أو طول القامة )، و هاتين الحليلتين واحد من اثنين، إمّا مُتطابقتين
(مُتشابهتين )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الموروث الجينومي للإنسان مكون 46 صبغيّة، مُنظمة في 23 زوج ،وتظهر الخلايا الجنسيّة
فيدعى حاملهما: ً عنصر صافي ً
بالنّسبة للصّفة الّتي تحكمُها المورّثة، أو تكونا مُختلفتين، فيكون
حاملهما: عنصر مُركّب ، فهو خارجيّا يُظهرُ بطبيعة الحال صفة واحدة،
ولكنّه في الواقع حامل لصفتين، والحليلة الّتي تُظهر صفتها تُسمّى: سائدة،
بينما تُسمّى الأُخرى الّتي لا تستطيع الظُّهور: مُتنحّية، وتقع تفرقة
أزواج الصّبغيّات لدى تكوّن الخلايا الجنسيّة من حيوان منوي للذّكر وبويضة
للأُنثى، الّذين يحتويان على 23 فرد صبغي، ويكونا بذلك الخلايا الوحيدة في
جسم الإنسان الّتي تحمل نصف الموروث الجينومي، خلاف سائر الخلايا الأخرى،
وذلك حتّى يُسفر التقائهما عن تكوين ً بيضة بشريّة ً تحتوي على 46 صبغي
(23 من الحوين و23 من البُويضة )، و بمُجرّد بدئ الحياة في البيضة، تشرع
في تنظيم صبغيّاتها زوجا زوجا ، لتسهّل عمليّة الانقسام ،وتكوين النُّطفة
فالمُضغة فالعلقة، فتُألّف بذلك بين مُورّثات الأب من جهة، ومُورّثات الأم
من جهة أُخرى .
يتبع
عدل سابقا من قبل عبد الحميد في الثلاثاء مارس 31, 2009 5:56 am عدل 1 مرات