من طرف سفيان العلمي السبت فبراير 20, 2010 6:40 pm
شكرا لك موضوع مميز ومهم وإن شاء الله تتحرر فلسطين ونسلب ارواحهم وأرواح المتعاملين معهم الخونة لعنة الله عليهم واسمحي لي بهذه الإضافة
إن الجهاد في سبيل الله هو الوسيلة الوحيدة لانتصار المسلمين في فلسطين ، على الأعداء اليهود ، وما عدا ذلك من الوسائل فهي لا تخلو من أحد أمرين :
الأمر الأول : استمرار هيمنة اليهود وإذلالهم لجميع الفلسطينيين بالقتل والجرح وهدم البيوت والمساجد ، وتخريب الممتلكات ، سواء كانوا في الضفة الغربية وغزة ، أم فيما يسمى بالخط الأخضر الذي اعترف به حكام العرب دولة لليهود ، بالطرق الرسمية التي أصبحت بها السفارات بين اليهود وبعض الدول العربية متبادلة ، أو من حيث الواقع ، وهو أن جميع الدول العربية لا يطالبون الآن إلا بدولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيفما كانت تلك الدولة ، ما دامت مقبولة من قبل الشرطة الفلسطينية .
الأمر الثاني : أن يمن اليهود على الفلسطينيين – بالاتفاق مع الشرطة الفلسطينية – بقطع من أرض غزة والضفة الغربية ، تسمى الدولة الفلسطينية ، تنتشر فيها المدن اليهودية – المسماة بالمستوطنات – التي تمتلئ بها مخازن بالسلاح المعد للاعتداء على الفلسطينيين في الوقت المناسب ، مع كتائب من الجيش اليهودي مدججة بالسلاح بحجة حماية تلك المستوطنات ، وهي في الواقع معدة لمحاصرة قطع الدولة المزعومة .
إضافة إلى نزع السلاح - الصالح للدفاع الكافي عن النفس – من أيدي الفلسطينيين ، وحصار تلك الدولة في المعابر والحدود والجو …. وبتلك الدولة يخدر المسلمون ، فلا يعودون يطالبون اليهود بشيء ، وتصبح الأرض المباركة ، في حقيقة الأمر ، دولة يهودية.
وقد يعطون الفلسطينيين مكتبا إشرافيا في باحة الأقصى يسمونه بأي اسم يسلون به المسلمين ويخدرون مشاعرهم مؤقتا ، حتى يأتي اليوم الذي لا يعلم المسلمون إلا بهدم المسجد بعد أن يكونوا قد فرغوا من إقامة أساس الهيكل اليهودي في أسفله .
ولا يبعد أن يطردوا الفلسطينيين من فلسطين بأكملها أو يقضوا عليهم ، اقتداء بالأوربيين الذين طردوا السكان الأصليين من الأمريكتين ، ومن أستراليا .
هذا باختصار هو شأن أي وسيلة تتخذ د اليهود ، غير وسيلة الجهاد في سبيل الله .
و بدت السوءات
ولكنا نحمد الله أن خيب سعي دعاة السلم المذل ، والتطبيع المهين ، من أعداء الجهاد والحل الإسلامي الذي لا حل سواه ، لقضية الأرض المباركة " فلسطين " ، فكشف اليهود عن طبيعتهم – وهم مكشوفون لمن له إلمام بتاريخهم وبصفاتهم التي أبانها الحي الإلهي ، ومواقفهم من كل من ليس منهم ، من الغدر والخيانة ونقض العهود – كشفوا عن طبيعتهم في هذه الفترة التي رأى الناس كلهم وسمعوا وقرءوا ما عاملوا به السكان العزل ، من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم ، من قتل وتمثيل وتشريد … ورأى الناس كلهم أطفال الحجارة الذين يرمون الجيش المدجج بالسلاح بكافة أنواع الخفيف ، والثقيل من دبابات وطائرات وصواريخ …..
وقد تجاوب المسلمون في كل أنحاء الأرض ، ولا زالوا ، مع الفلسطينيين المعتدى عليهم ، وطالبوا حكامهم بنصرتهم ، وموقف الفلسطينيين المشرف وتجاوب المسلمين معهم بهذا الزخم القوي ربح عظيم ، يجب اغتنامه وتغذيته واتخاذ كل وسيلة ممكنة مشروعة لاستمراره ، لتبقى الروح الجهادية عند الفلسطينيين وكافة المسلمين مشتعلة ، لا تخبو .
أسباب استمرار الروح الجهادية في نفوس المسلمين .
وهناك أسباب يجب اتخاذها لاستمرار الكفاح الجهادي في داخل فلسطين وخارجها :
السبب الأول : اجتماع الشعب الفلسطيني على كلمة واحدة ، وهي الاعتصام بحبل الله ، والوقوف صفا واحدا ضد العدو الغاشم ، والتعاون على إعداد العدة المتاحة للدفاع عن النفس والأرض والعرض ، والاتفاق الصادق على الأدوار اللازمة : سياسية كانت أو اقتصادية أو عسكرية .
وهذا يقتضي أن تفرج السلطة الفلسطينية عن جميع المسجونين والمعتقلين وبخاصة المجاهدين منهم ، لينضموا إلى صفوف إخوانهم في الجهاد والكفاح .
والأصل أن يبقوا جميعا مجاهدين عدوهم ، ولا بفاوضونه على أي شيء ، ما لم تقض الضرورة بالتفاوض ، ويشترط في هذا التفاوض الذي تقضي الضرورة به ، أن يصدر عن اتفاق وتشاور بين جميع الفلسطينيين ، وإذا دعت الضرورة إلى صلح – كأن يكون المسلمون في حال لا طاقة لهم بقتال العدو - فيجب أن يكون الصلح مؤقتا ( أي هدنة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ) والهدنة المؤقتة أمر مشروع للضرورة ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش في غزوة الحديبية ، وقد نادى بذلك الشيخ أحمد ياسين . وهذا يبقي الروح الجهادية عند المسلمين حية في نفوسهم ، بخلاف الصلح الدائم الظالم ، فإن يحلب اليأس ويثبط الهمم …ومع الهدنة المؤقتة يكون الإعداد ، ويستعد الفدائيون للرد على أي اعتداء طارئ . هذا ما يتعلق بالفلسطينيين .
السبب الثاني : مقاطعة جميع الدول العربية وحكومات الشعوب الإسلامية للعدو اليهودي ، سياسيا ، ودبلوماسيا ، واقتصاديا ، وثقافيا ، واتصالا ومواصلات ، بحيث يشعر بالعزلة التامة ، وهذا من أوجب الواجبات على هذه الدول ، لأن عدم مقاطعتها فيه ولاء محرم ، لأنهم محاربون تنطبق عليهم معاني الآية الكريمة في سورة الممتحنة : ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) [ الممتحنة 9 ]
وفي الآية دليل على أن من يعين المحارب ويظاهره على المسلمين يأخذ حكمه في وجوب مقاطعته وعدم توليه . ولا شك أن التعاون مع العدو المحارب اقتصاديا وسياسيا بما يحقق مصالحه يعد تقوية له ومناصرة على المسلمين .
ونحن نعلم ما فعله المشركون من قريش من مقاطعة الرسول صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب ، وحصارهم لهم في الشعب ، ونعلم ما يفعله أعداء الإسلام اليوم من الحصار والمقاطعة للبلدان الإسلامية التي لا تخضع لها ، كما تفعل أمريكا وبريطانيا وغيرهما مع السودان وليبيا وغيرهما ، فالمسلمون أولى بذلك .
السبب الثالث : أن تجتهد الدول العربية وكافة حكومات الشعوب الإسلامية ، في جمع التبرعات من أجل دعم المجاهدين الفلسطينيين ، والتحقق من أن تلك التبرعات تصرف في مواضعها ، من طعام ولباس ودواء ومسكن ، وعُدَّة جهادية ، ولا يقتصر على تسليمها لمن قد يتصرف فيها تصرفا غير مشروع .
السبب الثالث : أن تستمر وسائل الاتصال في عرض قضية فلسطين وجعلها دائما حية في نفوس المسلمين ، بحيث تعد البرامج المتنوعة : اجتماعيا ، وثقافيا ، واقتصاديا ، وتاريخيا ، وإعلاميا وجهاديا ، ولا يخلو يوم من الأيام من تلك البرامج في جميع الوسائل الإعلامية ، من كراتين الأطفال إلى أناشيد الجهاد … بحيث لا يغفل المسلمون يوما واحدا عن هذه القضية .
وإنه لمؤسف كل الأسف ، أن ترى في بعض الفضائيات الأطفال يقتلون ويجرحون في الأرض المباركة ، وترى غالب الفضائيات العربية المحيطة بفلسطين تبث في نفس الوقت المسلسلات الغرامية والرقص الفاجر ، والعري الفاضح ، والأغاني الماجنة ، والشباب والشابات يرقصون ويصفقون . إنه والله الهلاك والدمار الذي كان من أهم أسباب بعد المسلمين عن معالي الأمور ، وسقوطهم في حمأة الذل والمهانة والاستعباد !
السبب الرابع : استمرار الأئمة والخطباء في كل الشعوب الإسلامية ، في تذكير الناس بقضية فلسطين وواجبهم نحوها ونحو أهلها المظلومين المضطهدين .
السبب الخامس : عقد الندوات والمؤتمرات في المساجد والنوادي والجامعات والإذاعات والفضائيات في الأمور المتعلقة بقضية فلسطين .
السبب السادس : إدخال تاريخ اليهود في المناهج الدراسية ، وبيان ما تضمنه القرآن الكريم عنهم مع الله ومع أنبيائه ورسله ، وبخاصة الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ، وإعادة النظر في المناهج التي استجابت بعض الدول العربية لمطالبة اليهود بحذف ما يبين عوارهم فيها ، فتجهيل الأجيال المسلمة بتاريخ اليهود ومفاسدهم من أعظم الجرائم في الإسلام .
السبب السابع : تذكير المدرسين والأساتذة في جميع المراحل الدراسية طلابهم بأهمية القضية الفلسطينية ، وتعريف الطلاب بتاريخ فلسطين والمسجد الأقصى وما انتابها من استعمار في القديم والحديث ، وواجب المسلمين نحوها .
هذه بعض الأسباب التي إذا توافرت أبقت الروح الجهادية ضد أعداء الله اليهود في نفوس المسلمين عامة ، وساعدت المسلمين في فلسطين على استمرار حركتهم الجهادية ن وإذا فقدت أو فقد شيء منها فقدت روح الكفاح أو ضعفت .
نسأل الله أن يوفق ولاة أمر المسلمين وشعوبهم للتعاون على البر والتقوى والعمل بما يرضي الله تعالى ، إنه على كل شيء قدير ز
وصلى الله وسلم على سيدنا ةنبينا محمد وعلى آله وصحبه .
كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل