احمل لكم في طيات موضوعي هذا
ملخصا عن كتاب شؤون المرأة
كتاب جد راااائع ويتضمن
أمور مفيدة وتحليلات رائعة عن المرأة
وكل مرة احاول انزل لكم جزء من الكتاب
طبعا اذا أعجبكم
واذا لم تريدون ذلك فلا داعي
اتمنى ان ينال اعجابكم
الجزء الأول
أوّلاً ـ الأُنثى كالذّكر :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه شؤون خاصّة بالفتيات .. توافرنا على إلتقاطها من واقع حياتهنّ اليومية .. وهي شؤون تخصّ الصغيرات منهنّ ، اللواتي هنّ في مطلع شبابهنّ ..كما تهمّ الشابات الأكبر سنّا .
ومن خلال هذا الكرّاس نحاول أن نقدِّم تصوّراً عملياً للرؤية الإسلامية لبعض هذه الشؤون والشجون ، عسى أن تجد فتياتنا ـ في هذه الوريقات ـ بعض ما يبتغينَ من مناقشة موضوعية للمسائل ذات الاهتمام المشترك بينهنّ .
أنتِ أختُ أخيك .. لا فضل له عليك ولا فضل لكِ عليه .. بل الفضل فيما يحمله كلّ منكما من علم وعمل وأخلاق والتزام ديني . فالله الذي خلق الإنسان من ذكر ومن أنثى قد ساوى بينهما في المسـؤولية وإن فرّق بينهما في طبيعة الخـلق ، حيث جعل كلّ جنس ميسّراً لما خلق به ، وبالتالي فـ «قيمةُ كلّ إمرئ ما يُحسنه» . وأمّا قوله تعالى في (سورة مريم) : (وليسَ الذَّكرُ كالأُنثى )(1)فليس تمييزاً جنسياً أو تفضيلاً خلقياً لأحد الجنسين على الآخر ، بل وارد في خصوصية الخدمة في بيت المقدّس التي كانت للذكور دون الأناث .
وأمّا قوله تعالى:(الرِّجال قوّامون على النِّساء بما فضّل اللهُ بَعضهم على بعض)(2) فالقوامة
هي مسؤولية الحماية والرعاية، وليست السيادة والتفوّق والهيمنة.أي أنّ الله سبحانه وتعالى حمّل كلّ جنس ما يحتمله من تكاليف ومهام بحسب القدرات التي منحه إيّاها.
فالقوامة أيضاً ليست تفضيلاً ، وإنّما هي وضع كلّ جنس في الموقع المناسب . وليس من الصحيح إجراء مقارنة بين الرجال والنساء في اللياقة البدنية والقوّة العضلية أو القيام بالأشغال الشاقّة ، وإنّما تصحّ المقارنة في ذلك بين رجل ورجل وبين إمرأة وإمرأة ، فالفعل (فضّل) يعني بما وهب كلاً منهما من امتيازات أو مواصفات تتناسب وطبيعة جنسه .
وكذلك قوله عزّ وجلّ : (وللرِّجال عليهنَّ دَرجة )(3) فهو وارد في مجال الإنفاق والطلاق . وهي درجة محدودة من أجل النظام الأسري ، وليس فرصة للتعالي والتطاول والتفاضل ، وإلاّ فمعيار المفاضلة هو (التقوى) : (إنّ أكرمَكُم عِندَ الله أتقاكُم )(4) .
وما عدا ذلك .. فأنتِ كفتاة مسؤولة كما أنّ أخاك الشاب مسؤول .. والعبادات مفروضة عليكِ كما هي مفروضة عليه .. والعقوبات على المخالفات الشرعية تقع عليه كما تقع عليك .
وإذا كان الجهاد ـ أي القتال في ساحات الحرب ـ قد سقط عنكِ وتحمّله أخوك الشـاب ، فإنّ لك ساحتك التي تجاهدين عليها ، وهي رعاية شـؤون الأسرة زوجةً وأولاداً «جهادُ المرأة حسنُ التبـعّل» وهي ساحة جهاد أكبر وأطول .
وفوق هذا وذاك ، فالجنّـة للنساء وللرجال معاً .. والنار للرجال وللنساء معاً .
فلا تصدّقي مَن يقول إنّك أقلّ من أخيك أو أصغر شأناً منه .
أنت كما هو .. بل كم من الفتيات من يفقن أقرانهنّ من الشبان في وعي وفي خُلق وعمل وذكاء وإبداع وحسن تدبير .
الذكورة ليست ميزة أو فضيلة حتى تتمنين لو كنتِ ذكراً .
والأنوثة ليست مثلبة أو انتقاصاً حتى تتمنين لو لم تكوني أنثى .
والله لا يحاسبنا يوم الحساب على الجنس ، وإنّما بما كلّف كلاًّ منّا ، وبما أحسن كلٌّ منّا (ليبلوكم أ يّكم أحسنُ عَملا )(5) .
وهذا هو تأريخ المرأة قبل الإسلام وبعده نقّلي بصرك فيه وسترين كيف أ نّه يثبت أ نّك أخت الرجل وقرينته وقد فُقتهِ في بعض المجالات . فعقلكِ مثلُ عقله .. وإرادتك مثل إرادته .. ووعيك مثل وعيه ، وإنّما هي الظروف المحيطة قد ترفع هذا وتضع تلك .
وأيّ صورة مغايرة لهذه الصورة هي إمّا ليست إسلامية، أو عدوانية متجنّية .. أو مفروضة تفرزها طبيعة الواقع الذكوري .
ومن المشهود به ، أنّ المرأة ومن خلال كفاحها الطويل ، بدّدت النظرة السلبية عنها في العديد من الإبداعات والإنجازات التي تُذكر فتُشكر .
انتظروني مع الجزء الثاني