مائدةٌ ممتدةٌ بأطيبِ أصناف الأكل .. وحول المائدة تحلّقت العائلة ..
أبو حمد .. وأم حمد .. وثلاثة ذكورٍ وأنثى .. جميعهم في ريعان شبابهم
ما أجمل ذلك الإجتماع .. بعد يوم حمل الجوع والعطش والحر الشديد ..
كانت مائدة الطعام تزخر بأنواع وأنواع وأهمها السمبوسة ( حبيبة الكل ) والشوربة ( وجبة الشيبان )
وبعضاً من أصناف الحلويات وكؤوس العصيرات الملونة ..
منظر المائدة بألوانها الزاهية كفيلاً بسرقة الأضواء ...
ولكن ..!!!
كل ألوان المائدة لا تساوي ربع ألوان شاشة التلفاز ... هناك فقط تسمرت العيون والأبصار ..
صوت الموسيقى التصويرية يصخب بالمكان ... وجدالات الممثلين ترتفع وتخبو .. والضحكات تنفجر أحياناً وأحياناً يقتطبُ الجبين ..
صوت أذان المسجد المجاور ... الله أكبــــــــر الله أكبـــــــــر ...
عفواً ... لا يُسمع سوى صوت التلفاز ..
يُكمل المؤذن ( حــــي على الصلاة )
يلتفت الجميع إلى الوالد والوالدة الكرام ،
الوالد يرد : ( عاد أذن )
تعود الأنظار إلى الشاشة .. تكمل المسلسل ...
تمر الدقائق ... وإذا بالإمام ( الله أكبر ) ..
يصرخ الوالد في أبنائه .. ( الصلاة الصلاة تقامت )
الوالدة تهُب واقفة وهي تحثهم على الصلاة وتتجه نحو التلفاز ..
فيصل يصرخ :" بلاتي بلاتي غير دقيقة يسالي هذا ".. ويشير إلى المسلسل ..
حمد : ( في لحظة سكون مندمج ) ..
نواف : يحرك قدميه إيهاماً منه أنه سيقف وهو في الحقيقة ( ما طرا عليه )
أما نوف ... الفتاة الوحيدة ... تسند ظهرها إلى الوراء وهي تتأفف من أصواتهم التي تكاد تجعلها لا تسمع شيئاً من الحديث الدائر بين الممثلين ، وهي في سرها تشتم وتسب إخوتها الذكور على عدم الإنصياع ، فما ذنبها في كل هذه الشوشرة أليست فتاة لا تجب عليها صلاة الجماعة ..!!!
ينتهي المسلسل .. يهب الأبناء واقفين وفي سرائرهم ألف سؤال وسؤال .. ونظراتهم تكاد تلتهم ( نوف ) حسداً منهم على جلستها في المنزل مع أنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم لن يتابعوا الإمام إلا في صلاة العشاء التي ذهب منها ركعتين ، أما التراويح فلم يعرفوها إلا في أول يوم من رمضان وليلة 27 ،،
والوالدة ترنوهم بنظرات مِلئُها الأسى على حالهم ...
يذهب الذكور .. وتبقى الأنثى تمد رجليها إلى الأمام وبحركة سريعة تخطف ( الريمونت كنترول ) لتدير القناة بسرعة فالجدول الذي طبعته في ذاكرتها دون الحاجة إلى ورقة وقلم .. يقول :-
أن هناك مسلسل تراجيدي رائع على قناة دبي ..
ثم تنهال المسلسلات ......
أفاضل المعتقل ..
لكم تكرر هذا المشهد بل أكاد أجزم أن الأغلبية مرّ عليه مثل هذا الموقف ..
أنّى سحرٌ يفعل كهذا السحر ..؟؟
لقد كان العلماء و عامة المسلمين يغلقون كتب العلم للتفرغ إلى القرآن .. فإن رمضان شهر القرآن فيه أُنزل ..
ولكن في عصر النهضة .. كل شيء قابل للتغير .. حتى رمضان أصبح شهر العصيان .. بعد أن كان شهر القرآن ..
لما لا نجعل رمضاننا هذا بلا مسلسلات ..؟
الجميع يستطيع .. كلنا لنا إرادة .. وإرادتنا لا راد لها إلا قضاء الله حين يقضي والله إن علم فيها خيراً ساعدنا على هذه القرارات .. ( اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك ) ...
لماذا يجعل الكثير خطوطاً حمراء على سلوكه الخاطئ في رمضان ويقول : إلا المسلسلات ..؟
ربما يترك الأغاني ويترك التدخين ويلزم السواك .. ولكن .. المسلسلات لا وألف لا ..
كمجنون ليلى حين قال :-
أتوب إليك يارحمن مما ** جنت نفسي فقد كثرت ذنوبي
ولكن من هوى ليلى ** وتركي زيارتـــــــــها فإني لا أتوب
وقد قال صلى الله عليه وسلم:-
( رب قائم حظه من القيام السهر ، ورب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش )
قال الألباني حديث حسنٌ صحيح
هل تعتقد أن هناك من يستطيع كبح نفسه وإمساكها عن المسلسلات ؟
هل تترك المسلسلات في رمضان ، أم تقتصر على مسلسل أو مسلسلين مع أن النتيجة واحد ( صبها واحقنها ) ؟
هل لديك خطة تحاول اتباعها لإستغلال رمضان وجعله دون مسلسلات ؟
أخيراً ...
لقد أثبتنا في رمضانات سابقة أننا في البدء نتحمس كثيراً .. ثم تخبو الشعلة ... وتخبو ... إلى أن تنطفئ ... والسبب التخطيط وسؤ التدبير ... فهل فكرت في كتابة جدول ( تراعي فيه قدراتك ) لاستغلال الشهر ؟ وإن كتبته هل تركته في دفترك أم علّقته على الجدار أو المرآة لتراه كل ما كسلت نفسك فتتذكر عهدك مع الله ؟
في النهاية أسأل الله العظيم أن يثبتنا جميعاً .. ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ..
ولنجعل ...
رمضاننا بلا مسلسلات ..
منقول للفائدة
أبو حمد .. وأم حمد .. وثلاثة ذكورٍ وأنثى .. جميعهم في ريعان شبابهم
ما أجمل ذلك الإجتماع .. بعد يوم حمل الجوع والعطش والحر الشديد ..
كانت مائدة الطعام تزخر بأنواع وأنواع وأهمها السمبوسة ( حبيبة الكل ) والشوربة ( وجبة الشيبان )
وبعضاً من أصناف الحلويات وكؤوس العصيرات الملونة ..
منظر المائدة بألوانها الزاهية كفيلاً بسرقة الأضواء ...
ولكن ..!!!
كل ألوان المائدة لا تساوي ربع ألوان شاشة التلفاز ... هناك فقط تسمرت العيون والأبصار ..
صوت الموسيقى التصويرية يصخب بالمكان ... وجدالات الممثلين ترتفع وتخبو .. والضحكات تنفجر أحياناً وأحياناً يقتطبُ الجبين ..
صوت أذان المسجد المجاور ... الله أكبــــــــر الله أكبـــــــــر ...
عفواً ... لا يُسمع سوى صوت التلفاز ..
يُكمل المؤذن ( حــــي على الصلاة )
يلتفت الجميع إلى الوالد والوالدة الكرام ،
الوالد يرد : ( عاد أذن )
تعود الأنظار إلى الشاشة .. تكمل المسلسل ...
تمر الدقائق ... وإذا بالإمام ( الله أكبر ) ..
يصرخ الوالد في أبنائه .. ( الصلاة الصلاة تقامت )
الوالدة تهُب واقفة وهي تحثهم على الصلاة وتتجه نحو التلفاز ..
فيصل يصرخ :" بلاتي بلاتي غير دقيقة يسالي هذا ".. ويشير إلى المسلسل ..
حمد : ( في لحظة سكون مندمج ) ..
نواف : يحرك قدميه إيهاماً منه أنه سيقف وهو في الحقيقة ( ما طرا عليه )
أما نوف ... الفتاة الوحيدة ... تسند ظهرها إلى الوراء وهي تتأفف من أصواتهم التي تكاد تجعلها لا تسمع شيئاً من الحديث الدائر بين الممثلين ، وهي في سرها تشتم وتسب إخوتها الذكور على عدم الإنصياع ، فما ذنبها في كل هذه الشوشرة أليست فتاة لا تجب عليها صلاة الجماعة ..!!!
ينتهي المسلسل .. يهب الأبناء واقفين وفي سرائرهم ألف سؤال وسؤال .. ونظراتهم تكاد تلتهم ( نوف ) حسداً منهم على جلستها في المنزل مع أنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم لن يتابعوا الإمام إلا في صلاة العشاء التي ذهب منها ركعتين ، أما التراويح فلم يعرفوها إلا في أول يوم من رمضان وليلة 27 ،،
والوالدة ترنوهم بنظرات مِلئُها الأسى على حالهم ...
يذهب الذكور .. وتبقى الأنثى تمد رجليها إلى الأمام وبحركة سريعة تخطف ( الريمونت كنترول ) لتدير القناة بسرعة فالجدول الذي طبعته في ذاكرتها دون الحاجة إلى ورقة وقلم .. يقول :-
أن هناك مسلسل تراجيدي رائع على قناة دبي ..
ثم تنهال المسلسلات ......
أفاضل المعتقل ..
لكم تكرر هذا المشهد بل أكاد أجزم أن الأغلبية مرّ عليه مثل هذا الموقف ..
أنّى سحرٌ يفعل كهذا السحر ..؟؟
لقد كان العلماء و عامة المسلمين يغلقون كتب العلم للتفرغ إلى القرآن .. فإن رمضان شهر القرآن فيه أُنزل ..
ولكن في عصر النهضة .. كل شيء قابل للتغير .. حتى رمضان أصبح شهر العصيان .. بعد أن كان شهر القرآن ..
لما لا نجعل رمضاننا هذا بلا مسلسلات ..؟
الجميع يستطيع .. كلنا لنا إرادة .. وإرادتنا لا راد لها إلا قضاء الله حين يقضي والله إن علم فيها خيراً ساعدنا على هذه القرارات .. ( اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك ) ...
لماذا يجعل الكثير خطوطاً حمراء على سلوكه الخاطئ في رمضان ويقول : إلا المسلسلات ..؟
ربما يترك الأغاني ويترك التدخين ويلزم السواك .. ولكن .. المسلسلات لا وألف لا ..
كمجنون ليلى حين قال :-
أتوب إليك يارحمن مما ** جنت نفسي فقد كثرت ذنوبي
ولكن من هوى ليلى ** وتركي زيارتـــــــــها فإني لا أتوب
وقد قال صلى الله عليه وسلم:-
( رب قائم حظه من القيام السهر ، ورب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش )
قال الألباني حديث حسنٌ صحيح
هل تعتقد أن هناك من يستطيع كبح نفسه وإمساكها عن المسلسلات ؟
هل تترك المسلسلات في رمضان ، أم تقتصر على مسلسل أو مسلسلين مع أن النتيجة واحد ( صبها واحقنها ) ؟
هل لديك خطة تحاول اتباعها لإستغلال رمضان وجعله دون مسلسلات ؟
أخيراً ...
لقد أثبتنا في رمضانات سابقة أننا في البدء نتحمس كثيراً .. ثم تخبو الشعلة ... وتخبو ... إلى أن تنطفئ ... والسبب التخطيط وسؤ التدبير ... فهل فكرت في كتابة جدول ( تراعي فيه قدراتك ) لاستغلال الشهر ؟ وإن كتبته هل تركته في دفترك أم علّقته على الجدار أو المرآة لتراه كل ما كسلت نفسك فتتذكر عهدك مع الله ؟
في النهاية أسأل الله العظيم أن يثبتنا جميعاً .. ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ..
ولنجعل ...
رمضاننا بلا مسلسلات ..
منقول للفائدة