بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا
محمد وعلى صحبه وآله أجمعين,
أما بعد فإن أكبر نعمة وأعظم منة, منَّ الله بها على عباده أن بعث فيهم رسلاً
مبشرين بجنات النعيم , ومنذرين من عذاب الجحيم, آمرين بإخلاص العبادة لله رب
العالمين, قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا
الطاغوت) وأعظم هؤلاء الرسل قدراً, و أبلغهم أثرا ,وأعلاهم منزلة وأرفعهم
مكانة, وأعمهم رسالة , هو خاتم النبيين و سيد المرسلين ,وخليل رب العالمين محمد
بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم بعثه الله بعد وقوع الناس في الضلالة
والفجور والردى , وانتشار الخرافات والبدع واستحكام الهوى ,ففتح به قلوباً
غلفاً, وأعيناً عمياً , وأذان صماً, وهدى به بعد الضلالة, وألف به بعد الفرقة
,وأغنى به بعد العيلة كما قال تعالى:(وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت
تدري مالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك
لتهدي إلى صراطٍ مستقيم)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله يقول: ((إنما مثلي
ومثل الناس كمثل رجلٍ استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب
التي تقع في النار يقعن فيها ,فجعل الرجل يزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا أخذ
بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها ) وقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه في
مدحه عليه الصلاة والسلام
أغر عليه في النبوة خاتم *** من الله ميمون يلوح
ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه *** إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أنا أتانا بعد يأس وفترة *** من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا *** ولاح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة *** وعلمنا الإسلام فلله نحمد
ولقد ترك النبي صلى الله عليه وسلام أمته على
البيضاء الواضحة
كما روى الإمام أحمد وابن ماجه عن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:( تركتم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )
وعند الإمام أحمد الطبراني عن أبي ذر رضي الله عنه قال ( لقد تركنا صلى الله
عليه وسلم ، وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علماً )
وحثنا عليه الصلاة والسلام على التمسك بسنته ,ونهانا عن الابتداع في الدين,
فقال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا
عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة ) رواه أحمد وأبو
داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية.
وفي صحيح مسلم من حديث جابر –رضي الله عنه –أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أما بعد فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد, وشر الأمور
محدثاتها))
زاد النسائي ((وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)) واستجابة لهذا الأمر النبوي
فقد تمسك الصحابة بالسنة وابتعدوا عن البدعة, وأمروا الناس بذلك فقد روى ابن
وضاح عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (( اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ))
وروى أبو داود عن حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه- أنه قال: (كل عبادة لا
يتعبدها أصحاب محمد فلا تتعبدوها , فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً, فاتقوا الله
يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم ) وروى الدارمي عن ابن عمر قال: (كل
بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة) وأخرج ابن وضاح عن ابن عباس قال: (( عليكم
بالاستفاضة والأثر وإياكم والبدع )) وقال سفيان الثوري : (البدعة أحب إلى إبليس
من المعصية ,المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها ) وكان الإمام أحمد يتمثل
بهذه الأبيات :
دين النبي محمد أخباره *** نعم المطية للفتى آثار
لا تغفلن عن الحديث وأهله *** فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربما ضل الفتى أثر الهدى *** والشمس واضحةٌ لها أنوارُ
والواجب على كل مسلم أن يحرص على إتباع سنة سيد
المرسلين ويحذر من سلوك طريق المبتدعين, لأنه أمام كل مسلم طريقان , وليست ثم
طريقٌ ثالث, طريق الشرع والسنة, وطريق الهوى والبدعة ,فمن سلك طريق الشرع اهتدى
ونجى , وفاز بالدرجات العلى, ومن سلك طريق الهوى ضل وغوى ,وفي دركات النار هوى,
كما قال تعالى: ((فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم بغير علم ))
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:- (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ، قال :-
من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )) وقد قال بعض السنة : البدعة طوفان
مغرق والسنة الصحيحة سفينة نوح ، من ركبها فقد نجى ، ومن تركها فقد غرق ))
وإذا تبينت خطورة البدع ، وإنها مشاقة لسنة النبي الكريم ، وأنه يحب الحذر كل
الحذر من الوقوع منها . فإنه ينبغي أن يعلم أن أصل هذه الكلمة (( بدعة )) من
الاختراع ، وهو الشيء يحدث من غير أصل سبق ، ولا مثال أحتذي ، ولا ألف مثله ،
ومن قولهم : أبدع الله الخلق ، أي خلقهم ابتداء ,ذكر هذا أبو شامة رحمه الله ،
وقال الجوهري في الصحاح : ((البدعة الحدث في الدين بعد الإكمال ))
وإن من أخطر البدع التي يترتب عليه مفاسد عقدية وسلوكية وأخلاقية : بدعة
الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل ذكر الأدلة على بدعية الاحتفال
بالمولد النبوي ، لابد من الإشارة إلى ما يلي :
[size=16]
يتبع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا
محمد وعلى صحبه وآله أجمعين,
أما بعد فإن أكبر نعمة وأعظم منة, منَّ الله بها على عباده أن بعث فيهم رسلاً
مبشرين بجنات النعيم , ومنذرين من عذاب الجحيم, آمرين بإخلاص العبادة لله رب
العالمين, قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا
الطاغوت) وأعظم هؤلاء الرسل قدراً, و أبلغهم أثرا ,وأعلاهم منزلة وأرفعهم
مكانة, وأعمهم رسالة , هو خاتم النبيين و سيد المرسلين ,وخليل رب العالمين محمد
بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم بعثه الله بعد وقوع الناس في الضلالة
والفجور والردى , وانتشار الخرافات والبدع واستحكام الهوى ,ففتح به قلوباً
غلفاً, وأعيناً عمياً , وأذان صماً, وهدى به بعد الضلالة, وألف به بعد الفرقة
,وأغنى به بعد العيلة كما قال تعالى:(وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت
تدري مالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك
لتهدي إلى صراطٍ مستقيم)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله يقول: ((إنما مثلي
ومثل الناس كمثل رجلٍ استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب
التي تقع في النار يقعن فيها ,فجعل الرجل يزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا أخذ
بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها ) وقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه في
مدحه عليه الصلاة والسلام
أغر عليه في النبوة خاتم *** من الله ميمون يلوح
ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه *** إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أنا أتانا بعد يأس وفترة *** من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا *** ولاح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة *** وعلمنا الإسلام فلله نحمد
ولقد ترك النبي صلى الله عليه وسلام أمته على
البيضاء الواضحة
كما روى الإمام أحمد وابن ماجه عن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:( تركتم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )
وعند الإمام أحمد الطبراني عن أبي ذر رضي الله عنه قال ( لقد تركنا صلى الله
عليه وسلم ، وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علماً )
وحثنا عليه الصلاة والسلام على التمسك بسنته ,ونهانا عن الابتداع في الدين,
فقال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا
عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة ) رواه أحمد وأبو
داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية.
وفي صحيح مسلم من حديث جابر –رضي الله عنه –أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أما بعد فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد, وشر الأمور
محدثاتها))
زاد النسائي ((وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)) واستجابة لهذا الأمر النبوي
فقد تمسك الصحابة بالسنة وابتعدوا عن البدعة, وأمروا الناس بذلك فقد روى ابن
وضاح عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (( اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ))
وروى أبو داود عن حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه- أنه قال: (كل عبادة لا
يتعبدها أصحاب محمد فلا تتعبدوها , فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً, فاتقوا الله
يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم ) وروى الدارمي عن ابن عمر قال: (كل
بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة) وأخرج ابن وضاح عن ابن عباس قال: (( عليكم
بالاستفاضة والأثر وإياكم والبدع )) وقال سفيان الثوري : (البدعة أحب إلى إبليس
من المعصية ,المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها ) وكان الإمام أحمد يتمثل
بهذه الأبيات :
دين النبي محمد أخباره *** نعم المطية للفتى آثار
لا تغفلن عن الحديث وأهله *** فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربما ضل الفتى أثر الهدى *** والشمس واضحةٌ لها أنوارُ
والواجب على كل مسلم أن يحرص على إتباع سنة سيد
المرسلين ويحذر من سلوك طريق المبتدعين, لأنه أمام كل مسلم طريقان , وليست ثم
طريقٌ ثالث, طريق الشرع والسنة, وطريق الهوى والبدعة ,فمن سلك طريق الشرع اهتدى
ونجى , وفاز بالدرجات العلى, ومن سلك طريق الهوى ضل وغوى ,وفي دركات النار هوى,
كما قال تعالى: ((فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم بغير علم ))
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:- (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ، قال :-
من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )) وقد قال بعض السنة : البدعة طوفان
مغرق والسنة الصحيحة سفينة نوح ، من ركبها فقد نجى ، ومن تركها فقد غرق ))
وإذا تبينت خطورة البدع ، وإنها مشاقة لسنة النبي الكريم ، وأنه يحب الحذر كل
الحذر من الوقوع منها . فإنه ينبغي أن يعلم أن أصل هذه الكلمة (( بدعة )) من
الاختراع ، وهو الشيء يحدث من غير أصل سبق ، ولا مثال أحتذي ، ولا ألف مثله ،
ومن قولهم : أبدع الله الخلق ، أي خلقهم ابتداء ,ذكر هذا أبو شامة رحمه الله ،
وقال الجوهري في الصحاح : ((البدعة الحدث في الدين بعد الإكمال ))
وإن من أخطر البدع التي يترتب عليه مفاسد عقدية وسلوكية وأخلاقية : بدعة
الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل ذكر الأدلة على بدعية الاحتفال
بالمولد النبوي ، لابد من الإشارة إلى ما يلي :
[size=16]
يتبع
عدل سابقا من قبل عبد الحميد في الخميس مارس 18, 2010 5:08 pm عدل 1 مرات