صوموا تصحوا
جعل الله عز وجل الأكل للإنسان كالوقود للسيارة فهو وسيلة لغاية أكبر "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
لذلك فالعقلاء لا يأكلون إلا عند الإحساس بالجوع لمعرفتهم أن إدخال الطعام على الطعام داء قاتل يقعد الإنسان عن النشاط والاجتهاد. قال لقمان الحكيم: "إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الأعضاء عن العبادة". وصدق من قال "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى".
ورمضان فرصة لتعلم هذه المعاني السامية والتعود عليها، فهو شهر الصبر والتربية على الزهد والتقلل، وليس شهر التخمة والقعود وراء التلفاز حتى يصبح مفعول الصوم عكسيا.
فرض الله عز وجل الصوم على كل الأمم فقال "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " فالحكمة من تشريع الصيام هي التقوى، وليس معنى ذلك أنه لا يترتب على العبادات شيءٌ من الآثار النافعة المفيدة، ولا شيء من الأسرار العظيمة البديعة، كلا! فإن لها آثاراً نشهدها ونراها ونلمسها، وندركها بعقولنا؛ ولكن لا يصلح لنا أن نقطع بأنها هي الغرضُ من التشريع، أو المقصود من التكليف، وإنما هي آثارٌ تابعةٌ للعبادة يزداد بها إقبال النفوس عليها قوة إلى قوة. وهنا نتكلم عن الفوائد الصحية للصوم.
فالصوم ضروري لكل إنسان لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله فيقل نشاطه. فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم وشعر بنشاط وقوة لا عهد له بها من قبل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال "صوموا تصحوا"؛ فللصوم فوائدَ لا تحصى على صحة الأبدان، خصوصاً إذا اتَّبع الصائمُ النهجَ السليمَ في صيامه، وذلك من ناحية الاعتدال في مطعمه ومشربه؛ وله تأثيرٌ عجيبٌ في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحِمايَتِها من التخليط الجالبِ لها الموادَّ الفاسدة، التي إذا استولت عليها أفسدَتْها، واستفراغُ الموادِّ الرديئة المانعة لها من صحتها.
لذلك يعتبر الصيام القاعدة الطبية الوحيدة التي لا يمكن أن يشكك في ضرورتها أحد، وقد استعان بها الأطباء منذ القدم في معالجة الكثير من الحالات، ولا يزالون إلى يومنا هذا ينصحون به لتحقيق هدفين أساسين:
أولا: العمل على إزالة السموم من الجسم.
وثانيا: تحفيز حرق السعرات الحرارية.
حيث يمكن لهذين الهدفين أن يعملا على إبقاء الجسم في حالة توازن غذائي وهضمي. ولكن كثيرا من الناس يبطلون هذه الفائدة عند الإفطار، وهؤلاء عليهم أن يعرفوا أن الإفطار كذلك له شروط حتى يعطي الصوم مفعوله " صوموا تصحوا"
يكون الإفطار صحيا إذا راعى الآتي:
1ـ الإفطار على تمرات وقليل من الماء كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور " رواه أبو داود والترمذي رحمهما الله. وقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية. فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء. وأسرع المواد الغذائية امتصاصا تلك التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية. وليس هناك أفضل مما جاءت به السنة المطهرة، حينما يفتتح الصائم إفطاره بالرطب والماء. والمهم هو التعجيل بالإفطار فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم به حين قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" متفق عليه. وقال كذلك صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه" رواه الترمذي رحمه الله.
ولذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية هامة للصائمين. فالصائم في أمس الحاجة إلى ما يذهب عنه شعور الظمأ والجوع. والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم ويؤدي إلى الشعور بالهبوط العام، وهو تعذيب نفسي يأباه الشرع ويرفضه العقل.
2ـ صلاة المغرب:فمن سنن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجل فطره، ويعجل صلاة المغرب، حيث كان يقدمها على إكمال طعام فطره. وفي ذلك حكمة بالغة لأن دخول كمية بسيطة من الطعام للمعدة ثم تركها فترة دون إدخال طعام آخر عليها يعد منبها بسيطا للمعدة والأمعاء. ويزيل في الوقت نفسه الشعور بالنهم والشراهة.
3ـ ثم بعد ذلك يكمل المرء فطوره بدون إسراف.
4ـ من الأفضل تناول الحلويات بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار.
والضابط في كل ذلك عدم الإفراط فرسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" رواه الترمذي رحمه الله.
وتناول كميات كبيرة من الطعام يؤدي إلى انتفاخ المعدة، وحدوث تلبك معدي ومعوي، وعسر في الهضم، يتظاهر بحس الانتفاخ والألم تحت الضلوع، وغازات في البطن، وتراخ في الحركة. هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم وأهمها المخ.
وفي وجبة الإفطار ينصح الأطباء بالابتعاد عن:
ـ المأكولات المقلية والدسمة.
ـ القهوة والشاي والمياه الغازية.
ـ المأكولات المحتوية على نسبة كبيرة من السكر.
وفي المقابل ينصح الأطباء بالإكثار من:
ـ شرب الماء وعصير الفواكه الطبيعية خلال فترة المساء.
ـ شرب الحليب ومنتجات الألبان.
ـ المحليات الطبيعية كالعسل، واللبن ومشتقاته، الفواكه الطازجة، الفواكه المجففة.
والأفضل أن لا يستسلم المفطر للراحة والنوم بعيد الإفطار لأن الإفراط في الطعام يبعث على الكسل والخمول ويدفع الصائم إلى النوم بعد الإفطار، والأفضل له أن يتمشى قليلا ويصلي العشاء والتراويح. فمن فوائد الصلاة الصحية أنها مجهود بدني بسيط منتظم الإيقاع، وبخاصة حركات الركوع والسجود. فإن المصلي يضغط على المعدة والأمعاء، فيحدث تنشيط لحركاتهما، وتسريع لعملية الهضم، فينام المسلم بعدها بعيدا عن الإحساس بالتخمة وعسر الهضم. وفي وضوء المسلم وصلاته في جو رمضان شعور خاص براحة القلب، وسكينة النفس، والبعد عن القلق والتوتر العصبي. وفي ذلك شفاء للأمراض الباطنية الناجمة عن أسباب نفسية.
ونفس الأمر ينطبق على السحور فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور "تسحروا فإن في السحور بركة" متفق عليه. وتكمن أهميته في جعل الجسم يتجهز لتخزين الطاقة اللازمة لصيام النهار. ولا شك أن وجبة السحور - وإن قلت - مفيدة في منع حدوث الصداع أو الإعياء أثناء النهار، كما تمنع الشعور بالعطش الشديد.
وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور " ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور" رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. وينصح أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة سهلة الهضم كاللبن والخبز والعسل والفواكه وغيرها. وفي الحديث الشريف: "إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" متفق عليه.
5- لا تنس الرياضة: من الأهمية بمكان ممارسة رياضة المشي لمدة ربع ساعة يوميًا بعد الإفطار بساعتين على الأقل، وذلك من أجل هضم الطعام بشكل جيد وهو الأمر الذي يفيد الجسم. وتذكر أن رياضة المشي خصوصًا في رمضان سوف تحافظ على وزنك من الزيادة، وهي وسيلة لحفظ الصحة وتقوية البدن.
6- وأخيرا: تذكر أن الصيام عبادة تتقرب بها إلى الله عز وجل، والغاية من تشريعه قوله تعالى كما سبق معنا "لعلكم تتقون" فصحح النية في جميع أعمالك. ولتكن نيتك حفظ صحتك لتقوى على طاعة الله فتحصل خيري الدنيا تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي والآخرة وتعيش في ظلال قوله وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" الأنعام:162.
جعل الله عز وجل الأكل للإنسان كالوقود للسيارة فهو وسيلة لغاية أكبر "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
لذلك فالعقلاء لا يأكلون إلا عند الإحساس بالجوع لمعرفتهم أن إدخال الطعام على الطعام داء قاتل يقعد الإنسان عن النشاط والاجتهاد. قال لقمان الحكيم: "إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الأعضاء عن العبادة". وصدق من قال "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى".
ورمضان فرصة لتعلم هذه المعاني السامية والتعود عليها، فهو شهر الصبر والتربية على الزهد والتقلل، وليس شهر التخمة والقعود وراء التلفاز حتى يصبح مفعول الصوم عكسيا.
فرض الله عز وجل الصوم على كل الأمم فقال "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " فالحكمة من تشريع الصيام هي التقوى، وليس معنى ذلك أنه لا يترتب على العبادات شيءٌ من الآثار النافعة المفيدة، ولا شيء من الأسرار العظيمة البديعة، كلا! فإن لها آثاراً نشهدها ونراها ونلمسها، وندركها بعقولنا؛ ولكن لا يصلح لنا أن نقطع بأنها هي الغرضُ من التشريع، أو المقصود من التكليف، وإنما هي آثارٌ تابعةٌ للعبادة يزداد بها إقبال النفوس عليها قوة إلى قوة. وهنا نتكلم عن الفوائد الصحية للصوم.
فالصوم ضروري لكل إنسان لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله فيقل نشاطه. فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم وشعر بنشاط وقوة لا عهد له بها من قبل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال "صوموا تصحوا"؛ فللصوم فوائدَ لا تحصى على صحة الأبدان، خصوصاً إذا اتَّبع الصائمُ النهجَ السليمَ في صيامه، وذلك من ناحية الاعتدال في مطعمه ومشربه؛ وله تأثيرٌ عجيبٌ في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحِمايَتِها من التخليط الجالبِ لها الموادَّ الفاسدة، التي إذا استولت عليها أفسدَتْها، واستفراغُ الموادِّ الرديئة المانعة لها من صحتها.
لذلك يعتبر الصيام القاعدة الطبية الوحيدة التي لا يمكن أن يشكك في ضرورتها أحد، وقد استعان بها الأطباء منذ القدم في معالجة الكثير من الحالات، ولا يزالون إلى يومنا هذا ينصحون به لتحقيق هدفين أساسين:
أولا: العمل على إزالة السموم من الجسم.
وثانيا: تحفيز حرق السعرات الحرارية.
حيث يمكن لهذين الهدفين أن يعملا على إبقاء الجسم في حالة توازن غذائي وهضمي. ولكن كثيرا من الناس يبطلون هذه الفائدة عند الإفطار، وهؤلاء عليهم أن يعرفوا أن الإفطار كذلك له شروط حتى يعطي الصوم مفعوله " صوموا تصحوا"
يكون الإفطار صحيا إذا راعى الآتي:
1ـ الإفطار على تمرات وقليل من الماء كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور " رواه أبو داود والترمذي رحمهما الله. وقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوفرها في بيئته الصحراوية. فالصائم يكون بحاجة إلى مصدر سكري سريع الهضم، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء. وأسرع المواد الغذائية امتصاصا تلك التي تحتوي على سكريات أحادية أو ثنائية. وليس هناك أفضل مما جاءت به السنة المطهرة، حينما يفتتح الصائم إفطاره بالرطب والماء. والمهم هو التعجيل بالإفطار فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم به حين قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" متفق عليه. وقال كذلك صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه" رواه الترمذي رحمه الله.
ولذلك فوائد طبية وآثار صحية ونفسية هامة للصائمين. فالصائم في أمس الحاجة إلى ما يذهب عنه شعور الظمأ والجوع. والتأخير في الإفطار يزيد انخفاض سكر الدم ويؤدي إلى الشعور بالهبوط العام، وهو تعذيب نفسي يأباه الشرع ويرفضه العقل.
2ـ صلاة المغرب:فمن سنن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجل فطره، ويعجل صلاة المغرب، حيث كان يقدمها على إكمال طعام فطره. وفي ذلك حكمة بالغة لأن دخول كمية بسيطة من الطعام للمعدة ثم تركها فترة دون إدخال طعام آخر عليها يعد منبها بسيطا للمعدة والأمعاء. ويزيل في الوقت نفسه الشعور بالنهم والشراهة.
3ـ ثم بعد ذلك يكمل المرء فطوره بدون إسراف.
4ـ من الأفضل تناول الحلويات بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار.
والضابط في كل ذلك عدم الإفراط فرسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" رواه الترمذي رحمه الله.
وتناول كميات كبيرة من الطعام يؤدي إلى انتفاخ المعدة، وحدوث تلبك معدي ومعوي، وعسر في الهضم، يتظاهر بحس الانتفاخ والألم تحت الضلوع، وغازات في البطن، وتراخ في الحركة. هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم، على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم وأهمها المخ.
وفي وجبة الإفطار ينصح الأطباء بالابتعاد عن:
ـ المأكولات المقلية والدسمة.
ـ القهوة والشاي والمياه الغازية.
ـ المأكولات المحتوية على نسبة كبيرة من السكر.
وفي المقابل ينصح الأطباء بالإكثار من:
ـ شرب الماء وعصير الفواكه الطبيعية خلال فترة المساء.
ـ شرب الحليب ومنتجات الألبان.
ـ المحليات الطبيعية كالعسل، واللبن ومشتقاته، الفواكه الطازجة، الفواكه المجففة.
والأفضل أن لا يستسلم المفطر للراحة والنوم بعيد الإفطار لأن الإفراط في الطعام يبعث على الكسل والخمول ويدفع الصائم إلى النوم بعد الإفطار، والأفضل له أن يتمشى قليلا ويصلي العشاء والتراويح. فمن فوائد الصلاة الصحية أنها مجهود بدني بسيط منتظم الإيقاع، وبخاصة حركات الركوع والسجود. فإن المصلي يضغط على المعدة والأمعاء، فيحدث تنشيط لحركاتهما، وتسريع لعملية الهضم، فينام المسلم بعدها بعيدا عن الإحساس بالتخمة وعسر الهضم. وفي وضوء المسلم وصلاته في جو رمضان شعور خاص براحة القلب، وسكينة النفس، والبعد عن القلق والتوتر العصبي. وفي ذلك شفاء للأمراض الباطنية الناجمة عن أسباب نفسية.
ونفس الأمر ينطبق على السحور فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور "تسحروا فإن في السحور بركة" متفق عليه. وتكمن أهميته في جعل الجسم يتجهز لتخزين الطاقة اللازمة لصيام النهار. ولا شك أن وجبة السحور - وإن قلت - مفيدة في منع حدوث الصداع أو الإعياء أثناء النهار، كما تمنع الشعور بالعطش الشديد.
وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور " ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور" رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. وينصح أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة سهلة الهضم كاللبن والخبز والعسل والفواكه وغيرها. وفي الحديث الشريف: "إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" متفق عليه.
5- لا تنس الرياضة: من الأهمية بمكان ممارسة رياضة المشي لمدة ربع ساعة يوميًا بعد الإفطار بساعتين على الأقل، وذلك من أجل هضم الطعام بشكل جيد وهو الأمر الذي يفيد الجسم. وتذكر أن رياضة المشي خصوصًا في رمضان سوف تحافظ على وزنك من الزيادة، وهي وسيلة لحفظ الصحة وتقوية البدن.
6- وأخيرا: تذكر أن الصيام عبادة تتقرب بها إلى الله عز وجل، والغاية من تشريعه قوله تعالى كما سبق معنا "لعلكم تتقون" فصحح النية في جميع أعمالك. ولتكن نيتك حفظ صحتك لتقوى على طاعة الله فتحصل خيري الدنيا تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي والآخرة وتعيش في ظلال قوله وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" الأنعام:162.