السلام عليكـــم .. /
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أعزائي المشرفين و الأعضاء
إنّ الضّغط على أيقونة التّسجيل في أغلب المنتديات أمرٌ يسيرٌ
لا يتطلّب خوض أيّة – مغامرات - فعلى الرّغم من – محاولة –
معرفة شخصيّة " العضو " عن طريق طلب كتابة بعض التفاصيل
" الخاصّة "، إلا أنّه لا يمكن لأيّ شخصٍ أن يعرف أيّ معلومة
كانت غير تلك التي ذكرها العضو بنفسه، مهما كانت هذه المعلومة
صغيرة أم كبيرة، مهمّة أم عاديّة ..
وبالطّبع، لكلّ شيءٍ سبب، وللتسجيل في رحاب هذه المنتديات
والسعي وراء الحصول على حساب " عضو جديد " فيها
لا بدّ أنّ له سبب.. أو أسباب !!
فمثلاً، البعض يسعى للحصول على حساب العضويّة، للحصول
على معلومات أو روابط أو تحميل ملفّات مُنِع من تحميلها الزّائر
غير المسجّل في منتدى معيّن.
والبعض الآخر، يسعى لذلك لعرض مواهبه ونشر مقالاته والتواصل
مع الغير والتعرّف على ثقافاتهم ..
وفي الآونة الأخيرة، اهتمّ البعض بالتّسجيل في المنتديات للحصول
على " تعاطف " الآخرين و " شفقتهم "، لغايةٍ في نفوسهم ..
.. إحذر .. قد تكون الضحيّة ..
تتأثر النفس بمشاكل الآخرين، وتجد بها سلوتها، فكما قيل
" من يرى مصائب غيره، هانت عليه مصيبته "،
ولكن في بعض الأحيان، قد يكون الآخرين – أنفسهم – " مصائب " !!!
تكمن البداية في مواضيع وقصص نثريّة " حزينة "، كلمات باكية،
ساخطة على القضاء والقدر، أمراض تجمّعت في جسدٍ نحيل
- هكذا قيل - ولكنّ الحقيقة ليست إلا مرض خبيث هاجم القلب،
فحوّل صاحبه من إنسان إلى محض شيطان !!
.. توقّف .. وازرع قلباً من حجر !! ..
يبدو كلّ شيء سهلاً عند الضّغط على أيقونة " موضوع جديد "،
فحتّى لو لم يكن هناك موضوع أصلاً، فالخيال الواسع لدى الكثيرين
يجعل من ابتكار المواضيع أمراً أسهل بكثير مما نتوقّع !!
ويجعل فَبْرَكة قصّة خياليّة شيء عاديّ لا يحتاج إلى الكثير من
الوقت أو الجهد !!
تحت عنوان " ساعدوني لديّ مشكلة " أو ما شابهه من العناوين،
تكمن " المشكلة " !!
فهناك، وبحساب عضو جديد – على الأغلب -، نجد أغلب الكلام
عن مشاكل غراميّة أو قصص جنسيّة أو مواقف وهميّة لا أصل
لها ولا صحّة ..
فابتداءً من ظلم " زوجة الأب " إلى تعلّق الرّجل بشقيقة زوجته،
إنتقالاً إلى قصص إغتصاب أو حادثة زنا أو خيانات زوجيّة وإنتهاءً
بقصّة حب عميقة تجمع بين اثنين، سواء أكانا أقارب أو غرباء،
أو حتّى أعضاء يجمعهم منتدى واحد !!
قد يتفاعل الجميع بهذه القصص، فنجدُ من غضبَ ومن حزنَ ومن
دعا لكاتب الموضوع، ومن اكتفى ب " ألمٍ " يعتصر قلبه،
و " دمعٍ " يدمي مقلتيه !!
ولكن في الحقيقة الأهداف واضحة وإن لم تُكتب، والغايات معروفة
وإن لم تُذكَر، فلا بدّ أنّ أبطال المسرحيّة تقمّصوا أدوارهم بخبث
شديد، ونجحوا في إفساد أو محاولة إفساد الآخرين !
فلا تجعل نفسك أضحوكةً عندهم أو فريسةً بين أنيابهم !!
.. جريمة والكلّ مذنب !! ..
.. أدوات الجريمة ..
شاشة تلفاز، حاسوب، هاتف نقّال، كاميرا ويب ..
مواقع إباحيّة، صور عارية، مجلاّت خليعة ..
.. أسباب الجريمة ..
أم مشغولة بالمطّبخ، مؤتمر " قال وقيل " مع إحدى الجارات،
زيارات عائليّة وغير عائليّة، أو حتّى مشغولة بمتابعة أحداث
المسلسلات المكسيكيّة !!!
أب يعمل ليل نهار، كي يجلب لقمة العيش لأولاده، وقد تتخطّى
أحلامه لقمة العيش فتصل إلى أشياء أكثر بكثير .. هو مثال
للبنوك المتحرّكة، هكذا يراه أولاده !!
الإختلاط، الشّات بين الجنسين، الإضافات المسنجريّة للغرباء،
أصدقاء سوء .. السّم القاتل ..
.. النتيجة ..
أخلاق منعدمة، حياء ميّت، عفّة مقتولة، في زمن شيوع الفاحشة والرّذيلة ..
.. صرخة من قلوبٍ محبّة ..
احذروا جميعاً ..
ليس كلّ من قال " آهٍ " فهو مسكين متوجّع ..
وليس كلّ من بكى، فهو صادق متألّم ..
إنّما .. والله .. قد يكون ذئباً وأنتم الحمل ..
فاحذروا .. قد تكونون ضحيّةً، فريسةً بين أسنان الأسد !!
اتمنــى لكـــم بالتوفيـــق
مع تحيتي و تقديري