تجتمع حولي مئات السنين وأنا مازلت
واقفة على حافة الذكريات .. أتمرغ بها وأوجه سؤال بليد للعالم لماذا لا
نصمد عندما نقع ؟؟ لماذا الأخطاء تلاحقنا من كل جانب ؟؟ الهزيمة نهاية عند
الضعفاء وأنا لم أتعلم الضعف ولكن أتجرع دائما الهزيمة .. أتعلل أن الحرية
هدف أسعى إليه من اجل قول الكلمة وربما الحقيقة .. ولكن أعود دائما خائبة
.. لا اشعر بذلك الشعور حين اسقط على ورقة خضراء وكأني قطرة ندى تجف سريعا
.. ففي داخلي طفلة مشاغبه رغم السنين المنصرمة .. لا أقوى على مجابهة
الأقوياء لأنهم لا يعرفون من القسوة إلا قسوتها . . اشعر بشي من الخوف عند
يجهض جنين الصدق في داخلي .. أتوارى خلف العبارة المستهلكة دائما ولا أجد
غير أني مستهلكة من الأيام .. اشعر بشدة الوهن حين تبصق الحقيقة في وجهي
وهي تذكرني أن لي صلاحية محدودة تنتهي بواقع لا لوم عليه .. المجانين وحدهم
يدركون سر الحقيقة ولا احد يقف في طريقهم عندما يرمونها لحدود الشمس ..
أما العقلاء فلا حياة لهم والذاكرة تختزلهم في محيط فارغ .. كم هو مؤلم
حديث الروح عندما يتحاور .. وكم هي نهاية تعيسة لمن تذوق المرار بحجج
واهية .. أصابعي مضطربة حين ترسم الحرف وتفكيري غائب حين يترك الهمس للروح
.. كم اشتاق لذلك الشجن الخجول ، وكم ارغب أن أكون دائما في المقاعد الأولى
من التفكير ، أفكر دائما بقرار دكتاتوري لا يهتم برادع أو قوانين كي أبرهن
لنفسي انه يمكن التملص من المحيط أو ذلك التفكير العقيم .. ارغب بحالة
واحده هي التمرد على تفكير العقلاء عسى أن أصافح لحظة حقيقة وانخرط مع صفوف
المجانين .. سوف اصرخ ملء حنجرتي الضعيفة لان غابة الصمت الكئيبة أصبحت
مقبرة للحقائق .. سوف أناضل من اجل موتي المؤكد حتى أعانق تلك اللحظة
ببسالة الشجعان .. لن انظر لهوامش الحياة فلن تعنيني بعد اليوم .. بل سوف
أتجرع كأس الحياة بكل ما فيه من مرار وأنا فرحه .
***
البداية ***
دائما بيضاء نقيه كالأطفال تعبث
كثيرا دون وعي ولكنها تعرف معاني جميله .. تتحدى العواقب وتمارس الزهد
ببساطة .. تخرج مع المعتكفين وتشمل شمائلهم .. تجني الثمار الطيبة بطيبة
الأرض والإيثار .. تُقبل المدائن وترسم الأمل في عيون الصباح .. تكافح من
اجل قيمة عظيمة .. تداوي جراح الوطن وتعلم الصبر والوقوف عند المحن .. هكذا
تكون فلابد أن نكون نحن بداية .. وليس حكاية تقف في لحظة وتنتهي في الموعد
المحدد مثلها مثل وجه يمر سريعا ولا نتذكر من تفاصيله غير اللحظة .. لابد
من عبور البداية ونقف عند المنتصف فهو الأمان الحقيقي لبقاء هادئ .
لا أحب الوداع لأنه يحمل أحيانا
عواصف وأحزان وأنا تستهويني حالة غريبة وهي مواجهته بصمت أو الوقوف في
مقدمة الوحدة والتقوقع في كهف الأيام بمفردي اصرخ في وجوه لا اذان لها
وعيون لا نظرة لها .. ولا أجد لنفسي عزاء غير العودة لعالمي الصغير .
دمتم بود