[size=24]
[size=16]قد يقول البعض إننا نذكر الموت مرارا في اليوم الواحد , فما بالنا لا نستفيد ولا ننتفع ؟... فالجواب أن ذكر الموت لا يعطي ثماره إلا إذا كان ذكرا حقيقيا .
وذلك أن الناس غالبا ما يتذاكرون الموت باعتباره نهاية الحياة , ويتخيلون الميت مغمض العينين سجي في سريره أو محمولا على نعشه , فليس هذا هو الذكر المطلوب.
تذكر الموت يعني :
1- أن يتوقع المرء أن الموت أقرب إليه من يده التي في جنبه , أنه معرض لأجله المحتوم في كل لحظة من لحظات حياته , فإذا أصبح لا يتوقع أن يبقى سالما إلى المساء , وإذا أمسى لايتوقع أن يبقى حيا إلى الصباح . فإذا كان يتوقع الموت لحظة فلحظة بادر إلى إستغلال كل لمحة ونفس من أنفاسه فيما يعود عليه بالخير والثواب عند ربه , ولا يسوف , ولا يوجل لأنه لا يتوقع أن يعيش إلى وقت التسويف, رأى رجل أخا بعد صلاة العصر , وتحت إبطه شئ , فقال له : ما تحمل تحت إبطك يا أبا يحيى ؟ قال : قطعة خبز أفطر عليها هذا المساء (وكان صائما) , قال : يا أبا يحيى , أو تأمل أن تعيش إلى المساء ؟ إنك لرجل ذو أمل !..., فإذا أراد العبد أن يذكر الموت , حق ذكره , فليحقق في نفسه ما روي عن عون بن عبد الله : ما احد ينزل الموت حق منزلته إلا عبد عد غدا ليس من أجله , كم من مستقبل يوما لا يستكمله وراج غدا لا يبلغه إنك لو ترى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره.
2- أن يتخيل في ذهنه ما سوف يلاقيه الميت فيتخيل نفسه يموت وما سيعانيه في خروج الروح , وحمله على النعش , وإلقائه في حفرته , وسؤال الملكين , ويذكر ضمة القبر وبقاءه فيه وحيدا عاجزا مرهونا بعمله , فإذا قامت القيامة بعث من قبره , ووقف بين يدي ربه والشمس تدنو من الخلائق والحساب يبدأ , فإذا به يحاسب على كل ما فعل بجارحة من جوارحه , ثم بعد ذلك يتصور عبوره على الصراط , ومروره على النار وما فيها من أهوال تقشعر لها الأبدان , هذه المواقف التي يتعرض لها الإنسان يتخيلها المسلم في ذهنه وكأنه يعيشها لحظة بلحظة , ويتصور ما سوف يلاقيه من الصعوبات , وأنه لا ينجيه منها إلا أن يعفو الله تعالى ويصفح , وحتى يكون ممن ينالهم عفو الله تعالى وصفحه , ينبغي عليه أن يحسن العمل , ويجتنب الزلل ليكون مشمولا برحمة الله تعالى التي هي قريب من المحسنين .
إذا تذكر المسلم الموت على هذه الصورة إنبعث فيه خوف شديد من الله تعالى يحجزه عن المحارم , وشع فيه رجاء قوي يدفعه إلى الإكثار من الطاعات ليزداد قربا ورفعة عند مولاه.
نسأل الله عز وجل أن يرحمنا بترك المعاصي , وأن يكرمنا بأداء الطاعات , وأن يجنبنا الزلل , ويوفقنا لما يحبه ويرضاه...آمين
م ن ق و ل [/size]
[/size][size=16]قد يقول البعض إننا نذكر الموت مرارا في اليوم الواحد , فما بالنا لا نستفيد ولا ننتفع ؟... فالجواب أن ذكر الموت لا يعطي ثماره إلا إذا كان ذكرا حقيقيا .
وذلك أن الناس غالبا ما يتذاكرون الموت باعتباره نهاية الحياة , ويتخيلون الميت مغمض العينين سجي في سريره أو محمولا على نعشه , فليس هذا هو الذكر المطلوب.
تذكر الموت يعني :
1- أن يتوقع المرء أن الموت أقرب إليه من يده التي في جنبه , أنه معرض لأجله المحتوم في كل لحظة من لحظات حياته , فإذا أصبح لا يتوقع أن يبقى سالما إلى المساء , وإذا أمسى لايتوقع أن يبقى حيا إلى الصباح . فإذا كان يتوقع الموت لحظة فلحظة بادر إلى إستغلال كل لمحة ونفس من أنفاسه فيما يعود عليه بالخير والثواب عند ربه , ولا يسوف , ولا يوجل لأنه لا يتوقع أن يعيش إلى وقت التسويف, رأى رجل أخا بعد صلاة العصر , وتحت إبطه شئ , فقال له : ما تحمل تحت إبطك يا أبا يحيى ؟ قال : قطعة خبز أفطر عليها هذا المساء (وكان صائما) , قال : يا أبا يحيى , أو تأمل أن تعيش إلى المساء ؟ إنك لرجل ذو أمل !..., فإذا أراد العبد أن يذكر الموت , حق ذكره , فليحقق في نفسه ما روي عن عون بن عبد الله : ما احد ينزل الموت حق منزلته إلا عبد عد غدا ليس من أجله , كم من مستقبل يوما لا يستكمله وراج غدا لا يبلغه إنك لو ترى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره.
2- أن يتخيل في ذهنه ما سوف يلاقيه الميت فيتخيل نفسه يموت وما سيعانيه في خروج الروح , وحمله على النعش , وإلقائه في حفرته , وسؤال الملكين , ويذكر ضمة القبر وبقاءه فيه وحيدا عاجزا مرهونا بعمله , فإذا قامت القيامة بعث من قبره , ووقف بين يدي ربه والشمس تدنو من الخلائق والحساب يبدأ , فإذا به يحاسب على كل ما فعل بجارحة من جوارحه , ثم بعد ذلك يتصور عبوره على الصراط , ومروره على النار وما فيها من أهوال تقشعر لها الأبدان , هذه المواقف التي يتعرض لها الإنسان يتخيلها المسلم في ذهنه وكأنه يعيشها لحظة بلحظة , ويتصور ما سوف يلاقيه من الصعوبات , وأنه لا ينجيه منها إلا أن يعفو الله تعالى ويصفح , وحتى يكون ممن ينالهم عفو الله تعالى وصفحه , ينبغي عليه أن يحسن العمل , ويجتنب الزلل ليكون مشمولا برحمة الله تعالى التي هي قريب من المحسنين .
إذا تذكر المسلم الموت على هذه الصورة إنبعث فيه خوف شديد من الله تعالى يحجزه عن المحارم , وشع فيه رجاء قوي يدفعه إلى الإكثار من الطاعات ليزداد قربا ورفعة عند مولاه.
نسأل الله عز وجل أن يرحمنا بترك المعاصي , وأن يكرمنا بأداء الطاعات , وأن يجنبنا الزلل , ويوفقنا لما يحبه ويرضاه...آمين
م ن ق و ل [/size]