رغم حداثتي وقلة اختباري.. إلا انني أخذت اتفحص الوجوه والحركات
اثناء حضوري دعو عشاء فاخرة ..
أمرح مع اتراب لي , نتهامس حديثا
احسستُ من خلاله بخدر ِ شديد يؤلمني ..
أزداد كي أتلوى بأنحناء أشلائي
حول صدى صيحاتي عند موضع الألم.. ألمي .. قلمي ..
طال صمته
وما علاجٌ له ُ غير الأمتثال للكتابة ..
نعم فقد ضاقت الدنيا بما رحبت
فأصبح التقدم والتحضر أشد قسوة ومرارة
من واقع حزين تاهت به
الموازين لضبط المعايير الحديثة .. إنها !!
علاقة الحب من خلال النت
وها أنا أعالج القلم ليسعف حاجتي ..
وأقلبه ُ لأستمد منه ضالتي
فلا أراه يغني عني شيئا .. واجد نفسي اني لا احسن إلا مخاطبة
الانسان .. العادل الوفي المحسن ..ليساعدني في ايجاد الحل ..
فقد خـَر ِسَ القلم .. وعي ّ اللسان .. إنها ريشة الانترنت ضاربة
أوتار قلوب اذكى الناس وأعلمهم وأعقلهم وأشجعهم .. الحب ُ
في النت الذي لايترفع عنه الكثير من الاتقياء والصالحين
والاشراف والمستورين .
دعونا نبذل قطرة من المداد .. نرصع بها كتاباتنا ولا ندعها
حالة للأقصاء والتهميش .. ولنسمع صيحاتنا آذان المسؤولين
التي لايخترقها إلا الصوت الجهوري .
كانت نظرتي للفتيات تمازجها الرحمة وتخالطها الشفقة .. إنهن
صور مآسي تهد الروح وتهدم ركن الصبر ..
الانسة (ن) :
طالبة جامعية .. ذكية شفافة لماحة ..وقد ظللت ْ جبينها الوضاح
سحابة سوداء من الحزن .. قلت لها : لِمَ تكتمين مافي نفسك؟
أجابت : أعترف إني صبية شقية .. لا استطيع ان اكون سعيدة
ولا حيلة لي فيما قضى الله .. ثم زفرت زفيرا متداركا كأنما
تنفث أفلاذ كبدها نفثا ..وأنشأت تحدثني : أحببته بقلب
لايسكن عن الخفقان لذكره .. ولا يفيق من الهموم والاحزان
لبعده .. وماعهدتُ العيون مقفرّة المدامع , ولاسكنت ْ
الجنوب في المضاجع .. قلت لها : صديقتي !! أرى جرح
ولكن دونما مقتل ْ , أرى حزنا دفينا واضحا يسأل ْ,
وفي عينيك دمع حارق يهطل ْ , وكتمان الجوى ينساب ُ
كالجدول , وماضني بوجد الحب من يخجل ْ ..
قالت : وحق الله في علياءه مـُفردْ , ومن بلد العروبة
فارسا أسعد ْ , له حبي على راياته تـُعقدْ , ولولا الشِرك
كاد حُبه يُعبدْ , ولكن باب آمالي بعيد تائه موصد ْ ,
فما ابصرته يوما سوى شوق غزا صدري ..
وعبر النت صورته على جسدي كما الجمر ِ
فعن قرب على حس ِ وعن بعد على القهر ِ
أخاف الأهل لو علموا فأتهم إني بالكفرِ
فما ذنبي بعادات تجر الحقد للثأر ِ
من الاجداد مورثها فتوئد زهرة العمر ِ
وها إني متيمة .. أحق هذا لا أدري ؟
الانسة (هـ)
صبية جامعية رائعة الجمال في العشرين من عمرها
يبدو على محياها السكينة والوقار وتشع عيناها ببريق
الذكاء .. استرسلت قائلة : حين اكون معه أطير بأجنحة
الخيال في عوالم الغيب , تاركة عالمي بالهموم والآلام
واستكمل لذة الحياة بين ظل حبه .. شكوته ما جرعته
من كؤوس الشقاء , فأسدى اليّ يده التي آنستني,
رأيته بعين قلبي ..حنونا ذا حديث عذب , بصفاء
عينيه واشراقة وجهه .. وكلما اقترب اجتماعي به على
النت .. أشعر كأن قلبي المجموع قد استحال الى أفلاذ ِ
صغيرة تتطاير في الفضاء .. فأسرُ بلقائه , وأحزن لفراقه
كل ما اطمع اليه ان يكون لي كما للناس .. حبيب
استمتع بلذة العيش معه , رفيق يعينني ويهون عليّ
آلام الحياة ووحشتها وكآبتها .
وما ان انتهت من كلامها , التفتُ حولي فإذا بأخرى
واقفة ورائي تذرف من الدموع اضعاف ماذرفت الاولى
إنها الانسة (و)
دنوت ُ منها اسألها السبب .. فقصّتْ قصتها وكشفت
عن خبيئة أمرها .. قائلة : قضيتُ زمنا طويلا.. تشِِلُ ّ
أوصال روحي حين أدنو من النت , وأضطرب ُ بأرتعاش
يديّ إذما ألمح ايميله فاتحا ..جمعتنا الغربة عن الاوطان
أحس وداعته , بشاشته , مجاملته , فأتمنى أن ابحث
له عن مكان اقرب من قلبي وأسمى من ضميري .. كي
أتألق بنوره فوق ذاتي ليتجلى أكثر بهاء وعظمة ..فهو
وحيا من فيض شاعريتي المكتظة .. وطيف شوقي وعذابي
حقيقة بعيدة محسوسها قريب .. مرّ في مكامن حياتي
واستقر غائرا بذاتي .. مرور السفن الغريبة واستقرارها
بمرافيء الغربة النائية .
الانسة ( س)
صبية ثرية من ربات الجمال والحسب والنسب , قالت :
أعد البعد عدته من قبل ولادته .. يؤنسني محضره ..
ويوحشني مغيبه .. وفي محاولة التغافل عن شوقي ونسيان
عذابات نفسي .. إذْ بجيوش الذكرى اللجب تسطو على
لفتاتي وخطواتي .. وبريق مخيلاتي اشعلت صبابتي
لمن وقع َ في نفسي موقع القلب من الجسد .. وكأن
الدهر كفَرّ َ عن سيئاته لي .. فوهبني نور الفجر
من مهد الظلام .. عهدته ذاك ألأبيّ .. فيه من
شمِّ الصقور عِلوّا , جرح الغربة يجمعنا ..
ولكن !! وا عجبي .. فبيننا بعد المشرق عن المغرب ِ
أما الانسه (د).. رفضت الإدلاء بلواعجها
واكتفت قائلة : حين اخلد للنوم اناجي ربي .. اللهم
إنك تعلم إني ماكفرتُ بك مُذْ آمنت.. واضمرتُ لك في
قلبي مايضمره المؤمنون الموحدون , فاغفر لي آثامي
وذنوبي , فإني ما أذنبت عنادا لك .. ولا تمردا عليك
ولكنه الحب .. غلبني على أمري .
+++++++
ايتها الفتاة
دعي الخيال الذي يساورك , إنه يفتت من عضدك
ويزعج من مرقدك .. واعلمي .. لابد من زوج حبيب
تثقين بوده واخلاصه ورحمته وحنانه .. تكلّين اليه
امرك من السعادة في مستقبل دهرك متوّجة على
عرش المجد والشرف .
تحياتي
عجبني الموضوع فنقلته لكم