منذ مدة وأنا أفكر في الأمر غير أنني كنت أتفادى التطرق له، إلا أن تكرار التجربة بل وتحولها إلى واقع يومي حثني على التساؤل علني أجد جوابا لما يملأ ذهني من استفسارات...
ارتيادي لمقاهي الأنترنيت جعلني ألاحظ ظاهرة تفرض نفسها وملاحظتها لا تستدعي أي مجهود، فبمجرد ارتيادك لإحداها تتسارع إلى مسمعك الحوارات ذات اللهجة الخليجية أو المصرية، حوارات أصنفها "بالوقحة" لكونها تفتقر لكل حس بالذوق والحياء، إذ أن عددا لا يستهان به من "فتياتنا" للأسف أصبحن مدمنات على المحادثات عبر الأنترنيت مع الخليجيين والمصريين، إذ تجد الواحدة منهن تجتهد في تركيب الجمل باللهجة الخليجية في حديث يتفاوت حسب مرحلة العلاقة بين من تعرف عن نفسها وعن ثقافة بلدها فيما يخص مراسيم الزفاف وتلك التي تجاوزت مرحلة التعارف لتتحدث عن "اليومي"، بل إنني حينما أرتاد أحد مقاهي الأنترنيت أكاد أتوقع من صاحبه أن يطلب مني تأشيرة أو بطاقة سفر، إذ يكون المكان أقرب ما يكون إلى مجمع خليجي منه إلى مقهى أنترنيت، فمعظم الفتيات من المتخصصات في المجال يرتدين "العبايات" وعدد كبير منهم للأسف يرتدين (الحجاب) ويتعمدن أن يضعن غطاء رؤوسهم بنفس الطريقة التي تضعنه به نساء الخليج، ناهيك عن مساحيق التجميل التي تمنح المظهر اللمسات الأخيرة لتجعل النسخة أكثر مطابقة للأصل...
أتفادى استخدام عبارات قاسية مع أنها تفرض نفسها خاصة مع المعاناة والامتعاض اللذين يتسببن بهما بجعلنا مضطرين للاستماع لحديثهن دون مراعاة لأحد، وبقهقهاتهن وتصنعهن وغنجهن وما يبثه المشهد من إحساس بالإهانة والأسى خاصة مع رؤية بعضهن وقد رافقتهن أمهاتهن وهن بزيهن المثير للانتباه ومساحيقهن المبالغ فيها...
في لحظات عديدة حاولت البحث عن سبب وراء ما يفعلنه، إذ أن العدد الهائل من الفتيات اللواتي أراهن في أي مقهى ارتدته بث في نفسي نوعا من الاستغراب، فبعد أن كانت الظاهرة مقتصرة على المتقدمات في السن، أصبح الأمر شبه معمم بين جميع الفئات من يافعات وشابات ومحجبات وغير محجبات، وكأن الجميع يتشارك حلما لا أجد له وصفا غير كونه ساذجا، بل ومهينا.
معايير "الحياة الناجحة" أصبحت مختلفة تماما، فبعد أن كانت مرتبطة بالتفوق الدراسي والحصول على عمل يضمن الاستقلال الذاتي وإنشاء أسرة سعيدة، أصبحت متعلقة بالحصول على فرصة لمغادرة الوطن والارتباط بشخص ميسور الحال، وفي أحسن الأحوال مرادفا للشهرة والغناء و"التحرر"...
تضاءلت القناعة في نفوس داست على ضمائرها وكرامتها في طريق البحث عن الربح السريع والنجاح المزيف لتنقلب موازين الحياة ويصبح الخطأ قاعدة عامة والصواب حالة شاذة يتهرب منها الجميع...
( نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا )
ارتيادي لمقاهي الأنترنيت جعلني ألاحظ ظاهرة تفرض نفسها وملاحظتها لا تستدعي أي مجهود، فبمجرد ارتيادك لإحداها تتسارع إلى مسمعك الحوارات ذات اللهجة الخليجية أو المصرية، حوارات أصنفها "بالوقحة" لكونها تفتقر لكل حس بالذوق والحياء، إذ أن عددا لا يستهان به من "فتياتنا" للأسف أصبحن مدمنات على المحادثات عبر الأنترنيت مع الخليجيين والمصريين، إذ تجد الواحدة منهن تجتهد في تركيب الجمل باللهجة الخليجية في حديث يتفاوت حسب مرحلة العلاقة بين من تعرف عن نفسها وعن ثقافة بلدها فيما يخص مراسيم الزفاف وتلك التي تجاوزت مرحلة التعارف لتتحدث عن "اليومي"، بل إنني حينما أرتاد أحد مقاهي الأنترنيت أكاد أتوقع من صاحبه أن يطلب مني تأشيرة أو بطاقة سفر، إذ يكون المكان أقرب ما يكون إلى مجمع خليجي منه إلى مقهى أنترنيت، فمعظم الفتيات من المتخصصات في المجال يرتدين "العبايات" وعدد كبير منهم للأسف يرتدين (الحجاب) ويتعمدن أن يضعن غطاء رؤوسهم بنفس الطريقة التي تضعنه به نساء الخليج، ناهيك عن مساحيق التجميل التي تمنح المظهر اللمسات الأخيرة لتجعل النسخة أكثر مطابقة للأصل...
أتفادى استخدام عبارات قاسية مع أنها تفرض نفسها خاصة مع المعاناة والامتعاض اللذين يتسببن بهما بجعلنا مضطرين للاستماع لحديثهن دون مراعاة لأحد، وبقهقهاتهن وتصنعهن وغنجهن وما يبثه المشهد من إحساس بالإهانة والأسى خاصة مع رؤية بعضهن وقد رافقتهن أمهاتهن وهن بزيهن المثير للانتباه ومساحيقهن المبالغ فيها...
في لحظات عديدة حاولت البحث عن سبب وراء ما يفعلنه، إذ أن العدد الهائل من الفتيات اللواتي أراهن في أي مقهى ارتدته بث في نفسي نوعا من الاستغراب، فبعد أن كانت الظاهرة مقتصرة على المتقدمات في السن، أصبح الأمر شبه معمم بين جميع الفئات من يافعات وشابات ومحجبات وغير محجبات، وكأن الجميع يتشارك حلما لا أجد له وصفا غير كونه ساذجا، بل ومهينا.
معايير "الحياة الناجحة" أصبحت مختلفة تماما، فبعد أن كانت مرتبطة بالتفوق الدراسي والحصول على عمل يضمن الاستقلال الذاتي وإنشاء أسرة سعيدة، أصبحت متعلقة بالحصول على فرصة لمغادرة الوطن والارتباط بشخص ميسور الحال، وفي أحسن الأحوال مرادفا للشهرة والغناء و"التحرر"...
تضاءلت القناعة في نفوس داست على ضمائرها وكرامتها في طريق البحث عن الربح السريع والنجاح المزيف لتنقلب موازين الحياة ويصبح الخطأ قاعدة عامة والصواب حالة شاذة يتهرب منها الجميع...
( نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا )