السيروتونين وأثره على سلوك الفرد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم أ.د. امل المخزومي
يعتمد الدماغ على الوسط الكيماوي في عملية تنظيم سلوك الفرد ويكون مؤشرا لاتزان السلوك اذا كان هذا الوسط منتظما ومعتدلا في نسبه المئوية اما اذا حدث خلل في تلك النسب من زيادة ونقصان فإنه بالتالي يؤثر على سلوك الفرد اليومي من الناحية السلبية .
ان حدث نقص في نسبة السيروتونين في الدم فإن هذا النقص يؤدي الى ان يصاب الفرد باضطراب في الاتزان النفسي مما يؤدي بالتالي الى اصابته بحالات من القلق النفسي والكآبة والوسواس القهري كما يؤدي الى كره الفرد للحياة والسأم منها وقد يؤدي بالتالي الى الانتحار ، كذلك يؤدي هذا النقص الى التطرف في تأنيب الضمير لذنب بسيط او لم يكن الفرد قد اقترف ذنبا ، وهناك من يصبح متشككا في ايمانه .
هناك فروق فردية بين الناس في نشاط المخ لانتاج مادة السيروتونين وسبب هذه الفروق هي الوراثة الجينية ومن هذا المنطلق نجد بعض المصابين بالاكتئاب عندما يتناولون العلاج المضاد للاكتئاب يشعرون بتحسن واخرون لا يشعرون ، هناك من يشير الى ان نسبة التحسن لدى مرضى الاكتئاب تقارب بـ 40 % .
ما هي مادة السيروتونين ؟
هي احدى النواقل العصبية التي تعتبر جزءا من الدورة العصبية للدماغ ، كما انها المسؤل الاول عن الافكار والافعال والعواطف لدى الفرد . يتعاون السيروتونين مع الدوبامين ليعملا معا على توازن العواطف والمزاج لدى الفرد والمحصلة بان هذا الفرد يشعر بالسعادة والاستقرار النفسي . وكلما زاد تركيز السيروتونين كلما ادى الى شعور المريض المصاب بالكآبة الى تحسن مزاجه وراحته النفسية .
تنتقل المعلومات من المخ واليه بواسطة الاشارات العصبية ، كما تتصل الخلايا العصبية بعضها بالبعض الاخر بواسطة الشبكة العصبية وتكون مهمة المواد الكيماوية بنقل تلك الاشارات التي يطلق عليها بالنواقل ومن هذه النواقل هي ما يأتي : النورادرينالين ، والدوبامين ، والسيروتونين الذي نحن بصدده ، والاستيل كولين وغيرها ، واي خلل يحصل في هذه النواقل فإنه يؤدي الى خلل في الحالة النفسية لدى الفرد . كما تتميز الخلايا العصبية بكثرة الزوائد منها الطويلة التي يطلق عليها بالمحور والصغيرة التي يطلق عليها بالشجرية وذلك للشبه الكبير بينها وبين الشجيرات الصغيرة الكثيرة التفرعات .
لا ينحصر دور السيروتونين فقط في نشاط المخ وانما يتعدى ذلك الى الجهاز الهضمي الذي اطلق عليه باسم الدماغ الثاني فان للسيروتونين دورا فعالا في عملية الهضم التي تحدث في الجهاز الهضمي وامراضه ولهذا يلعب مزاج الفرد وتوتره دورا مهما في الاصابة بامراض المعدة والامعاء وامراض القولون ...الخ من حالات لها علاقة بالجهاز الهضمي وتأثير السيروتونين عليه .
تختلف نسبة السيروتونين باختلاف حالة الفرد على سبيل المثال تكون هذه النسبة عالية في فترة الصحو والنشاط والانتباه وتقل في فترة الخمول ، وهناك من يذكر بان السيروتونين ينخفض الى ادنى درجاته في حالة النوم اثناء حركة العين السريع وهناك من يشير الى انه ينعدم في هذه الفترة .
يلعب السيروتونين دورا مهما في الساعة البايولوجية ودورة النوم لدى الفرد كما ان له دورا مهما في شراهة الفرد للطعام وانفتاح الشهية ونشاطه الحركي ودرجة حرارة جسمه .
يؤدي الاضطراب الحاصل في السيروتونين لدى الفرد الى اضطراب التحكم في الانفعالات والاندفعات واضطراب النوم والاصابة بتوهم المرض والتفكير بالتشوه الجسدي واضطراب القدرات النفسية واضطراب الجنس ، كما ان نقصه في بعض المناطق من المخ يؤدي الى اعراض الوسواس القهري كما ذكرنا سابقا وزيادته تؤدي الى التخلص من الوسواس القهري والسيطرة عليه .
توجد في المخ البشري مراكز مختلفة منها مراكز العواطف والمزاج ، ومراكز الحركة ، ومراكز التحكم في السلوك ، ومراكز ضغط الدم ، ومراكز الذاكرة ... الخ من المراكز ويلعب السيروتونين دورا مهما في طبيعة هذه المراكز .
تكون نسبة السيروتونين المئوية الموجود في الجهاز العصبي ما يعادل 2 % من الكمية الموجودة في جسم الانسان وتصنع هذه المادة في داخل الخلية العصبية . كما يوجد السيروتونين في الدم وبنسبة كبيرة ويقوم بتنظيم حركة الالياف العضلية والسيروتونين الموجود في الدم لا يعبر من خلال الدم الى الخلية العصبية بينما هناك محاور عصبية تتولى حمل السيروتونين الى النواة الموجودة في النخاع العصبي والتي تتحكم في الشعور والالم .
العلاج :
بما ان الاضطراب الحاصل في مستوى السيروتونين يؤدي الى مشاكل صحية لا حصر لها اذن يتطلب من الافراد الوقاية من ذلك والعمل على توازن هذه النسبة باتخاذ الاجراءات الممكنة كما يأتي :
1 ـ الاهتمام بنظام الساعة البايولوجية للفرد قدر الامكان .
2 ـ ممارسة الرياضة البدنية بكل انواعه حسب العمر والجنس .
3 ـ تنظيم اوقات النوم واخذ ما يكفي منه .
4 ـ العمل على السيطرة على التوتر والقلق والحزن لايقاف تلك السلسة من نقص السيروتونين الذي يؤدي الى المرض .
5 ـ اتباع الاساليب السلوكية التي تاخذ الفرد الى الراحة والاستجمام والتمتع بمباهج الحياة البريئة المنطقية بعيدا عن التطرف .
6 ـ اتباع اساليب العلاج السلوكي الذي يعمل على حدوث تغييرات في المخ والتي لا تقل عن التغييرات التي يحدثها العقار الدوائي .
7 ـ الاسراع في علاج الامراض النفسية تحت اشراف طبيب مختص لمساعدة المريض على اصلاح الخلل الذي يحصل في كيميائية المخ .
8 ـ ممارسة رياضة التنفس كلما شعر الفرد بالارهاق والتعب او التوتر .
9 ـ ممارسة رياضة الاسترخاء يوميا .
10 ـ ومسك الختام الالتزام بالتعاليم الدينية التي تساعد على راحة الفرد من جميع النواحي بعيدا عن التطرف في ذلك .
تحياتى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بقلم أ.د. امل المخزومي
يعتمد الدماغ على الوسط الكيماوي في عملية تنظيم سلوك الفرد ويكون مؤشرا لاتزان السلوك اذا كان هذا الوسط منتظما ومعتدلا في نسبه المئوية اما اذا حدث خلل في تلك النسب من زيادة ونقصان فإنه بالتالي يؤثر على سلوك الفرد اليومي من الناحية السلبية .
ان حدث نقص في نسبة السيروتونين في الدم فإن هذا النقص يؤدي الى ان يصاب الفرد باضطراب في الاتزان النفسي مما يؤدي بالتالي الى اصابته بحالات من القلق النفسي والكآبة والوسواس القهري كما يؤدي الى كره الفرد للحياة والسأم منها وقد يؤدي بالتالي الى الانتحار ، كذلك يؤدي هذا النقص الى التطرف في تأنيب الضمير لذنب بسيط او لم يكن الفرد قد اقترف ذنبا ، وهناك من يصبح متشككا في ايمانه .
هناك فروق فردية بين الناس في نشاط المخ لانتاج مادة السيروتونين وسبب هذه الفروق هي الوراثة الجينية ومن هذا المنطلق نجد بعض المصابين بالاكتئاب عندما يتناولون العلاج المضاد للاكتئاب يشعرون بتحسن واخرون لا يشعرون ، هناك من يشير الى ان نسبة التحسن لدى مرضى الاكتئاب تقارب بـ 40 % .
ما هي مادة السيروتونين ؟
هي احدى النواقل العصبية التي تعتبر جزءا من الدورة العصبية للدماغ ، كما انها المسؤل الاول عن الافكار والافعال والعواطف لدى الفرد . يتعاون السيروتونين مع الدوبامين ليعملا معا على توازن العواطف والمزاج لدى الفرد والمحصلة بان هذا الفرد يشعر بالسعادة والاستقرار النفسي . وكلما زاد تركيز السيروتونين كلما ادى الى شعور المريض المصاب بالكآبة الى تحسن مزاجه وراحته النفسية .
تنتقل المعلومات من المخ واليه بواسطة الاشارات العصبية ، كما تتصل الخلايا العصبية بعضها بالبعض الاخر بواسطة الشبكة العصبية وتكون مهمة المواد الكيماوية بنقل تلك الاشارات التي يطلق عليها بالنواقل ومن هذه النواقل هي ما يأتي : النورادرينالين ، والدوبامين ، والسيروتونين الذي نحن بصدده ، والاستيل كولين وغيرها ، واي خلل يحصل في هذه النواقل فإنه يؤدي الى خلل في الحالة النفسية لدى الفرد . كما تتميز الخلايا العصبية بكثرة الزوائد منها الطويلة التي يطلق عليها بالمحور والصغيرة التي يطلق عليها بالشجرية وذلك للشبه الكبير بينها وبين الشجيرات الصغيرة الكثيرة التفرعات .
لا ينحصر دور السيروتونين فقط في نشاط المخ وانما يتعدى ذلك الى الجهاز الهضمي الذي اطلق عليه باسم الدماغ الثاني فان للسيروتونين دورا فعالا في عملية الهضم التي تحدث في الجهاز الهضمي وامراضه ولهذا يلعب مزاج الفرد وتوتره دورا مهما في الاصابة بامراض المعدة والامعاء وامراض القولون ...الخ من حالات لها علاقة بالجهاز الهضمي وتأثير السيروتونين عليه .
تختلف نسبة السيروتونين باختلاف حالة الفرد على سبيل المثال تكون هذه النسبة عالية في فترة الصحو والنشاط والانتباه وتقل في فترة الخمول ، وهناك من يذكر بان السيروتونين ينخفض الى ادنى درجاته في حالة النوم اثناء حركة العين السريع وهناك من يشير الى انه ينعدم في هذه الفترة .
يلعب السيروتونين دورا مهما في الساعة البايولوجية ودورة النوم لدى الفرد كما ان له دورا مهما في شراهة الفرد للطعام وانفتاح الشهية ونشاطه الحركي ودرجة حرارة جسمه .
يؤدي الاضطراب الحاصل في السيروتونين لدى الفرد الى اضطراب التحكم في الانفعالات والاندفعات واضطراب النوم والاصابة بتوهم المرض والتفكير بالتشوه الجسدي واضطراب القدرات النفسية واضطراب الجنس ، كما ان نقصه في بعض المناطق من المخ يؤدي الى اعراض الوسواس القهري كما ذكرنا سابقا وزيادته تؤدي الى التخلص من الوسواس القهري والسيطرة عليه .
توجد في المخ البشري مراكز مختلفة منها مراكز العواطف والمزاج ، ومراكز الحركة ، ومراكز التحكم في السلوك ، ومراكز ضغط الدم ، ومراكز الذاكرة ... الخ من المراكز ويلعب السيروتونين دورا مهما في طبيعة هذه المراكز .
تكون نسبة السيروتونين المئوية الموجود في الجهاز العصبي ما يعادل 2 % من الكمية الموجودة في جسم الانسان وتصنع هذه المادة في داخل الخلية العصبية . كما يوجد السيروتونين في الدم وبنسبة كبيرة ويقوم بتنظيم حركة الالياف العضلية والسيروتونين الموجود في الدم لا يعبر من خلال الدم الى الخلية العصبية بينما هناك محاور عصبية تتولى حمل السيروتونين الى النواة الموجودة في النخاع العصبي والتي تتحكم في الشعور والالم .
العلاج :
بما ان الاضطراب الحاصل في مستوى السيروتونين يؤدي الى مشاكل صحية لا حصر لها اذن يتطلب من الافراد الوقاية من ذلك والعمل على توازن هذه النسبة باتخاذ الاجراءات الممكنة كما يأتي :
1 ـ الاهتمام بنظام الساعة البايولوجية للفرد قدر الامكان .
2 ـ ممارسة الرياضة البدنية بكل انواعه حسب العمر والجنس .
3 ـ تنظيم اوقات النوم واخذ ما يكفي منه .
4 ـ العمل على السيطرة على التوتر والقلق والحزن لايقاف تلك السلسة من نقص السيروتونين الذي يؤدي الى المرض .
5 ـ اتباع الاساليب السلوكية التي تاخذ الفرد الى الراحة والاستجمام والتمتع بمباهج الحياة البريئة المنطقية بعيدا عن التطرف .
6 ـ اتباع اساليب العلاج السلوكي الذي يعمل على حدوث تغييرات في المخ والتي لا تقل عن التغييرات التي يحدثها العقار الدوائي .
7 ـ الاسراع في علاج الامراض النفسية تحت اشراف طبيب مختص لمساعدة المريض على اصلاح الخلل الذي يحصل في كيميائية المخ .
8 ـ ممارسة رياضة التنفس كلما شعر الفرد بالارهاق والتعب او التوتر .
9 ـ ممارسة رياضة الاسترخاء يوميا .
10 ـ ومسك الختام الالتزام بالتعاليم الدينية التي تساعد على راحة الفرد من جميع النواحي بعيدا عن التطرف في ذلك .
تحياتى