حقوق الأبناء :
بسم لله الرحمان الرحيم:
للأبناء حقوق على الوالدين.
وقد لخصّها الإمام علي بن الحسين عليهما السلام بالقول : « وأمّا حق ولدك
فإنّك تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه ، وأنّك مسؤول
عمّا ولّيته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه عزَّ وجلَّ والمعونة له
على طاعته ، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الاحسان إليه ،
معاقب على الاساءة إليه » بحار الانوار 74 :6
ومن حقّ الأبناء على الآباء الاحسان إليهم وتعليمهم وتأديبهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالاحسان إليه والتألف له ، وتعليمه وتأديبه » مستدرك الوسائل 2 : 626
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « رحم الله من أعان ولده على برّه ... يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ، ولا يرهقه ولا يخرق به » الكافي 6 : 50.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم »
وتترتب على الوالدين جملة من الحقوق ينبغي مراعاتها من أجل اعداد الأبناء
إعداداً فكرياً وعاطفياً وسلوكياً منسجماً مع المنهج الالهي في الحياة ،
ولا يتحقق ذلك إلاّ باشباع حاجات الأبناء الأساسية ، كالحاجة إلى الايمان
بالغيب ، والحاجة إلى الامان وتوكيد الذات والمكانة بالمحبة والتقدير ،
والحاجة إلى التربية الصالحة.
ويمكن تحديد أهم حقوق الأبناء بما يلي :
1 ـ ينبغي على كلِّ من الوالدين اختيار شريك الحياة على أساس الايمان
والتدين والصلاح والسلامة من العيوب العقلية كالجنون والحمق ، لأنّ ذلك
يؤثر على تنشئة الجيل وسلامته.
وينبغي الاهتمام بالصحة الجسدية
والنفسية للاُمّ أثناء الحمل ، لكي يخرج الأبناء إلى الدنيا وهم يتمتّعون
بالصحة الجسدية والنفسية
2 ـ يستحب تسمية الأبناء بأحسن الأسماء ،
ورعاية الاُمّ رعاية صالحة ، وتوفير حاجاتها اللازمة للتفرّغ إلى رعاية
الأبناء في مهدهم ، ويجب على الوالد اشباع حاجات الوليد من الرضاعة ، وذلك
بالاعتماد على حليب الاُمّ أو اختيار المرضعة الصالحة ، واشباع حاجاته
المادية والمعنوية في فترة الحضانة.
3 ـ يجب على الوالدين تعليم الطفل
معرفة الله تعالى ، وتعميق الايمان في قلبه وجوارحه ، وتعليمه سائر أصول
الدين ليترعرع على الايمان بالله وبرسوله وبالأئمة عليهم السلام وبيوم
القيامة ، ليكون الايمان عوناً له في تهذيب نفسه في الحاضر والمستقبل.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حبّ نبيكم ، وحبّ أهل بيته ، وقراءة القرآن » .
ويجب تربية الأطفال على طاعة الوالدين.
4 ـ ويجب الاحسان إلى الأبناء في هذه المرحلة وتكريمهم من أجل تعميق أواصر
الحبّ بينهم وبين الوالدين ، وذلك ضروري في كمالهم اللغوي والعقلي
والعاطفي والاجتماعي ، فالطفل يقلد من يحبّه ، ويتقبّل التعليمات والنصائح
والأوامر ممّن يحبّه.
والمنهج الإسلامي في التعامل مع الأبناء يؤكد
على التوازن بين اللين والشدة في التربية ، ويؤكد على العدالة بين الأطفال
في الحبّ والتقدير وفي العطاء واشباع الحاجات لكي يترعرعوا متحابين
متآزرين لا عداء بينهم ولا شحناء ولا تقاطع ولا تدابر.
ويجب على
الوالدين وقاية الابناء من الانحراف الجنسي والانحراف السلوكي ، وتنمية
عواطفهم اتجاه الأعمال الصالحة ، وتوجيهها توجيهاً سليماً يقوم على أساس
المنهج الاسلامي في التربية والسلوك.
ويجب الاهتمام بالطفل اليتيم ورعايته رعاية حسنة لكي يكون رجلاً صالحاً في المستقبل.
فالطفل
يحتاج الى الرعاية النفسية والحب والحنان الأبوي، كما يحتاج الى الحليب
والدواء والثياب، لذلك نجد وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبناء
تؤكد هذا الجانب وتحثّ عليه:
[احبوا الصبيان،وارحموهم،وإذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم،فانهم لا يدرون إلا انّكم ترزقونهم]
[ من
قبل ولده ولده الله عزّ وجلّ له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة،
ومن علّمه القرآن دعي بالابوين فيكسيان حلّتين يضيء من نورهما وجوه أهل
الجنّة] (106).
[ إن الله ليرحم العبد لشدة حبّه لولده] .
وقد
ثبت علمياً ان الأطفال الذين يعيشون في أحضان الحبّ والحنان والرعاية
الأبوية ينشأون نشأة سوية سليمة، خالية من العقد والأمراض النفسية، ومظاهر
الانحلال ووهن الشخصية، كما ثبت علمياً أن للعلاقة الأبوية الطيبّة
بالأبناء أثراً إيجابياً على سلوك الأبناء وعلاقتهم بالآخرين، في مرحلة
الطفولة والمراهقة والبلوغ، إضافة الى أن الطفل الذي يفقد الحنان ويعايش
أجواء الحقد والكرهية، وعدم العناية ينشأ فرداً منحلّ الشخصية، عدواني
السلوك، يشعر بالنقص والكراهية.
لذلك أكد الاسلام مسؤولية الآباء التربوية، وشدّد على حسن التربية والتوجيه بقوله:
[ يا
أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودُها الناس والحجارة عليها
ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون].(التحريم/6)
وجاء رجل الى النبي فقال: [ يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال: (( تحسن اسمه وأدّبه، وضعه موضعاً حسناً))]
فعلى
الآباء مسؤولية إعداد أبنائهم وتربيتهم للحياة الصالحة وإعانتهم على
الهداية، لذلك أعطى الاسلام الأب والجد من جهة الأب الولاية على الأبناء
الصغار، والهيمنة عليهم، كما حمّله ضمان المسؤولية الناشئة عن تصرف أبنائه
الصغار، بما يتعلّق بحقوق الناس.
نسال الله الاخلاص
والسلام عليكم
بسم لله الرحمان الرحيم:
للأبناء حقوق على الوالدين.
وقد لخصّها الإمام علي بن الحسين عليهما السلام بالقول : « وأمّا حق ولدك
فإنّك تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه ، وأنّك مسؤول
عمّا ولّيته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه عزَّ وجلَّ والمعونة له
على طاعته ، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الاحسان إليه ،
معاقب على الاساءة إليه » بحار الانوار 74 :6
ومن حقّ الأبناء على الآباء الاحسان إليهم وتعليمهم وتأديبهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالاحسان إليه والتألف له ، وتعليمه وتأديبه » مستدرك الوسائل 2 : 626
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « رحم الله من أعان ولده على برّه ... يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ، ولا يرهقه ولا يخرق به » الكافي 6 : 50.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم »
وتترتب على الوالدين جملة من الحقوق ينبغي مراعاتها من أجل اعداد الأبناء
إعداداً فكرياً وعاطفياً وسلوكياً منسجماً مع المنهج الالهي في الحياة ،
ولا يتحقق ذلك إلاّ باشباع حاجات الأبناء الأساسية ، كالحاجة إلى الايمان
بالغيب ، والحاجة إلى الامان وتوكيد الذات والمكانة بالمحبة والتقدير ،
والحاجة إلى التربية الصالحة.
ويمكن تحديد أهم حقوق الأبناء بما يلي :
1 ـ ينبغي على كلِّ من الوالدين اختيار شريك الحياة على أساس الايمان
والتدين والصلاح والسلامة من العيوب العقلية كالجنون والحمق ، لأنّ ذلك
يؤثر على تنشئة الجيل وسلامته.
وينبغي الاهتمام بالصحة الجسدية
والنفسية للاُمّ أثناء الحمل ، لكي يخرج الأبناء إلى الدنيا وهم يتمتّعون
بالصحة الجسدية والنفسية
2 ـ يستحب تسمية الأبناء بأحسن الأسماء ،
ورعاية الاُمّ رعاية صالحة ، وتوفير حاجاتها اللازمة للتفرّغ إلى رعاية
الأبناء في مهدهم ، ويجب على الوالد اشباع حاجات الوليد من الرضاعة ، وذلك
بالاعتماد على حليب الاُمّ أو اختيار المرضعة الصالحة ، واشباع حاجاته
المادية والمعنوية في فترة الحضانة.
3 ـ يجب على الوالدين تعليم الطفل
معرفة الله تعالى ، وتعميق الايمان في قلبه وجوارحه ، وتعليمه سائر أصول
الدين ليترعرع على الايمان بالله وبرسوله وبالأئمة عليهم السلام وبيوم
القيامة ، ليكون الايمان عوناً له في تهذيب نفسه في الحاضر والمستقبل.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حبّ نبيكم ، وحبّ أهل بيته ، وقراءة القرآن » .
ويجب تربية الأطفال على طاعة الوالدين.
4 ـ ويجب الاحسان إلى الأبناء في هذه المرحلة وتكريمهم من أجل تعميق أواصر
الحبّ بينهم وبين الوالدين ، وذلك ضروري في كمالهم اللغوي والعقلي
والعاطفي والاجتماعي ، فالطفل يقلد من يحبّه ، ويتقبّل التعليمات والنصائح
والأوامر ممّن يحبّه.
والمنهج الإسلامي في التعامل مع الأبناء يؤكد
على التوازن بين اللين والشدة في التربية ، ويؤكد على العدالة بين الأطفال
في الحبّ والتقدير وفي العطاء واشباع الحاجات لكي يترعرعوا متحابين
متآزرين لا عداء بينهم ولا شحناء ولا تقاطع ولا تدابر.
ويجب على
الوالدين وقاية الابناء من الانحراف الجنسي والانحراف السلوكي ، وتنمية
عواطفهم اتجاه الأعمال الصالحة ، وتوجيهها توجيهاً سليماً يقوم على أساس
المنهج الاسلامي في التربية والسلوك.
ويجب الاهتمام بالطفل اليتيم ورعايته رعاية حسنة لكي يكون رجلاً صالحاً في المستقبل.
فالطفل
يحتاج الى الرعاية النفسية والحب والحنان الأبوي، كما يحتاج الى الحليب
والدواء والثياب، لذلك نجد وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبناء
تؤكد هذا الجانب وتحثّ عليه:
[احبوا الصبيان،وارحموهم،وإذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم،فانهم لا يدرون إلا انّكم ترزقونهم]
[ من
قبل ولده ولده الله عزّ وجلّ له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة،
ومن علّمه القرآن دعي بالابوين فيكسيان حلّتين يضيء من نورهما وجوه أهل
الجنّة] (106).
[ إن الله ليرحم العبد لشدة حبّه لولده] .
وقد
ثبت علمياً ان الأطفال الذين يعيشون في أحضان الحبّ والحنان والرعاية
الأبوية ينشأون نشأة سوية سليمة، خالية من العقد والأمراض النفسية، ومظاهر
الانحلال ووهن الشخصية، كما ثبت علمياً أن للعلاقة الأبوية الطيبّة
بالأبناء أثراً إيجابياً على سلوك الأبناء وعلاقتهم بالآخرين، في مرحلة
الطفولة والمراهقة والبلوغ، إضافة الى أن الطفل الذي يفقد الحنان ويعايش
أجواء الحقد والكرهية، وعدم العناية ينشأ فرداً منحلّ الشخصية، عدواني
السلوك، يشعر بالنقص والكراهية.
لذلك أكد الاسلام مسؤولية الآباء التربوية، وشدّد على حسن التربية والتوجيه بقوله:
[ يا
أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودُها الناس والحجارة عليها
ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون].(التحريم/6)
وجاء رجل الى النبي فقال: [ يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال: (( تحسن اسمه وأدّبه، وضعه موضعاً حسناً))]
فعلى
الآباء مسؤولية إعداد أبنائهم وتربيتهم للحياة الصالحة وإعانتهم على
الهداية، لذلك أعطى الاسلام الأب والجد من جهة الأب الولاية على الأبناء
الصغار، والهيمنة عليهم، كما حمّله ضمان المسؤولية الناشئة عن تصرف أبنائه
الصغار، بما يتعلّق بحقوق الناس.
نسال الله الاخلاص
والسلام عليكم