بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر وله عليه فيه نهي وله فيه نعمة وله به منفعة و لذة ,فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدّى شكر نعمته عليه فيه وسعى في تكميل انتفاعه و لذته به, وإن عطّل أمر الله و نهيه فيه عطّله الله من انتفاعه بذلك العضو وجعله من أكبر أسباب ألمه و مضرّته)
أهلاً بكل الإخوة والأخوات^_^
إن الإنسان يحب محاسن الأمور ويأمل دوماً في لزوم الصراط المستقيم وكم تسعد نفسه وتفتخر بذلك الإيمان الذي يخالج قلبه الصغير وكلما زاد ذالك الإيمان في القلب كلما زادت سعادته وشعر وكأن نفسه ارتقت عالياً نحو الأفق الواسع الفسيح فرحاً وعزةً بفضل الله عليه ومنه وكرمه عليه بان جعل قلبه قلبُ رجل مؤمن موحد مستقيم يعرف المعروف وينكر المنكر , بعيداً عن فتن البدع والشهوات مجانباً للمعاصي والآثام, داعياً للحق بإذنه عزوجل وسراجاً منيراً بنور العفة والإيمان والعمل الصالح
فتراه يمشي على الأرض فرحاً بفضل الله عليه وتسمع كلماته تردد نعمة الله عليه بالهداية وفوق ذلك كله يدعوا الله دوماً بلسان وقلب وجل خائف " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "
نعم أحبتي في الله فهو رغم صلاحه واستقامته إلا انه يخشى عوارض الدنيا ويخشى أن ينقلب قلبه من الهدى إلى الضلال بلمح البصر , قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ قَلْبٍ إِلا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ"، وكان صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ" رواه بن ماجة.
والقلب كما قال عليه الصلاة والسلام " ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينا القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم ، إذ تجلت عنه فأضاء"
فكان لزاماً على المؤمن أن يتفقه ويتعلم ويكون على بصيرة تامة بأشكال تلك الفتن والعوارض والآفات التي إن دخلت قلبه وتمكنت منه فقد يفقد إيمانه واستقامته التي هي أساس حياة قلبه وطريق نجاته من النار !
ومن بين هذه الفتن قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ" (رواه الترمذي).
إن البشر يتفاوتون فيما بينهم في أمور دنياهم وآخرتهم , فتجد الغني والفقير , وتجد السعيد والحزين , وتجد المريض والصحيح , وتجد البعيد والقريب , وتجد الطائع والعاصي والمؤمن والكافر والمبتدع وغيرهم
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(11) سورة الحجرات.
إن الشريعة الإسلامية عظيمة الشأن لا ترضى ولا تسمح لأي بشر كان أن يسخر من غيره مهما كانت صفاتهم وأوضاعهم وأشكالهم وطباعهم ، فلعلَّ هذا الشخص الذي تسخر منه وتنظر إليه نظرة ازدراء واستخفاف يكون عند الله عزوجل خير وأحب من الساخر الذي يظن في نفسه الكمال والرفعة !
وكما أن الشريعة تنهى عن انتقاص الآخرين في أمور دنياهم فقد حرمت أن يعيِّر المسلم أخاه بمعصية وقع فيها أو يفرح على أخيه المسلم أو يتفاخر عليه بتقواه لله عز وجل وطاعته له لان تلك الطاعة والتقوى فضل من الله عزوجل ليس أمر كسبته يداه !
"لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ"
في ثنايا هذا الحديث الشريف تحذير ووعيد ونهي عن إظهار الشماتة بالمسلم وان الشماتة احد أسباب ابتلاء من اظهر الشماتة بذلك العيب أو المعصية التي عيَّر به أخاه ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , فالله عزوجل بقدرته قد يعافي العاصي من تلك المعصية وقد يغفر له تلك المعصية ويتوب عليه وهذا ليس ببعيد عن رب الأكوان , وتدور الدائرة على ذلك الشمات والمستهزئ فيبتلى بالمعصية ذاتها
قال الشاعر:
لا تهين الفقير علك أن تركع يوماً والدهر قد رفعه
قال عليه الصلاة والسلام (لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)
وجاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضِهم).
وفى حديث آخر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُ بها إلى النار أبعد مابين المشرق والمغرب)ولاحول ولا قوة الا بالله .
وكما قال احد العلماء "الله سبحانه خلق الخلق وصورهم وأحسن صورهم فعندما تسخر من شخص ما فإنك تنتقص من قدر الله - عز وجل –"
اعتذر عن ركاكة الموضوع وقلة العبارات لكن نسال الله ان يهدي بها القلوب يارب ^_^
اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والفسوق والعصيان، ونعوذ بك من الهوى والطغيان، ونسألك الخشية والإنابة والخضوع بين يديك، وارزقنا التواضع والسكينة، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، واجعلنا من الراشدين.
دمتم بخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر وله عليه فيه نهي وله فيه نعمة وله به منفعة و لذة ,فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدّى شكر نعمته عليه فيه وسعى في تكميل انتفاعه و لذته به, وإن عطّل أمر الله و نهيه فيه عطّله الله من انتفاعه بذلك العضو وجعله من أكبر أسباب ألمه و مضرّته)
أهلاً بكل الإخوة والأخوات^_^
إن الإنسان يحب محاسن الأمور ويأمل دوماً في لزوم الصراط المستقيم وكم تسعد نفسه وتفتخر بذلك الإيمان الذي يخالج قلبه الصغير وكلما زاد ذالك الإيمان في القلب كلما زادت سعادته وشعر وكأن نفسه ارتقت عالياً نحو الأفق الواسع الفسيح فرحاً وعزةً بفضل الله عليه ومنه وكرمه عليه بان جعل قلبه قلبُ رجل مؤمن موحد مستقيم يعرف المعروف وينكر المنكر , بعيداً عن فتن البدع والشهوات مجانباً للمعاصي والآثام, داعياً للحق بإذنه عزوجل وسراجاً منيراً بنور العفة والإيمان والعمل الصالح
فتراه يمشي على الأرض فرحاً بفضل الله عليه وتسمع كلماته تردد نعمة الله عليه بالهداية وفوق ذلك كله يدعوا الله دوماً بلسان وقلب وجل خائف " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "
نعم أحبتي في الله فهو رغم صلاحه واستقامته إلا انه يخشى عوارض الدنيا ويخشى أن ينقلب قلبه من الهدى إلى الضلال بلمح البصر , قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ قَلْبٍ إِلا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ"، وكان صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ" رواه بن ماجة.
والقلب كما قال عليه الصلاة والسلام " ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينا القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم ، إذ تجلت عنه فأضاء"
فكان لزاماً على المؤمن أن يتفقه ويتعلم ويكون على بصيرة تامة بأشكال تلك الفتن والعوارض والآفات التي إن دخلت قلبه وتمكنت منه فقد يفقد إيمانه واستقامته التي هي أساس حياة قلبه وطريق نجاته من النار !
ومن بين هذه الفتن قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ" (رواه الترمذي).
إن البشر يتفاوتون فيما بينهم في أمور دنياهم وآخرتهم , فتجد الغني والفقير , وتجد السعيد والحزين , وتجد المريض والصحيح , وتجد البعيد والقريب , وتجد الطائع والعاصي والمؤمن والكافر والمبتدع وغيرهم
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(11) سورة الحجرات.
إن الشريعة الإسلامية عظيمة الشأن لا ترضى ولا تسمح لأي بشر كان أن يسخر من غيره مهما كانت صفاتهم وأوضاعهم وأشكالهم وطباعهم ، فلعلَّ هذا الشخص الذي تسخر منه وتنظر إليه نظرة ازدراء واستخفاف يكون عند الله عزوجل خير وأحب من الساخر الذي يظن في نفسه الكمال والرفعة !
وكما أن الشريعة تنهى عن انتقاص الآخرين في أمور دنياهم فقد حرمت أن يعيِّر المسلم أخاه بمعصية وقع فيها أو يفرح على أخيه المسلم أو يتفاخر عليه بتقواه لله عز وجل وطاعته له لان تلك الطاعة والتقوى فضل من الله عزوجل ليس أمر كسبته يداه !
"لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ"
في ثنايا هذا الحديث الشريف تحذير ووعيد ونهي عن إظهار الشماتة بالمسلم وان الشماتة احد أسباب ابتلاء من اظهر الشماتة بذلك العيب أو المعصية التي عيَّر به أخاه ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , فالله عزوجل بقدرته قد يعافي العاصي من تلك المعصية وقد يغفر له تلك المعصية ويتوب عليه وهذا ليس ببعيد عن رب الأكوان , وتدور الدائرة على ذلك الشمات والمستهزئ فيبتلى بالمعصية ذاتها
قال الشاعر:
لا تهين الفقير علك أن تركع يوماً والدهر قد رفعه
قال عليه الصلاة والسلام (لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)
وجاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضِهم).
وفى حديث آخر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُ بها إلى النار أبعد مابين المشرق والمغرب)ولاحول ولا قوة الا بالله .
وكما قال احد العلماء "الله سبحانه خلق الخلق وصورهم وأحسن صورهم فعندما تسخر من شخص ما فإنك تنتقص من قدر الله - عز وجل –"
اعتذر عن ركاكة الموضوع وقلة العبارات لكن نسال الله ان يهدي بها القلوب يارب ^_^
اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والفسوق والعصيان، ونعوذ بك من الهوى والطغيان، ونسألك الخشية والإنابة والخضوع بين يديك، وارزقنا التواضع والسكينة، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، واجعلنا من الراشدين.
دمتم بخير