عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه" رواه البخاري ومسلم.
1
في هذا الحديث نفيُ كمال الإيمان الواجب عن المسلم حتى يحبَّ لأخيه المسلم
ما يُحبُّ لنفسه، وذلك في أمور الدنيا والآخرة، ويدخل في ذلك أن يُعاملَ
الناسَ بمثل ما يحبُّ أن يُعاملوه به، فقد جاء في صحيح مسلم (1844) عن عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في حديث طويل: "فمَن أحبَّ أن
يُزحزح عن النار ويُدخل الجنَّة، فلتأته منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم
الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحبُّ أن يُؤتَى إليه"، وقال الله عزَّ
وجلَّ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ
إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ
وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}
2
قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/306): "وحديث أنس يدلُّ على
أنَّ المؤمنَ يَسرُّه ما يسرُّ أخاه المؤمن، ويريد لأخيه المؤمن ما يريده
لنفسه من الخير، وهذا كلُّه إنَّما يأتي من كمال سلامة الصدر من الغلِّ
والغِشِّ والحسد، فإنَّ الحسدَ يقتضي أن يكره الحاسدُ أن يفوقَه أحدٌ في
خير، أو يساويه فيه؛ لأنَّه يُحبُّ أن يَمتاز على الناس بفضائله، وينفرد
بها عنهم، والإيمان يقتضي خلافَ ذلك، وهو أن يشركه المؤمنون كلُّهم فيما
أعطاه الله من الخير، من غير أن ينقص عليه منه شيء"، وقال (1/308): "وفي
الجملة فينبغي للمؤمن أن يُحبَّ للمؤمنين ما يُحبُّ لنفسه، ويكره لهم ما
يكره لنفسه، فإن رأى في أخيه
ص -60- المسلم نقصاً في دينه اجتهد في إصلاحه".
3 مِمَّا يُستفاد من الحديث:
1 أن يحبَّ المسلمُ لأخيه المسلم ما يحبُّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها.
2 الترغيب في ذلك؛ لنفي كمال الإيمان الواجب عنه حتى يكون كذلك.
3 أنَّ المؤمنين يتفاوتون في الإيمان.
4 التعبير ب"أخيه"فيه استعطاف للمسلم لأنْ يحصل منه لأخيه ذلك.
1
في هذا الحديث نفيُ كمال الإيمان الواجب عن المسلم حتى يحبَّ لأخيه المسلم
ما يُحبُّ لنفسه، وذلك في أمور الدنيا والآخرة، ويدخل في ذلك أن يُعاملَ
الناسَ بمثل ما يحبُّ أن يُعاملوه به، فقد جاء في صحيح مسلم (1844) عن عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في حديث طويل: "فمَن أحبَّ أن
يُزحزح عن النار ويُدخل الجنَّة، فلتأته منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم
الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحبُّ أن يُؤتَى إليه"، وقال الله عزَّ
وجلَّ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ
إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ
وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}
2
قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/306): "وحديث أنس يدلُّ على
أنَّ المؤمنَ يَسرُّه ما يسرُّ أخاه المؤمن، ويريد لأخيه المؤمن ما يريده
لنفسه من الخير، وهذا كلُّه إنَّما يأتي من كمال سلامة الصدر من الغلِّ
والغِشِّ والحسد، فإنَّ الحسدَ يقتضي أن يكره الحاسدُ أن يفوقَه أحدٌ في
خير، أو يساويه فيه؛ لأنَّه يُحبُّ أن يَمتاز على الناس بفضائله، وينفرد
بها عنهم، والإيمان يقتضي خلافَ ذلك، وهو أن يشركه المؤمنون كلُّهم فيما
أعطاه الله من الخير، من غير أن ينقص عليه منه شيء"، وقال (1/308): "وفي
الجملة فينبغي للمؤمن أن يُحبَّ للمؤمنين ما يُحبُّ لنفسه، ويكره لهم ما
يكره لنفسه، فإن رأى في أخيه
ص -60- المسلم نقصاً في دينه اجتهد في إصلاحه".
3 مِمَّا يُستفاد من الحديث:
1 أن يحبَّ المسلمُ لأخيه المسلم ما يحبُّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها.
2 الترغيب في ذلك؛ لنفي كمال الإيمان الواجب عنه حتى يكون كذلك.
3 أنَّ المؤمنين يتفاوتون في الإيمان.
4 التعبير ب"أخيه"فيه استعطاف للمسلم لأنْ يحصل منه لأخيه ذلك.