بسم الله الرحمن الرحيم | |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الصف “سَبحَ لِلهِ مَا فِي السمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم، يَا أَيهَا الذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تفعلون، كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ، إِن اللهَ يُحِب الذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنهُم بُنيَانٌ مرْصُوصٌ” ( الآيات: 1 4). افتتحت سورة “الصف” كما افتتحت قبلها سورتا الحديد والحشر بتنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به، أي نزه الله تعالى وقدسه جميع ما في السموات وجميع ما في الأرض من مخلوقات، وهو عز وجل “العزيز” الذي لا يغلبه غالب “الحكيم” في كل أقواله وأفعاله. ثم وجه سبحانه نداء إلى المؤمنين فقال: “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون”. وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات روايات منها ما روي عن ابن عباس انه قال: كان أناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه، إيمان به لاشك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به. فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم فنزلت هذه الآيات. تصرف ممقوت والاستفهام في قوله تعالى: “لم تقولون” للإنكار والتوبيخ على قول الإنسان قولا لا يؤيده فعله، لأن هذا القول إما أن يكون كذبا، وإما أن يكون خلفا للوعد، وكلاهما يبغضه الله تعالى. والمعنى: يا من آمنتم بالله واليوم الآخر، لماذا تقولون قولا تخالفه أفعالكم بأن تزعموا بأنكم لو كلفتم بكذا لفعلتموه، فلما كلفتم به قصرتم فيه، أو أن تقولوا بأنكم فعلتم كذا وكذا مع أنكم لم تفعلوا ذلك. وناداهم بصفة الإيمان الحق، لتحريك حرارة الإيمان في قلوبهم، وللتعريض بهم، إذ من شأن الإيمان الحق أن يحمل المؤمن على أن يكون قوله مطابقا لفعله. وقوله سبحانه: “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” بيان للآثار السيئة التي تترتب على القول الذي يخالفه الفعل، وقوله “كبر” بمعنى عظم، لأن الشيء الكبير لا يوصف بهذا الوصف، إلا إذا كان فيه كثرة وشدة في نوعه. والمقت: البغض الشديد، ومنه قوله تعالى: “ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً”. وقال سبحانه: “كبر مقتا عند الله” للإشعار بمدى هذا البغض من الله تعالى لهم بسبب مخالفة قولهم لفعلهم، لأنه إذا كانت هذه الصفة عظيمة المقت عند الله، فعلى كل عاقل أن يجتنبها ويبتعد عنها. قال صاحب تفسير الكشاف: نداؤهم بالإيمان تهكم بهم وبإيمانهم وهذا من أفصح الكلام وأبلغه في معناه. وهكذا ذم الحق سبحانه الذين يقولون ما لا يفعلون ذما شديدا ويندرج تحت هذا الذم، الكذب في القول، والخلف في الوعد، وحب الشخص للثناء من دون أن يكون قد قدم عملا يستحق من اجله الثناء. هؤلاء يحبهم الله وبعد أن وبخ سبحانه الذين يقولون ما لا يفعلون أتبع ذلك ببيان من يحبهم الله تعالى فقال: “إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص”، ومحبة الله تعالى لشخص معناها رضاه عنه وإكرامه له. والمعنى أن الله تعالى يحب الذين يقاتلون في سبيل إعلاء دينه قتالا شديدا، حتى لكأنهم في ثباتهم واجتماع كلمتهم، وصدق يقينهم، بنيان قد التصق بعضه ببعض فلا يستطيع احد أن ينفذ من بين صفوفه. فالمقصود بالآية الكريمة الثناء على المجاهدين الصادقين الذين يثبتون أمام الأعداء وهم يقاتلونهم ثباتا لا اضطراب معه ولا تزلزل. يقول الإمام الرازي في تفسيره: أخبر الله تعالى انه يحب من يثبت في الجهاد، ويلزم مكانه كثبوت البناء المرصوص. منقول من جريدة الخليج الإمارات 8-12-2006 |
2 مشترك
“كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”
عبد الكريم أبي يحيى- أصدقاء أحلى أحلام
- عدد الرسائل : 1140
العمر : 48
الموقع : islame66.yoo7.com
العمل/الترفيه : COOL
المزاج : الحمد الله مرح و متفائل بالخير دائما
أعلام الدول :
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/01/2008
الورقة الشخصية
الطاقة: 10
- مساهمة رقم 1
“كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”
جيهااان- عضوة مميزة
- عدد الرسائل : 1752
العمر : 47
العمل/الترفيه : ربة منزل
المزاج : الحمد لله على كل حال
أعلام الدول :
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/02/2008
الورقة الشخصية
الطاقة: 10
- مساهمة رقم 2
رد: “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”
بارك الله فيك أخى الفاضل عبدالكريم
وجزااك الله خيرالجزاء
وجزااك الله خيرالجزاء