قيام الليل هو طريق الفلاح:
وقد
جاء في حديث: "واعلم أن شرف المؤمن في قيام الليل وعزه في استغنائه عن
الناس"، فبدخول الليل يسعد المتهجدون ويأنسون بكتاب ربهم ومناجاته، اقتداء
برسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه،
طلباً أن يكون عبداً شكوراً، وليرشد أمته صلى الله عليه وسلم إلى أن قيام
الليل هو سبب للسير في طريق الفلاح، وهو المعين على لزوم التقوى، ومصاحبة
الاستقامة، والتغلب على مصاعب الحياة، وهكذا يسير العارف بالله على هذا
الدرب بقدر استطاعته، فيتذوق لذة الطاعة و يغترف من حلاوة الإيمان، واتصال
القلب بالله، و من ذاق عرف.
وصية للزوجين:
وما أجمل الزوجين اللذين يتعاونان على تطبيق حديث رسولنا العظيم صلى الله
عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح
في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى
نضحت في وجهه الماء" (9)، فيا لسعادة الزوجين بدعاء رسول الله ص لهما
بالرحمة، وها هو ربنا العزيز الكريم يرغبنا ويشوقنا إلى ساعات بالليل،حين
ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من
يدعوني فأستجيب له؟! من يسألني فأعطيه؟! من يستغفرني فأغفر له" فهل بعد
هذا الإغراء والتشويق نتراخى ونتكاسل؟! ألسنا الفقراء إلى الله؟! ألسنا
الضعفاء والمحتاجين إليه؟! إننا بأمسِّ الحاجة لإجابة الله وعطائه وغفرانه.
قيام الرسول صلى الله عليه وسلم :
اسمع إلى حذيفة بن اليمان يقوم ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ
فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ
مَضَى فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ
بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ
عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا
تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ
بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ
الْعَظِيمِ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ:
سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا
رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، فَكَانَ
سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ)(10) رواه مسلم.
وها
هو يقوم الليل صلى الله عليه وسلم حتى تتشقق قدماه وتتفطر، فترحم عائشة
هذا الجهد منه، وتقول له: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ
غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:
((أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا)) (11)
وهل
يقرأ القرآن هذا كما نقرأه نحن، أو ينتظر الفراغ من القراءة حتى يجلس، لا،
اسمع إلى عبد الله ابن الشخير يقول رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم: ((يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنْ
الْبُكَاءِ))(12).
درب نفسك وجاهدها:
النجاح
في الحرص على قيام الليل يحتاج لتدريب النفس على القيام، وتعويدها على
الاستيقاظ، فعليك أن تعالج نفسك بالتدريج، بعد التعرف على منافع قيام
الليل، والاطلاع على سير الصالحين السابقة، يجتهد المسلم في الاستيقاظ في
جوف الليل لدقائق معدودة يذكر الله، ويستغفره، ويطلب منه دعوات معدودة،
حتى إذا أحس المسلم بالأنس بهذه الدقائق انتقل إلى مرحلة أخرى. ثم إذا
وجدت في نفسك نشاطاً، فتوضأ وضوءاً خفيفاً، وصل وتراً، واحدة أو ثلاث، حتى
إذا أصبح ذلك الأمر سجية لك وطبعا، وأصبح فؤادك يحزن لفقده، و صارت نفسك
تنتظر حلاوة القيام، فاعلم أن الله وضعك على عتبات الطريق، فعندئذ اعمد
إلى ورد من القرآن تقرؤه ولو في المصحف، في سكنات الليل، ونسمات السحر، ثم
ناج ربك ومولاك بدعوات، وابتهالات، وانظر بعد ذلك كيف سيكون قلبك.
لأزحفن بك إلى الله:
ورحم الله أبا مسلم الخولاني إذ كان يقول لنفسه: "قومي، لأزحفن بك زحفاً
إلى الله حتى يكون الكَلّ منك لا مني" فإذا فتر وتعب أخذ سوطه وضرب ساقه،
ثم قال: "أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا؟!
كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم خلفوا وراءهم رجالاً .
أخي المسلم أختي المسلمة: إن الأمة تعيش مخاضاً، وتحيا في أزمات متتابعة،
وتنعرض لمؤمرات متنوعة، فما أحوجنا لقيام الليل في هذه المحن. إنه حق
على كل مسلم في هذه الأيام الحرجة، أن يجعل له ورداً يومياً من الدعاء،
يستنصر به رب الأرض والسماء للدعاء على الصليبيين المعتدين المحتلين
المحاربين، وعلى اليهود الصهاينة الغاصبين، و الدعاء على من والاهم من
المنافقين المثبطين، وأن يسأل العبد ربه تعالى: النصر لإخوانه، في جوف
الليل، لعل الله عز وجل يعذره بهذا الفعل القليل، ولعل الله أن يستجيب
لهذه الآهات الصادقة، والحسرات المتألمة.
قيام الليل والبحوث العلمية:
جاء
فى كتاب (الوصفات المنزلية المجربة وأسرار الشفاء الطبيعية) وهو كتاب
بالإنجليزية لمجموعة من المؤلفين الأمريكيين (طبعة 1993م) أن القيام من
الفراش في أثناء الليل، والحركة البسيطة داخل المنزل، أو القيام ببعض
التمرينات الرياضية الخفيفة، وتدليك الأطراف بالماء، والتنفس بعمق له
فوائد صحية عديدة. والمتأمل لهذه النصائح يجد أنها تماثل تماماً حركات
الوضوء والصلاة عند قيام الليل، وقد سبق النبى صلى الله عليه وسلم كل هذه
الأبحاث في الإشارة المعجزة إلى فوائد قيام الليل، كما في الحديث ((عليكم
بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله عز وجل، ومنهاة عن
الإثم، وتكفير للسيئات،)) (1).
وعن كيفية قيام الليل بطرد الداء عن الجسد فقد ثبت الآتي:
1-
يؤدى قيام الليل إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزول (وهو الكورتيزون
الطبيعي للجسم) خصوصاً قبل الاستيقاظ بعدة ساعات، وهو ما يتوافق زمنياً مع
وقت السحر (الثلث الأخير من الليل) مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوى
سكر الدم، والذي يشكل خطورة على مرضى السكر، ويقلل كذلك من الارتفاع
المفاجئ في ضغط الدم، مما يقي من السكتة المخية والأزمات القلبية في
المرضى المعرضين لذلك.
2-
كما يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي الذي يحدث
نتيجة لبطء سريان الدم في أثناء النوم وزيادة لزوجة الدم بسبب قله تناول
السوائل أو زيادة فقدانها ، أو بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما
يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس.
3-
ويؤدى قيام الليل إلى تحسن في حركة وليونة المفاصل في مرضى التهابات
المفاصل المختلفة، سواء كانت روماتيزمية أو غيرها، نتيجة الحركة الخفيفة،
والتدليك بالماء عند الوضوء.
4-
كما أن قيام الليل علاج ناجح لما يعرف باسم (مرض الإجهاد المزمن) لما
يوفره قيام الليل من انتظام في الحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسط الذي
ثبتت فاعليته في علاج هذا المرض.
5-
ويؤدى قيام الليل إلى تخلص الجسم من الجليسرات الثلاثية (نوع من
الدهون)التي تتراكم في الدم خصوصاً بعد تناول العشاء المحتوى على نسبة
عالية من الدهون التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية
بنسبة 32% فى هؤلاء المرضى مقارنة بغيرهم.
6- ويقلل قيام الليل من خطر الوفيات من جميع الأسباب خصوصاً الناتج عن السكتة الدماغية والقلبية، وبعض أنواع السرطان.
و يقلل قيام الليل من مخاطر الموت المفاجئ بسبب اضطراب ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقى.
8- كما أن قيام الليل ينشط الذاكرة وينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة
لما فيه من قراءة وتدبر للقرآن وذكر الأدعية، واسترجاع لأذكار الصباح
والمساء، فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها.
9- ويقلل قيام الليل من نسبة حدوث والتخفيف من شدة مرض طنين الأذن لأسباب غير معروف
وقد
جاء في حديث: "واعلم أن شرف المؤمن في قيام الليل وعزه في استغنائه عن
الناس"، فبدخول الليل يسعد المتهجدون ويأنسون بكتاب ربهم ومناجاته، اقتداء
برسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه،
طلباً أن يكون عبداً شكوراً، وليرشد أمته صلى الله عليه وسلم إلى أن قيام
الليل هو سبب للسير في طريق الفلاح، وهو المعين على لزوم التقوى، ومصاحبة
الاستقامة، والتغلب على مصاعب الحياة، وهكذا يسير العارف بالله على هذا
الدرب بقدر استطاعته، فيتذوق لذة الطاعة و يغترف من حلاوة الإيمان، واتصال
القلب بالله، و من ذاق عرف.
وصية للزوجين:
وما أجمل الزوجين اللذين يتعاونان على تطبيق حديث رسولنا العظيم صلى الله
عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح
في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى
نضحت في وجهه الماء" (9)، فيا لسعادة الزوجين بدعاء رسول الله ص لهما
بالرحمة، وها هو ربنا العزيز الكريم يرغبنا ويشوقنا إلى ساعات بالليل،حين
ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من
يدعوني فأستجيب له؟! من يسألني فأعطيه؟! من يستغفرني فأغفر له" فهل بعد
هذا الإغراء والتشويق نتراخى ونتكاسل؟! ألسنا الفقراء إلى الله؟! ألسنا
الضعفاء والمحتاجين إليه؟! إننا بأمسِّ الحاجة لإجابة الله وعطائه وغفرانه.
قيام الرسول صلى الله عليه وسلم :
اسمع إلى حذيفة بن اليمان يقوم ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ
فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ
مَضَى فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ
بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ
عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا
تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ
بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ
الْعَظِيمِ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ:
سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا
رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، فَكَانَ
سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ)(10) رواه مسلم.
وها
هو يقوم الليل صلى الله عليه وسلم حتى تتشقق قدماه وتتفطر، فترحم عائشة
هذا الجهد منه، وتقول له: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ
غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:
((أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا)) (11)
وهل
يقرأ القرآن هذا كما نقرأه نحن، أو ينتظر الفراغ من القراءة حتى يجلس، لا،
اسمع إلى عبد الله ابن الشخير يقول رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم: ((يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنْ
الْبُكَاءِ))(12).
درب نفسك وجاهدها:
النجاح
في الحرص على قيام الليل يحتاج لتدريب النفس على القيام، وتعويدها على
الاستيقاظ، فعليك أن تعالج نفسك بالتدريج، بعد التعرف على منافع قيام
الليل، والاطلاع على سير الصالحين السابقة، يجتهد المسلم في الاستيقاظ في
جوف الليل لدقائق معدودة يذكر الله، ويستغفره، ويطلب منه دعوات معدودة،
حتى إذا أحس المسلم بالأنس بهذه الدقائق انتقل إلى مرحلة أخرى. ثم إذا
وجدت في نفسك نشاطاً، فتوضأ وضوءاً خفيفاً، وصل وتراً، واحدة أو ثلاث، حتى
إذا أصبح ذلك الأمر سجية لك وطبعا، وأصبح فؤادك يحزن لفقده، و صارت نفسك
تنتظر حلاوة القيام، فاعلم أن الله وضعك على عتبات الطريق، فعندئذ اعمد
إلى ورد من القرآن تقرؤه ولو في المصحف، في سكنات الليل، ونسمات السحر، ثم
ناج ربك ومولاك بدعوات، وابتهالات، وانظر بعد ذلك كيف سيكون قلبك.
لأزحفن بك إلى الله:
ورحم الله أبا مسلم الخولاني إذ كان يقول لنفسه: "قومي، لأزحفن بك زحفاً
إلى الله حتى يكون الكَلّ منك لا مني" فإذا فتر وتعب أخذ سوطه وضرب ساقه،
ثم قال: "أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا؟!
كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم خلفوا وراءهم رجالاً .
أخي المسلم أختي المسلمة: إن الأمة تعيش مخاضاً، وتحيا في أزمات متتابعة،
وتنعرض لمؤمرات متنوعة، فما أحوجنا لقيام الليل في هذه المحن. إنه حق
على كل مسلم في هذه الأيام الحرجة، أن يجعل له ورداً يومياً من الدعاء،
يستنصر به رب الأرض والسماء للدعاء على الصليبيين المعتدين المحتلين
المحاربين، وعلى اليهود الصهاينة الغاصبين، و الدعاء على من والاهم من
المنافقين المثبطين، وأن يسأل العبد ربه تعالى: النصر لإخوانه، في جوف
الليل، لعل الله عز وجل يعذره بهذا الفعل القليل، ولعل الله أن يستجيب
لهذه الآهات الصادقة، والحسرات المتألمة.
قيام الليل والبحوث العلمية:
جاء
فى كتاب (الوصفات المنزلية المجربة وأسرار الشفاء الطبيعية) وهو كتاب
بالإنجليزية لمجموعة من المؤلفين الأمريكيين (طبعة 1993م) أن القيام من
الفراش في أثناء الليل، والحركة البسيطة داخل المنزل، أو القيام ببعض
التمرينات الرياضية الخفيفة، وتدليك الأطراف بالماء، والتنفس بعمق له
فوائد صحية عديدة. والمتأمل لهذه النصائح يجد أنها تماثل تماماً حركات
الوضوء والصلاة عند قيام الليل، وقد سبق النبى صلى الله عليه وسلم كل هذه
الأبحاث في الإشارة المعجزة إلى فوائد قيام الليل، كما في الحديث ((عليكم
بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله عز وجل، ومنهاة عن
الإثم، وتكفير للسيئات،)) (1).
وعن كيفية قيام الليل بطرد الداء عن الجسد فقد ثبت الآتي:
1-
يؤدى قيام الليل إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزول (وهو الكورتيزون
الطبيعي للجسم) خصوصاً قبل الاستيقاظ بعدة ساعات، وهو ما يتوافق زمنياً مع
وقت السحر (الثلث الأخير من الليل) مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوى
سكر الدم، والذي يشكل خطورة على مرضى السكر، ويقلل كذلك من الارتفاع
المفاجئ في ضغط الدم، مما يقي من السكتة المخية والأزمات القلبية في
المرضى المعرضين لذلك.
2-
كما يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي الذي يحدث
نتيجة لبطء سريان الدم في أثناء النوم وزيادة لزوجة الدم بسبب قله تناول
السوائل أو زيادة فقدانها ، أو بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما
يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس.
3-
ويؤدى قيام الليل إلى تحسن في حركة وليونة المفاصل في مرضى التهابات
المفاصل المختلفة، سواء كانت روماتيزمية أو غيرها، نتيجة الحركة الخفيفة،
والتدليك بالماء عند الوضوء.
4-
كما أن قيام الليل علاج ناجح لما يعرف باسم (مرض الإجهاد المزمن) لما
يوفره قيام الليل من انتظام في الحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسط الذي
ثبتت فاعليته في علاج هذا المرض.
5-
ويؤدى قيام الليل إلى تخلص الجسم من الجليسرات الثلاثية (نوع من
الدهون)التي تتراكم في الدم خصوصاً بعد تناول العشاء المحتوى على نسبة
عالية من الدهون التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية
بنسبة 32% فى هؤلاء المرضى مقارنة بغيرهم.
6- ويقلل قيام الليل من خطر الوفيات من جميع الأسباب خصوصاً الناتج عن السكتة الدماغية والقلبية، وبعض أنواع السرطان.
و يقلل قيام الليل من مخاطر الموت المفاجئ بسبب اضطراب ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقى.
8- كما أن قيام الليل ينشط الذاكرة وينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة
لما فيه من قراءة وتدبر للقرآن وذكر الأدعية، واسترجاع لأذكار الصباح
والمساء، فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها.
9- ويقلل قيام الليل من نسبة حدوث والتخفيف من شدة مرض طنين الأذن لأسباب غير معروف